د. عبد العزيز بن عبدالله الخويطر - رحمك الله يا أبا ياسر
انتقل إلى رحمة الله مساء يوم الاثنين الثاني من شھر ذي الحجة، صديقنا وزميلنا
معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني، بعد وعكة صحية سريعة .
عندما كنت وكيلاً لجامعة الملك سعود كان معالي الدكتور طالباً في كلية العلوم فيھا
في قسم الجيولوجيا. وكان من طلاب الدفعة الأولى التي افتتحت بھا الجامعة، وھو
أحد الواحد والعشرين طالباً الذين التحقوا بھا، حينما لم يكن بھا إلا كليتان .
فھو بھذا من الرعيل الأول، ومن الذين واكبوا إنشاءھا، كان - رحمه الله - شاھد
ثقة على دور الإنشاء، والحياة المتواضعة للطلاب والأساتذة والإدارة .
تخرج معاليه من الجامعة وواصل دراسته خارج المملكة لدراسة الدكتوراه، وعاد
ناجحاً، فعمل في الجامعة في قسم الجيولوجيا، وكان له أثر مرموق في نشاط ھذا
القسم .
تعين في حقبة من الحقب مديراً لجامعة الملك عبدالعزيز، ثم انتقل منھا إلى وزارة
الإعلام، وزيراً لھا .
لقد كسب علماً، وتجربة إدارية أھلته لأن يقوم بالعمل في أي من ھذه المراكز
بجدارة يصاحبه في ھذا روح المحبة للخير، والذي أدى به فيما بعد إلى أن يوقف
بقية حياته، بعد أن تقاعد من الإعلام، للسير في طرق الخير التي ساعدتھ طبيعته
الخيّرة؛ لأن يبذل جھده لمساعدة الأعمال الخيرية، والالتفات لقضاء حاجة
المحتاجين .
لقد ترك اختصاصه العلمي جانباً، والتفت بكل جوارحه لخدمة مجتمعه خدمة
مقدرة. لم يكن يتوانى عن تعضيد المحتاج، وإجابة المضطر، ونجدة المستغيث
بجھده أو شفاعته .
سوف لا ينسى دوره الخيّر ھذا، ونرجو أن يكون في موازين حسناته، وأن يغفر
له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته إنه ھو البر الرحيم .
وعزاؤنا لزوجه وأولاده ولأقاربه ومحبيه، وزملائه في الدراسة والعمل .
إن صورته الباسمة، وروحه المرحة سوف تكون دائماً أمامنا كلّما مرّ بفكرنا أو
خطر ببالنا .
و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)