شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية |
|
|
|
|
.إن العالم ليس في غفلة فيما يتصل بقضية البحث عن بدائل للنفط ، وهناك خبراء يسخرون جميع مالديهم من قدرات علمية لجعل الاعتماد على النفط مسألة ثانوية   الجيويوجيا الإقتصادية والثروات المعدنية في المملكة العربية السعودية
(رجل الإعلام هو حجر الزاوية في مدى قدرتنا في التعامل والتنافس في ظل سياسة الوفاق الدولي والتبادل الثقافي، وإلا سنصبح دولاً متلقية مستقبلة غير مؤثرة ويقتصر دورنا بالتالي على عملية الاستقبال فقط، ومن هنا تأتي عملية التأثير والإعداد والتنبيه للمخاطر والقدرة على التفاعل والتأثير).   أحاديث في الاعلام
اذا اردنا ان نتحرك بجدية وفاعلية لابد ان ننظر الى التعليم الذي اصبح لا يواكب نهضة الأمة ولا يحقق الأهداف التي نرجوها منه مع انه والحمد لله في المرحلة السابقة قد ادى بعض الأدوار المطلوبة منه ولكنه لم يعد يفي بمتطلبات المرحلة الحاضرة.   السعودة وجها لوجه
|
اليماني القدرة (2)
د. نجاة محمد الصائغ
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز
اليماني القدرة (2)
6- الفصل الثاني: اليماني الوطني
في هذا الجزء وصف الكاتب شخصية اليماني الفاعلة في المجتمع وركز على شخصية المثقف المسؤول في السلطة وجاء في هذا الجزء وصف دقيق لدور المثقف في مواقع اتخاذ القرارات فقد ظهر واضحاً الآتي: - هناك فرق بين المثقفين المسؤولين في السلطة فهناك الغيورين والجريئين في قول الحق أو المشاركة في صناعة القرار ومنهم كان الدكتور اليماني، ومنهم السلبيون الذين يهمهم الموقع الذي وصلوا إليه وهذه صورة تخدم دارسي التاريخ. * تأثر قرارات ولي الأمر بأفكار المثقفين ممن يتولون مناصب حكومية في الإدارات العليا. - مصادر المعرفة التي يسعى إليها المثقف. - شخصية اليماني كنموذج متفرد للمثقف السعودي. فذكر الدكتور زهير كتبي عن اليماني في هذا الفصل: (لديه طريقته الخاصة التي يعبر بها عن وطنيته، وحبه وعشقه لهذا الوطن الكبير. اليماني بطبعه يحب العمل العام، ولم يتخل مطلقاً عن أي واجب وطني دعي لأدائه. ويعتبر أي عمل يؤديه هو شرف كبير له. لا يحب الفزع، ويحترم الحذر والانتباه، ويحب مراجعة الأخطاء مع نفسه. وهو شديد المراس وكثير من أعماله أتت ثمارها). يحظى الدكتور محمد عبده يماني بقبول حسن، وثناء الناس عليه في الكثير من المجالس والمواقف الوطنية، وكما قيل أن (ألسنة الخلق شهود الحق)، وهو معتدلاً في كل مواقفه الوطنية، ولم يعهد عند أحد أنه مبالغاً، وقد عرف أنه بليغٌ وطنيٌ حين يتحدث عن الوطن. ويصر في كل المناسبات على تجذير الانتماء الوطني. * الوطني شعاره في خدمة هذا الوطن العزيز. يدعو لحب الوطن والتضحية من أجله بفكر يقبله العقل وتستريح إليه النفس. اعترف اليماني حب الوطن من عقيدته وعلمها وحكمتها، ومعين علمه وبره وعطفه على أبناء الوطن، فصار في خدمة المجتمع. تسلم اليماني العديد من المناصب السياسية الحكومية المهمة والحيوية وكان أعلاها تولي وزارة الإعلام في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله، فجمع بين الوزارة والكتابة والثقافة. وأعرف بل إنني متيقن أن لمحمد عبده يماني تأثيراً سحرياً كبيراً في فئات مختلفة من السلطة وأروقة السياسة والمجتمع، وخاصة مجتمع أهل الصحافة والثقافة، وأعرف جيداً أن له احترام وتقدير ومكانة خاصة عند الكثير من عناصر مؤسسة الحكم في بلادنا، وأستدل بما قاله عنه صاحب السمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية: عند تقديمه العزاء لأهله وأبنائه: (لم نكن نرد محمد عبده يماني في أي طلب يتقدم به إلينا كونه عزيزاً علينا ولا يأتينا إلا بالصواب) وقوله: (كان محمد عبده يماني يساعد الآخرين في مختلف مناطق المملكة والجميع يذكره بالخير كونه محباً للخير والإحسان إلى الناس وهو أخ عزيز). * في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمهما الله- وتلك القربى السياسية أثارت حسد الكثير ضده.
7- الفصل الثالث : منهجه الفكري والكتابي
اتسمت المرحلة التي عاش فيها اليماني بالتنوع الفكري وهذا ما وضحه الكاتب حيث تعرض الإسلام في هذه المرحلة لكثير من الاتهامات نتيجة تصرفات جهات غير مسؤولة، ونظراً لشخصية اليماني وثقافته الإسلامية كانت له كتاباته ومواقفه الفكرية القوية تجاه هذا الهجوم فلم يستخدم العنف والتسرع والغضب بل تعامل بمنهجية خاصة في التصدي لهذه الفئة وفتح حواراً مع بعضهم وكانت حجته قوية وحاضرة، وفي هذا الفصل يستطيع أن يتوصل القارئ إلى : * أن هناك اختلاف بين المؤسسة الدينية وبعض مثقفي المجتمع تجاه الجانب الديني وممارسته. * ظهرت في تلك المرحلة سجالات على وسائل الإعلام المقروءة والمرئية حول التعامل مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية. * كانت هناك رؤية لدى بعض المثقفين والمتنورين ومنهم اليماني حول ما سوف يحدثه المتطرفون في الدين وكانوا ينبهون لها ولكن تجاوز ولي الأمر رأيهم ووقع ما كانوا ينبهون عليه ومنها ما سمي برحلة الصحوة التي ولدت الإرهاب في الوطن. ومما ذكر الكتبي في هذا الجانب قوله: إن كل من يلاحظ شخصية معالي الدكتور محمد عبده يماني، يجده مفكراً ومثقفاً وصاحب نظرية عقدية في محبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومحبة آل بيت النبي -صلوات الله عليهم- أجمعين، وهو داعية ديني متميز، ولكنه ليس داعية سياسي. حيث يمكن أن نصل لذلك من خلال مشروعه الفكري، وأفكاره، وكتاباته، وأسلوبه الدعوي في خارج المملكة العربية السعودية، وهو (رجل دولة)، خدم وطنه بكل إخلاص وتفانٍ وهو عملي المنزع واهتم كثيراً بالقضايا التنفيذية في كل مراحل أعماله المختلفة. واستطاع اليماني أن يرسم صورة لشخصيته من خلال إنجازاته وأعماله المختلفة، ومن خلال المواقف العملية والفكرية وغيرها، مثل تتبع مواقفه من خلال السياق العام. * وشارك في بعض جلساته وحلقاته. فيذكر دائماً أن هذا الحوار الوطني قناة جيدة لتنفيس غضب الناس وانزعاجهم. اليماني قطبٌ من أقطاب حركة التنوير في بلادنا, مفكرٌ موسوعيٌ كرس فكره وعطاءه الثقافي من أجل إرساء مبادئ حب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم -وآل بيته الطاهرين والطاهرات, وعمل بثقافته على إرساء مبادئ العدالة الاجتماعية في المجتمع السعودي, ليس فقط من خلال كتابته ومقالاته الصحافية وإسهاماته الاجتماعية المختلفة وعضوياته في الجمعيات والمؤسسات الخيرية الاجتماعية، والرياضية والصحية, بل مضحياً بوقته وجهده وراحته في سبيل البرهنة على إيمانه القوي والراسخ برسالته في خدمة المجتمع. يؤمن اليماني بتعدد التيارات السياسية والفكرية في المجتمع، لأن ذلك يعكس تعدد الرؤى والمصالح والأفكار. وقد التزم بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح الديني والسياسي والفكري، لإيمانه بالتعدد.
8- الفصل الرابع : منهجه في الكتابة النبوية :
في مرحلة حياة الدكتور محمد عبده يماني تعرضت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لهجوم مكثف من جهات غربية يثيرها المؤلف ليدفع القارئ للبحث حول هذه المرحلة، ويتناول بصورة مفصلة حياة اليماني وارتباطه بحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كانت ردوده ضد من هاجم الرسول بأن كتب العديد من المؤلفات لأبناء الأمة العربية والإسلامية يعلمهم فيها كيفية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تناول الكاتب بشيء من الدقة ما كان يقوم به اليماني من ممارسات ترتبط بطقوس محبة الرسول وكان يعطي انعكاساً بصورة غير مباشرة على رأي المؤسسة الدينية حول بعض ما يمارس في تعظيم الرسول عليه الصلاة والسلام وهو جزء قوي مهم لمن يرصد التاريخ. وصف المؤلف منهج اليماني بقوله: (احتل محمد عبده يماني من نفسي مكانة رفيعة وراقية، وأحببته منذ الصغر، واتَّخذتُ من بعض مؤلفاته سبيلاً سهلاً لمزيد من العلم والمعرفة والثقافة. فلقد كسبت الكثير من قراءة مؤلفاته. لذلك أصبحت عارفاً وفاهماً ودارساً بمنهجه في التفكير والكتابة والاستقصاء والتحليل، وكذا طريقته في الكتابة والتأليف. وأيضاً عرفت المفاتيح التي عالج بها اليماني منهج الحياة العامة، وبخاصة فعل الخير والبر والإحسان للناس. فوجدت أنه فعلاً أراد أن يكون رجل الخير والبر والإحسان. وأحسنت جامعة أم القرى بإدارة مديرها معالي الدكتور بكري معتوق عساس، حين احتوت تبرع سعادة الشيخ صالح بن عبدالله كامل، رجل الأعمال المعروف، صهر الدكتور محمد عبده يماني بمبلغ (5.000.000) ريال لتأسيس كرسي محمد عبده يماني للبر وإصلاح ذات البين. ومنهج اليماني في الكتابة والتأليف هو أن جعل المعرفة النبوية والإنسانية سائغة في عقول الناس. وكأن هذا النوع من الكتابة هي الرسالة التي نذر اليماني نفسه لها. وظهرت هذه السمة المعرفية وتلك الغاية الراقية في مؤلفاته. ولهذا جاء إنتاجه من مؤلفاتٍ وأعمال وآراء مليئة بالعلوم والمعارف وخاصة المعرفة الدينية والنبوية الشريفة، وكلها كتبت باحترام بالغ وشديد للمنهج العلمي. ويبرز بوضوح عبرها مستوى الضبط والتصحيح والتحليل والاستقصاء والتحقيق في الدفاع عما آمن به الدكتور محمد من قول وفكر ورأي وموقف. وكذا يظهر إيمانه الشديد بما أعتقده من موقف وفكر. فهو مكافحٌ صلبٌ عنيدٌ عن مشروعه الفكري. فهو لم يهادن، ولم ينافق، ولم يجد عن المنهج الذي وضعه لنفسه وسار عليه. ومن قرأ مؤلفاته المتعددة والقيمة يعرف ذلك. هكذا بدا لي معالي الدكتور محمد عبده يماني، ابن مكة المكرمة، البار بها والمحب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فاتصلت أسبابي المتعددة وخاصة الفكرية والمعرفية بمنهجه ومؤلفاته. واشتملت بحبي الشديد له ولكل ما كتب ونشر. فاعتلت في نفسي مبادئه و أفكاره. واقتديت بمسالكه الأخلاقية الراقية. فكان نعم القدوة الحسنة. واستقيت من أعماله ومواقفه مدداً أخلاقياً مميزاً. اعتمد الدكتور اليماني على منهج علمي وأخلاقي أثناء الكتابة، سواء في كتابة الكتب أو البحوث أو الدراسات العلمية أو المقالات الصحافية. وبنى ذلك المنهج اليماني على مجموعة من الأسس منها: 1- أن على الكاتب أن يحمل في عقله وسلوكه وأخلاقه قيم ومبادئ الإسلام، ويبلغها للقراء ويدعو إليها حسب القدرة والاستطاعة الممكنة والمتاحة. 2- الاعتماد على المجادلة بالحسنى والحكمة والتي هي أحسن. 3- أن يتعامل الكاتب مع القراء بمبادئ الإسلام وقيمه وأحكامه. 4- أن تحكم علاقة الكاتب بالقراء أيضاً مبادئ الإسلام وقيمه، فالاختلاف والاتفاق حق من حقوق المتلقين. 5- ألاّ يغضب الكاتب للرأي الآخر، وألاّ يعتبر رأيه هو الصواب أو الأفضل. 6- أن لكل كاتب هدفاً وغاية، ينبغي أن يستهدف تحقيقها حسب الإمكانات المتاحة واحترام القدرات المتنوعة عند المتلقي. 7- إن الكتابة إذا سارت على غير هدف أو غاية واضحة أوجدت فجوة كبيرة بين الكاتب والمجتمع والمتلقي، وتفقد الكتابة قيمتها وربما مصداقيتها. 8- ينبغي ألاّ تقتصر مسؤولية الكتابة على الكتابة والنشر فقط، بل يجب أن يتعمق هدف الكتابة وغايتها في العقول والقلوب.
|
|