محمد عبده يماني .. في قلوبنا-ياسر محمد عبده يماني
محمد عبده يماني .. في قلوبنا ياسر محمد عبده يماني رحمك الله أيها الأب والمربي الفاضل وصاحب الكلمة الطيبة، وها نحن نعيش هذه الأيام ذكرى مرور عامين على انتقالك إلى جوار رب كريم رحيم، وكان يفترض أن تذكرنا هذه المناسبة بألم فراقك ورحيلك عنا بصورة مفاجئة، ولكن حقيقة الأمر أنك لم تفارقنا نحن أهلك وأصدقاءك ومحبيك بل وحتى مجتمعك، فذكراك وأفعالك الصالحة ودروسك الثرية حية في نفوسنا، ولا أقول هذا من باب البلاغة أو المعنى المجازي، فنحن لا نكاد نحضر جمعا أو مناسبة أو اجتماعا خيريا إلا ونجدك حاضرا بآرائك وأفكارك من خلال أصدقائك وزملائك وأهلك وأبنائك، فقد تركت إرثا كبيرا متنوعا إذا ما تأملناه وجدنا فيه مجموعة من المفاهيم ووجهات النظر التي نحتاج إلى دراستها ونشرها، ونموذجا لنهج حياة وعمل صالح يجب تكراره، والمتأمل في مسيرة حياتك يجد أن أهم ما تركته هو تلك الطاقة الإيجابية وأكاد أقول النورانية التي كانت تلازمك، لأنك كنت تستقي همتك من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم متعلقا بذاته الشريفة وبسيرته المطهرة وأخلاقه الحميدة ومتأسيا به صلى الله عليه وسلم واتخذته محورا في كل ما تفعل، هذه الطاقة هي السر المتجدد عندما يذكرك من عرفك وتعامل معك، فهي تحث الإنسان دائما على الإنجاز وإعمار الأرض بما ينفع الناس وتدفعه إلى الأمام وألا يعترف بالصعوبات، فمن كان يستشعر أن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم معه لا يخشى شيئا، هذه الطاقة في قوانين الفيزياء لا تأتي من العدم ولا تفنى وإنما تأخذ أشكالا أخرى وتتكيف مع الظروف والعوامل المحيطة وتعطي عطاءا مستمرا متجددا. رحمك الله يا أبي، فنحن لا تمر لحظة من اللحظات في حياتنا دون أن نذكرك أو نذكر ما علمتنا إياه، ونشتاق إليك شوقا كبيرا، ولا يعوضنا عن غيابك عن التواجد بيننا إلا عزاؤنا بأنك في أكرم جوار عند رب الرحمة والمغفرة سبحانه وتعالى، فجزاك الله خيرا على كل ما قدمت لمن عرفته ومن لم تعرفه، وأسأله جل وعلا أن يدخلك جنات الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، فقد كنت نعم الأب ونعم الصديق ونعم الأستاذ. رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته وجعل أعمالك الصالحة ضياء لقبرك وأرجو أن يبقى ما زرعته في محيطك ووطنك وأمتك من خير يشع نورا إلى ما

الدكتور محمد عبده يماني .. كريم الشمائل عظيم المروءات

المهندس أحمد عبد الوهاب آشي
رحم الله توأم روحي أبا ياسر ، لقد كنت على موعد معه يوم الثاني من شهر ذي الحجة للصعود إلى مكة المكرمة لتقديم واجب العزاء في السادن العزيز المرحوم الشيخ عبدالعزيز كدأبه في مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم .. وكان هذا ديدنه دائماً مهما كان في ذلك الأمر من إرهاق ومشقة عليه وتراه مسروراً وفرحاً فيما يقوم به وكنت أرافقه في كثير من الأحيان هذا التواصل والمودة مع الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وجيههم وبسيطهم ولكنه سبقنا إلى دار الحق وتركنا في هذه الدنيا الغرور.
كان رحمه الله يفشي المحبة والسلام بين الجميع لا تراه إلا مبتسماً بذلك الوجه النوراني، عف اللسان، بذلك التواضع والأدب الجم مع كل من يقابله من الناس، ينفرد بهذه الخصوصية حتى مع الأطفال ويشعر كل من يقابله بأنه يخصه وحده بالاهتمام وهذه ميزة ينفرد بها رحمه الله وهو من الذين يسارعون في الخيرات وينفقون عن سعة, يجبر كسر هذا ويفرح قلب هذا فهو أمة في رجل وركن من أركان المجتمع المكي بل ركن من أركان الوطن وكان رحمه الله يحثني دائماً ويشركني في فعل الخير وكم فرَّج بعد توفيق الله كربة محتاج وهو لا يفتأ مدافعاً منافحاً ومناصراً لكل ذي مظلمة وكذلك اصلاح ذات البين.
أيها الشيخ الجليل الفارس النبيل، إهنأ في مرقدك الأخير تتنزل عليك شآبيب رحمه الله.. وأنا لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنى عليك من غمرته بفضلك وإحسانك وأزلت بعد الله ضيقته وما اتفق اثنان أو أكثر كما اتفقوا على محبتك ولا نستطيع أن نعدد مآثرك وحسناتك في كل وجوه الحياة، جزاك الله خيراً لما قدمته لأمتك ووطنك.رحم الله الشاعر السفير حسين فطاني عندما قال في قصيدته يا قبلة المجد:

وعز في الناس من عزّت بلادهم لما أشادوا لها أو شيدوا فيهــــــا

وكما قال والدي المرحوم عبدالوهاب آشي في قصيدته:
ما مات من خلدت صحائف مجده ولسعيه الوطن العزيز مصــــدق

وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
الناس للنّاس ما دام الوفاء بــــــهم والعسر واليسر أوقات وساعـــات
وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يده للنّاس حاجـــــات
قد مات أقوام وما ماتت فضـائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

ويا حبذا أن يخلد اسم الفقيد الجليل بمعلم بارز في مكة المكرمة وغيرها من مدن المملكة.. رحم الله فقيد الأمة، فهو حيّ بمآثره ومكارمه، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وبارك له في أبنائه البررة.وأنا أدعو جميع محبيه والعارفين بفضله وغيرهم أن يتأسّوا ويقتدوا بأخلاقه ويسيروا على نهجه ومنهاجه فهو نعم المربي الإسلامي ونعم العبد إنه أواب بإذنه تعالى وجعله من الكرام البررة إنه سميع مجيب.و"إنا لله وإنا إليه راجعون".