ﻣﺎ زﻟﺖ ﻣﻌﻨﺎ - هاشم عبده هاشم
ﻣﺎ زﻟﺖ ﻣﻌﻨﺎ هاشم عبده هاشم •• ﻛﺜﯿﺮون ﯾﻐﺎدرون ھﺬا اﻟﻜﻮن.. وﯾﺘﺮﻛﻮن ﻟﻨﺎ.. وداﺧل ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺻﻮرا.. وذﻛﺮﯾﺎت ﺣﻤﯿﻤﺔ وﺑﺼﻤﺎت ﻣﺆﺛﺮة وﻗﻮﯾة ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ وﺗﻄﺒﻊ ﻣﺴﯿﺮﺗﻨﺎ.. وﺗﺪﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎھﻢ.. وﻛﻠﻤﺎ اﺳﺘﺮﺟﻌﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ وآراﺋﮭﻢ وﺗﻮﺟﮭﺎﺗﮭﻢ وﺗﻮﺟﯿﮭﺎﺗﮭﻢ.. •• ﻣﻦ ھﺆﻻء اﻟﻜﺒﺎر اﻟﻜﺒﺎر اﻟﺬﯾﻦ ﻏﺎﺑﻮا ﻋﻨﺎ.. وﻧﺠﻲء اﻟﯿﻮم ﻟﻨﺘﺬﻛﺮھﻢ.. اﻟﺮﺟﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﯾﻤﺎﻧﻲ.. اﻟﺬي ﻋﺮﻓﺘﮫ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﯾﺰ.. واﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﮫ أﻛﺜﺮ ﺣﯿﻨﻤﺎ أﺻﺒﺢ وزﯾﺮا ﻟﻺﻋﻼم.. واﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﮫ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮك اﻟﻮزارة وﺗﻔﺮغ ﻛﻠﯿﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮة وﻧﺸﺮ اﻟﻔﻜﺮاﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن.. وأﻋﻄﻰ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ أﺣﺎﺳﯿﺴﮫ وﻣﺸﺎﻋﺮه واھﺘﻤﺎﻣﺎﺗﮫ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻔﻘﺮاء ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أرﺟﺎءاﻷرض.. ﻛﻤﺎ ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻸﻗﻠﯿﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﺧﺮى.. ﺣﺘﻰ ﻛﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﮭﻢ.. وأﺣﺪ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻮة ﻟﺪﻋﻢ ﻗﻀﺎﯾﺎھﻢ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ.. •• وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﻮﻗﻒ اﻟﯿﻮم أﻣﺎم ھﺬا اﻟﻄﻮد اﻟﺸﺎﻣﺦ ﻷﺗﺬﻛﺮ ﻛﻞ ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء وﯾﺘﺬﻛﺮھﺎ ﻣﻌﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﮫ.. وﻣﻦ ﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﯾﺪه.. وﻣﻦ راﻓﻘﮫ ﻓﻲ ﻣﺴﯿﺮﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﯿﺎﺗﮫ.. وﻣﻦ ﻗﺮأه وﺗﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﯾﺪﯾﮫ ﺣﺐ رﺳﻮل اﷲ..وﺑﯿﺖ رﺳﻮل اﷲ.. وﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﺎﻟﻘﯿﻢ واﻷﺧﻼﻗﯿﺎت ودﻓﺎﻋﮫ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﯿﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ذھﺐ إﻟﯿﮫ.. •• أﻗﻮل ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﺬﻛﺮ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﯿﻮم وﯾﺘﺬﻛﺮه ھﺆﻻء ﺟﻤﯿﻌﺎ.. ﻓﺈﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺄن رﻛﻨﺎ ھﺎﻣﺎ ﻓﻲﺣﯿﺎﺗﻲ.. ﺑﻞ وﻓﻲ ﺣﯿﺎة اﻟﻜﺜﯿﺮﯾﻦ ﻣﻤﻦ اﻟﺘﺼﻘﻮا ﺑﮫ ﻃﻮال ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻗﺪ اﻧﮭﺎر.. ﻟﻜﻦ إرﺛﮫ اﻟﻌﻈﯿﻢ اﻟﺬي ﺗﺮﻛﮫ ﻟﻨﺎ.. ﻓﻜﺮا..وﻋﺎﻃﻔﺔ.. وﻗﯿﻤﺎ.. وإدارة.. وﻋﻠﻤﺎ.. وﻓﻀﻼ.. وأﺑﻮة.. وﺣﻨﺎﻧﺎ ﻇﻞ ﯾﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻣﺼﺪر ﺣﯿﺎة.. وﻃﻤﺄﻧﯿﻨﺔوﻋﻄﺎء ﻻ ﯾﻨﻀﺐ.. •• وﻟﺬﻟﻚ.. ﻓﺈن اﻟﺮﺟﻞ وإن ﻣﺎت.. وإن اﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﺎ.. وإن ﺗﺮﻛﻨﺎ.. إﻻ أﻧﮫ ﯾﻈﻞ ﻣﻌﻨﺎ.. وﻓﻲ دواﺧﻠﻨﺎ.. وﺗﻠﻚ ھﻲاﻟﻌﻈﻤﺔ.. وذﻟﻚ ھﻮ اﻟﺮﺻﯿﺪ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻨﻀﺐ ﻣﺪى اﻟﺤﯿﺎة.. رﺣﻤﻚ اﷲ ﯾﺎ أﺑﺎ ﯾﺎﺳﺮ.. وﯾﺎ أﺑﺎ اﻟﻔﻘﺮاء.. وﻣﺼﺪر اﻟﺤﺐاﻟﺬي ﻇﻞ ﯾﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ.. وﻣﻦ ﺑﻌﺪك إﻟﻰ أﺑﺪ اﻵﺑﺪﯾﻦ.

الدكتور محمد عبده يماني .. كريم الشمائل عظيم المروءات

المهندس أحمد عبد الوهاب آشي
رحم الله توأم روحي أبا ياسر ، لقد كنت على موعد معه يوم الثاني من شهر ذي الحجة للصعود إلى مكة المكرمة لتقديم واجب العزاء في السادن العزيز المرحوم الشيخ عبدالعزيز كدأبه في مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم .. وكان هذا ديدنه دائماً مهما كان في ذلك الأمر من إرهاق ومشقة عليه وتراه مسروراً وفرحاً فيما يقوم به وكنت أرافقه في كثير من الأحيان هذا التواصل والمودة مع الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وجيههم وبسيطهم ولكنه سبقنا إلى دار الحق وتركنا في هذه الدنيا الغرور.
كان رحمه الله يفشي المحبة والسلام بين الجميع لا تراه إلا مبتسماً بذلك الوجه النوراني، عف اللسان، بذلك التواضع والأدب الجم مع كل من يقابله من الناس، ينفرد بهذه الخصوصية حتى مع الأطفال ويشعر كل من يقابله بأنه يخصه وحده بالاهتمام وهذه ميزة ينفرد بها رحمه الله وهو من الذين يسارعون في الخيرات وينفقون عن سعة, يجبر كسر هذا ويفرح قلب هذا فهو أمة في رجل وركن من أركان المجتمع المكي بل ركن من أركان الوطن وكان رحمه الله يحثني دائماً ويشركني في فعل الخير وكم فرَّج بعد توفيق الله كربة محتاج وهو لا يفتأ مدافعاً منافحاً ومناصراً لكل ذي مظلمة وكذلك اصلاح ذات البين.
أيها الشيخ الجليل الفارس النبيل، إهنأ في مرقدك الأخير تتنزل عليك شآبيب رحمه الله.. وأنا لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنى عليك من غمرته بفضلك وإحسانك وأزلت بعد الله ضيقته وما اتفق اثنان أو أكثر كما اتفقوا على محبتك ولا نستطيع أن نعدد مآثرك وحسناتك في كل وجوه الحياة، جزاك الله خيراً لما قدمته لأمتك ووطنك.رحم الله الشاعر السفير حسين فطاني عندما قال في قصيدته يا قبلة المجد:

وعز في الناس من عزّت بلادهم لما أشادوا لها أو شيدوا فيهــــــا

وكما قال والدي المرحوم عبدالوهاب آشي في قصيدته:
ما مات من خلدت صحائف مجده ولسعيه الوطن العزيز مصــــدق

وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
الناس للنّاس ما دام الوفاء بــــــهم والعسر واليسر أوقات وساعـــات
وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يده للنّاس حاجـــــات
قد مات أقوام وما ماتت فضـائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

ويا حبذا أن يخلد اسم الفقيد الجليل بمعلم بارز في مكة المكرمة وغيرها من مدن المملكة.. رحم الله فقيد الأمة، فهو حيّ بمآثره ومكارمه، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وبارك له في أبنائه البررة.وأنا أدعو جميع محبيه والعارفين بفضله وغيرهم أن يتأسّوا ويقتدوا بأخلاقه ويسيروا على نهجه ومنهاجه فهو نعم المربي الإسلامي ونعم العبد إنه أواب بإذنه تعالى وجعله من الكرام البررة إنه سميع مجيب.و"إنا لله وإنا إليه راجعون".