د. يماني للخياط: أدخل يا خياط واختصر - عبدالرحمن عمر خياط
د. يماني للخياط: أدخل يا خياط واختصر عبدالرحمن عمر خياط متى يا من بيدهم مقاليد الأمور تصبح الإدارات الحكومية بمكة المكرمة بدلاً عن جدة خاصة وإن الأراضي موجودة وكنت قد تشرفت بالسلام على صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وكنا ثلاثة أشخاص (معالي الأستاذ. د. محمد عبده يماني رحمه الله وسعادة الشيخ عبدالرحمن فقيه ومحرر هذه السطور بغرفة سعادة مدير مكتب سمو الأمير. وصلينا الظهر بإمامة سعادة الشيخ عبدالله الفائز وكيل الإمارة وبعد الصلاة جاء العسكري يطلب عبدالرحمن عمر خياط فقلت لسعادة مدير المكتب ربما يكون المطلوب الشيخ عبدالرحمن فقيه فقال معالي الدكتور اليماني بأسلوبه المحبب أدخل يا خياط واختصر فدخلت وبنظرة إلى سموه رأيت فيه صورة والده الشهيد ولباس والده (الثوب والكوت) وبعد السلام قال سموه لقد تعمدت أن أقابل كل منكم الثلاثة وحده لأعرف إن كان لكم طلباً أو اقتراحاً وأريد أن أسمعه، فرددت إن مطالب مكة كثيرة والوقت لا يكفي وبكل إختصار (يرجو المكيون أن تسكن بمكة وتعطي جدة حقها، وأن يكون مقر الدوائر الرسمية وفقاً للمسمى بمكة المكرمة والفروع بجدة لأن مكة هي الأصل ــ فإن رأيتم جدوى ذلك فالأمر إلى سموكم، فقلتم (إن شاء الله سيكون ذلك في أقرب فرصة وإن شاء الله فودعت سموه داعياً بالتوفيق والعون مؤكداً أن والده الفيصل العظيم كان أول أمير لمكة في العهد السعودي وإن دفاتر المدرسة كانت صورة الفيصل عليها وتحت الصورة أمير مكة المكرمة (فيصل المحبوب). وبعدها كان اللقاء بسموه في فندق إنتركونتننتال في مؤتمر العمران وتذكر سموه أنه حضر قبل 20 عاماً والتأثيث لم يتغير، ثم في حفل الغرفة التجارية بماربيا يوم أمر سموه تغيير المسميات الاجنبية ــ واول من غير مسمى ماربيا الى الذكرى الخالدة ــ وأشكر لأخي الشقيق الأستاذ عبدالله إستمرار حضوره مجلس سمو الأمير داعياً لسموه ولوكيله المحترم والبطانة الطيبة بالعون والتوفيق، وهذه قصة الرجل الذي أقطعه الخليفة عبدالملك بن مروان أرضا لإستثمارها، وأقر الإقطاع الخلفاء الوليد ثم سليمان رحمهما الله، وفي عهد الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز أمر رحمه الله بنزعها منه، وجاء أبناء ذلك الرجل إلى الخليفة هشام يطلبون إعادة الأقطاع الذي نزعه الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، فقال الخليفة هشام إنك لم تترجم على من أقطع أباك الأرض وتترحم على من أمر بنزعها فرد الرجل نعم وهكذا جرت العادة إذا جاء إسم عمر بن عبدالعزيز أن يترحم عليه فقال الخليفة هشام (ونحن نؤيد ما أمر به الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله). وقرأنا بـ(الندوة) 21/4/1433هـ أن سمو وزير البلديات أمر بتخصيص 3500 أرض سكنية لأهالي مكة المكرمة بمخطط سمو ولي العهد الأمين، وربنا يحقق أماني سمو الأمير خالد تجاه مكة المكرمة وله من الله المثوبة وأهالي مكة يستاهلون والحمد لله رب العالمين.

الدكتور محمد عبده يماني .. كريم الشمائل عظيم المروءات

المهندس أحمد عبد الوهاب آشي
رحم الله توأم روحي أبا ياسر ، لقد كنت على موعد معه يوم الثاني من شهر ذي الحجة للصعود إلى مكة المكرمة لتقديم واجب العزاء في السادن العزيز المرحوم الشيخ عبدالعزيز كدأبه في مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم .. وكان هذا ديدنه دائماً مهما كان في ذلك الأمر من إرهاق ومشقة عليه وتراه مسروراً وفرحاً فيما يقوم به وكنت أرافقه في كثير من الأحيان هذا التواصل والمودة مع الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وجيههم وبسيطهم ولكنه سبقنا إلى دار الحق وتركنا في هذه الدنيا الغرور.
كان رحمه الله يفشي المحبة والسلام بين الجميع لا تراه إلا مبتسماً بذلك الوجه النوراني، عف اللسان، بذلك التواضع والأدب الجم مع كل من يقابله من الناس، ينفرد بهذه الخصوصية حتى مع الأطفال ويشعر كل من يقابله بأنه يخصه وحده بالاهتمام وهذه ميزة ينفرد بها رحمه الله وهو من الذين يسارعون في الخيرات وينفقون عن سعة, يجبر كسر هذا ويفرح قلب هذا فهو أمة في رجل وركن من أركان المجتمع المكي بل ركن من أركان الوطن وكان رحمه الله يحثني دائماً ويشركني في فعل الخير وكم فرَّج بعد توفيق الله كربة محتاج وهو لا يفتأ مدافعاً منافحاً ومناصراً لكل ذي مظلمة وكذلك اصلاح ذات البين.
أيها الشيخ الجليل الفارس النبيل، إهنأ في مرقدك الأخير تتنزل عليك شآبيب رحمه الله.. وأنا لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنى عليك من غمرته بفضلك وإحسانك وأزلت بعد الله ضيقته وما اتفق اثنان أو أكثر كما اتفقوا على محبتك ولا نستطيع أن نعدد مآثرك وحسناتك في كل وجوه الحياة، جزاك الله خيراً لما قدمته لأمتك ووطنك.رحم الله الشاعر السفير حسين فطاني عندما قال في قصيدته يا قبلة المجد:

وعز في الناس من عزّت بلادهم لما أشادوا لها أو شيدوا فيهــــــا

وكما قال والدي المرحوم عبدالوهاب آشي في قصيدته:
ما مات من خلدت صحائف مجده ولسعيه الوطن العزيز مصــــدق

وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
الناس للنّاس ما دام الوفاء بــــــهم والعسر واليسر أوقات وساعـــات
وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يده للنّاس حاجـــــات
قد مات أقوام وما ماتت فضـائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

ويا حبذا أن يخلد اسم الفقيد الجليل بمعلم بارز في مكة المكرمة وغيرها من مدن المملكة.. رحم الله فقيد الأمة، فهو حيّ بمآثره ومكارمه، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وبارك له في أبنائه البررة.وأنا أدعو جميع محبيه والعارفين بفضله وغيرهم أن يتأسّوا ويقتدوا بأخلاقه ويسيروا على نهجه ومنهاجه فهو نعم المربي الإسلامي ونعم العبد إنه أواب بإذنه تعالى وجعله من الكرام البررة إنه سميع مجيب.و"إنا لله وإنا إليه راجعون".