شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

كانت سيرته صلى الله عليه وسلم واضحة جلية المعالم ، كلها حق ، وكلها صدق ، واضحة امام اعدائه قبل اصدقائه ، كانوا يعرفون صدقه ، ونبله وكرمه ، ورجاحة عقله وأمانته فلم يكن في مقدورهم ان يتهموه بالكذب ، ولا بالجنون ، ولا بالخيانة ، ,لا بالسحر ولكنهم اجمعوا بأنه الأمين .. الأمين ، عليه افضل الصلاة وازكى التسليم .

 بأبي انت وأمي يارسول الله

(من المؤسف حقاٌ أن نظام الإعلام الحالي بل وحتى المستقبلي القريب يتَّسم باختلال أساسي بسبب عدم التوازن الذي فرضته الدول الكبرى على عملية تبادل المعلومات.. حتى أصبحت معظم البلاد النامية.. وبصورة خاصة في عالمنا الإسلامي مجرد بلاد مستهلكة للمعلومات التي تصدر إليها).

 أحاديث في الاعلام

لا شك ان الصلاة على رسول الله من اعظم وانفع الوسائل للثواب والخير والقربى الى الله عز وجل ، والى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله عز وجل أمرنا بها وهو قد بدأها تبارك وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة المقربين ثم ثلث بنا وهو الذي خص سيدنا محمدا بالقربى العظيمة منه في الدنيا والآخرة وهي نور وبركة وتجارة رابحة لا تبور .

 بأبي انت وأمي يارسول الله

قراءة في كتاب الكتبي

قراءة في كتابي الكتبي

(اليماني القدرة)

الدكتورة نجاة محمد الصائغ


آثار وفاة معالي الدكتور محمد عبده يماني سكون الأقلام وركود النفوس ، فانطلقت الكلمات عبر انسكاب الاخبار ، ويكشف فراغات حياة رجل اتفق الجميع على انه رجل تاريخ ومرحلة . ورحيل مثل هذه القامات يشكل كبيرة ويكشف فراغات يعجزها سدها وتعبئتها في النسيج الاجتماعي .كتب عن اليماني الكثير ، واغلب من كتب من الكتاب والمثقفين ،وكان ضمن محتوى ما ذكروه شيء يقول إن اليماني ذلك الكبير خص كلا منهم بشيء خاص ، وكانه الصديق القريب منه ،لتواصله مع الجميع ، وهذه حقيقة لا ينكرها أحد فالرجل كان يجيد مهارات الاتصال ، وله قدرة في توزيع عاطفته وحبه وتقديره على من حوله بحرارة وصدق يصل إلى كل من يتعامل ، لذا فجميع من كتبوا أشاروا إلى هناك علاقة بينهم وبين المغفور له بأذن الله تعالى معالي الدكتور محمد عبده يماني ،وكانوا ينقلون واقعا عايشه كل من كان على اتصال به وأحبهم وأحبوه .واليماني شخصية ليست عادية ،فهو رجل دولة ،ورجل ثقافة ورجل مجتمع .. هذة الصفات التي كان عليها اليماني تسير إلى

أن جعبته لم تكن تحمل القليل والبسيط ،بل كانت تحمل الثقيل والقوي والمتنع لذا كان له بالجانب الآخر رجال يصغى إليهم ويصغون إليه ، يسمع منهم ويسمعون له ويتحدث معهم عن تاريخ مرحلة رجال اختصهم لنفسه لثقته بهم فهو إنسان يحتاج إلى أن يجد حوله من يفهمه ويتفهم فكره ويتدارس معهم موافقة ويتندر معهم بما يحدث له ، يقول لهم ما لا يستطيع أن يقول للآخرين ويضج به جوفه ، ويحتاج إلى أن يجد من يسمع منه .

كنت أعرف أن من ضمن هؤلاء المقربين من اليماني زوجي الدكتور زهير محمد جميل كتبي ، هذا الرجل الذي طحنته الحياة منذ أن كان في العشرين من عمره ، ومازالت تطحنه حتى يومنا هذا ، وهو يتوسط العقد الخامس من عمره ،لذا هناك كلمة جدا في مقالة الذي نشره يرثي فيه اليماني في جريدة يوم الخميس 26-12-1431هـ في عددها 3455 حين قال : ((لقد انكشف ظهري )) وهو يعني ذلك ، لأن اليماني –رحمه الله – كان أبا لم يلد زهير

فكان ظهره في كثير من المواقف والمحن التي تعرض لها .كنت أعلم وأنا القريبة من الدكتور كتابا عن معالي الدكتور محمد عبده يماني في الأشهر الأخيرة من عام 1431هـ ،وكان –رحمه الله – يتصل بزهير ، وأسمع مداعبته له والحديث بينهما والتعليقات التي تدور ،وكان بين وقت آخر يذهب الدكتور زهير لزيارته ويأتي بظرف به أوراق وكتب عليه من الخارج ((الدكتور محمد عبده يماني )) ،وكان على موعد معه بعد إجازة ،لكن القدر كان أسبق ، وانتقل اليماني إلى رحمة الله

(( انكشف ظهري ورحل كبيري ))

بدأ الدكتور زهير في إتمام كتاب اليماني ، وفرغ نفسه لهذا العمل معتبرا أن هذه واجب كان يجب أن ينجزه قبل وفاة اليماني ، وكان يشعر بالذنب على هذا التأخير في إنجاز الكتاب ، كان يتمنى أن يصدر في حياة اليماني ، لكن ((كل تأخيرة فيها خيرة ))

أنجز د. زهير الكتاب وهو أول كتاب يصدر عن الدكتور محمد عبده يماني

وتناول فيه كثيرا من القضايا التي كان اليماني يطلب منه عدم تناولها في حياته ،وكان هذا مما أضاف إلى الكتاب تشويقا وامتاعا.

 

وكنت أول من قرأ الكتاب في مسودته الأولى ثم الثانية ثم قبل الإصدار ، وسأبحر معكم في قراءة محتوى الكتاب في حدود ماسمح لي مؤلف الكتاب سعادة الدكتور زهير كتبي . عنوان الكتاب (اليماني القدرة )،وقد ربط الكاتب

بصورة علمية دقيقة بين مصطلح القدرة ومفهومه وعلاقته بشخصية اليماني - رحمه الله - ثم جاء الإهداء إلى الشيخ مرعي بن مبارك بن محفوظ، وتضمنت المقدمة إشارة إلى علاقة لا يعرفها الكثير بين أبناء مكة إنجازاً وفكراً سيجدها القارئ تحمل رقي الحس بين هاتين القامتين من هذه العلاقة المشاركة في فعل الخير، وهناك الكثير.

التوطئة: جاءت لأبناء المغفور له بإذن الله تعالى معالي الدكتور محمد عبده يماني (ياسر، عبد الله، عبد العزيز، فاطمة، غالية وسارة). سطور تحمل رقي الحس والعرفان بالجميل لمؤلف الكتاب وتوجيه موسوم بصبغة الوفاء لأبناء الفقيد.

قصة الكتاب: أحد عناوين أجزاء الكتاب، وهو جزء مهم للمضمون؛ حيث يوضح المؤلف أهدافه من تأليف الكتاب؛ فهو يتجاوز تاريخ الترجمة إلى المواقف والمذكرات، وفي هذا الجزء تبدأ عملية التشويق لقراءة الكتاب؛ حيث يحمل قصصاً ومواقف لا يعلمها إلا القلة ممن يحيطون باليماني.

 

تبدأ بعد ذلك أجزاء الكتاب جزءاً تلو جزء، وفصلاً تلو آخر؛ حيث انطلق من السيرة الذاتية لليماني ثم إنتاجه الفكري، ثم جاءت مقدِّمة المؤلف، وقد اختصرها في عبارات من كتاب الأمة «الحرية وتطبيقاتها في الفقه» لعمر عبيد حسنة، وهذه وحدها تحمل تاريخ مرحلة من حياة اليماني وتكمن قوتها في تفسير تلك العبارات التي سيستمتع بها القارئ. بعد المقدمة تناول الكتبي ما لا يمكن أن يتناوله إلا من كان على علم وقرب من شخصية اليماني في عناوين جانبية يفسرها المؤلف بمواقف وفكر وآراء لليماني؛ حيث يقول المؤلف في إحدى الفقرات «توافرت عندي عوامل عدة دفعتني إلى إنجاز هذا الكتاب، أهمها قيمة وأهمية ومكانة اليماني الفكرية، والثقافية، والاجتماعية، والسياسية، والكتابة عندي فعل اكتشاف؛ ولهذا أعترف للمتلقي بأن أموراً عدة تغيرت في ذهني طوال عملية الكتابة». وفي هذا يوضح الكتبي لماذا حذف بعض آراء الدكتور محمد عبده يماني في بعض مؤلفاته وكتبه مثل كتاب المالكي عالم الحجاز، وكتاب تبا لوقفتك فايز بدر، كذلك بعض القصص والحكايات الفكرية والسياسية التي حدثت في حياة اليماني خوفاً من عدم تصديق ذلك رغم موافقة اليماني على ذلك عند البدء في كتابة المنتج. ويذكر الكتبي كيف أن اليماني قال له «اكتب وسأوقع لك على كل ورقة» تأكيداً لصحة المكتوب.جاء الكتاب في فصول تناولت شخصية اليماني الوطنية، ويشمل هذا الفصل وقائع لا يعرفها الكثير عند توليه وزارة الإعلام، بعضها يميل للطرافة، وبعضها له مواقعه المفصلية. ثم تناول الكتبي في فصل آخر منهج اليماني الفكري والكتابي، وهنا يصف الكتبي الرقيب في حياة اليماني على فكره وكتاباته سواء كانت الشخصية أو السياسية. وجاء في الفصل الرابع منهجه في الكتابة النبوية، ويجد القارئ في هذا الجزء متعة ما بعدها متعة وهو يقرأ عن شخصية كأنها في الخيال في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كانت بيننا. وفي الفصل الخامس تناول الكتبي المقومات الشخصية لليماني التي كوّنت هذه الشخصية المتميزة، ويتطرق من خلاله إلى مواقف خطيرة اتخذها اليماني سببت له مشاكل استمرت معه حتى توفاه الله. وكان الفصل السادس بعنوان (الصحافة) حيث وضع المؤلف بعض المقالات التي كُتبت عن اليماني ومقالاته عنه، وتناول - كما يقال - شيئاً من خلف الكواليس لمواقف لمعالي الدكتور محمد عبده يماني مثيرة ومؤثرة، وبعض ما كان يدور من أحاديث بين المؤلف وبين اليماني.

الكتاب يمتاز بسلاسة الأسلوب وشفافية الطرح ومعلومات يرغب في أن يعرفها الكثير، ويشد القارئ بقوة لمعرفة ما بعد كل فصل لمعرفة حياة هذا العملاق الذي رحل وما زال المجتمع يشعر بأنه موجود. يتناول علاقات اليماني ومواقفه وقراراته التي لا يعرفها الكثير. أظن هكذا أعتقد أن هناك الكثير الذين سيتمتعون بهذا المنتج، وأشكر سعادة الدكتور زهير كتبي لأنه سمح لي بتناول هذا المنتج قبل نزوله في الأسواق، وأتمنى أن أكون قد التزمت بما سمح لي بتناوله.