د. عبدالاله جدع - فاهنأ.. أبا ياسر
لله بين عباده أخيار بيض السرائر سجد أطهاريسقون أرض الاختلاف محبة وقلوبهم من فيضها الانهارفاهنأ (أبا ياسر) فإنك منهم فالشمس تُعرف إن اضاء نهارأوتيت من سحر البيان طلاوة وعلى جبينك تشرق الانوارجم التواضع مسلكاً وخليقة ورداؤك الاجلال والاكبارولبست بردة مادح لرسوله تا الله من مدح الهدى مختارما زلت اذكر يوم جاءك يشتكي كهل ينسيّه الكرى اعسارفوهبته نبل المكارم خفية وجعلته بين العطاء يحار * لقد هزني كما هز الكثيرين خبر وفاة معالي الدكتور محمد عبده يماني.. وللحقيقة فإنه قلما يتفق الناس ويجتمعون على محبة انسان غير ان هذا الحب قد توفر لأبي ياسر رحمه الله واسكنه فسيح جناته كما ان الناس ينفضون في الغالب من حول المسؤول وصاحب المنصب فور تقاعده او رحيله من الوظيفة لأن الكثيرين قد جبلوا في هذا الزمان على التعامل مع (الكرسي) والمصلحة وأسسوا علاقاتهم على شفا جرف هار من المصالح الزائلة وكثيرون يلتفون حول المسؤول ويواصلونه ويجاملونه طالما بقي في وظيفته ثم ينفضون من حوله بعد خروجه ولكن الدكتور يماني من المسؤولين القلائل الذين حظوا بمحبة الجميع مسؤولين ووجهاء وسائل الناس واصحاب الحاجة على وجه الخصوص.. والمرء تحسب حياته بقيمته المضافة فما الذي اضافه في المقام الاول لرصيد آخرته ثم لأمته ولمجتمعه واهله.. انها المقايس السوية في قيمة الانسان ومعيار الانسانية فالحياة لا تدوم لاحد وسيرة الانسان هي التي اما تعطر ذكراه واما لا قدر الله تدنسها.. وكفى بالموت عبرة وواعظاً.. وقد اكرم الله د. يماني بسيرة عطرة في العديد من الجوانب بعد انتقاله من منصبه كوزير للاعلام.. إذ بوأ الله له صهره الشيخ صالح كامل صاحب ورئيس (دلة) ليتقاسما فضيلة السعي للخير وقضاء الحوائج التي ورد في فضلها الكثير.. * فقد هيأ وظيفته في (دلة) لطريق الخير ومساعدة الناس كما توج عمله هناك بقناة اقرأ وما قدمته وتقدمه للامة الإسلامية ناهيك عن فضله الكبير منذ كان وزيراً للاعلام في ادخال حلقات تفسير القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته.. ولقد خبرت الرجل عن قرب اجتمعت به وزرته في مكتبه وبيته وجلست اليه غير مرة فوجدت سراً غريباً يجذبك اليه ويحببك فيه وحتى لو لم يقضِ حاجة احد الا انه سوف يترك عنده اثراً طيباً رحمه الله كما اذكر كلما نظمت قصيدة في مدح الرسول صلوات ربي وسلامه عليه كان يتصل ويبارك فقد كان محباً للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو فضل اسأل الله ان يثيبه عنه خير الثواب وان يسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. دوحة الشعر:ولبست بردة مادح لرسوله تا الله من مدح الهدى مختار

الدكتور محمد عبده يماني .. كريم الشمائل عظيم المروءات

المهندس أحمد عبد الوهاب آشي
رحم الله توأم روحي أبا ياسر ، لقد كنت على موعد معه يوم الثاني من شهر ذي الحجة للصعود إلى مكة المكرمة لتقديم واجب العزاء في السادن العزيز المرحوم الشيخ عبدالعزيز كدأبه في مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم .. وكان هذا ديدنه دائماً مهما كان في ذلك الأمر من إرهاق ومشقة عليه وتراه مسروراً وفرحاً فيما يقوم به وكنت أرافقه في كثير من الأحيان هذا التواصل والمودة مع الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وجيههم وبسيطهم ولكنه سبقنا إلى دار الحق وتركنا في هذه الدنيا الغرور.
كان رحمه الله يفشي المحبة والسلام بين الجميع لا تراه إلا مبتسماً بذلك الوجه النوراني، عف اللسان، بذلك التواضع والأدب الجم مع كل من يقابله من الناس، ينفرد بهذه الخصوصية حتى مع الأطفال ويشعر كل من يقابله بأنه يخصه وحده بالاهتمام وهذه ميزة ينفرد بها رحمه الله وهو من الذين يسارعون في الخيرات وينفقون عن سعة, يجبر كسر هذا ويفرح قلب هذا فهو أمة في رجل وركن من أركان المجتمع المكي بل ركن من أركان الوطن وكان رحمه الله يحثني دائماً ويشركني في فعل الخير وكم فرَّج بعد توفيق الله كربة محتاج وهو لا يفتأ مدافعاً منافحاً ومناصراً لكل ذي مظلمة وكذلك اصلاح ذات البين.
أيها الشيخ الجليل الفارس النبيل، إهنأ في مرقدك الأخير تتنزل عليك شآبيب رحمه الله.. وأنا لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنى عليك من غمرته بفضلك وإحسانك وأزلت بعد الله ضيقته وما اتفق اثنان أو أكثر كما اتفقوا على محبتك ولا نستطيع أن نعدد مآثرك وحسناتك في كل وجوه الحياة، جزاك الله خيراً لما قدمته لأمتك ووطنك.رحم الله الشاعر السفير حسين فطاني عندما قال في قصيدته يا قبلة المجد:

وعز في الناس من عزّت بلادهم لما أشادوا لها أو شيدوا فيهــــــا

وكما قال والدي المرحوم عبدالوهاب آشي في قصيدته:
ما مات من خلدت صحائف مجده ولسعيه الوطن العزيز مصــــدق

وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
الناس للنّاس ما دام الوفاء بــــــهم والعسر واليسر أوقات وساعـــات
وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يده للنّاس حاجـــــات
قد مات أقوام وما ماتت فضـائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

ويا حبذا أن يخلد اسم الفقيد الجليل بمعلم بارز في مكة المكرمة وغيرها من مدن المملكة.. رحم الله فقيد الأمة، فهو حيّ بمآثره ومكارمه، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وبارك له في أبنائه البررة.وأنا أدعو جميع محبيه والعارفين بفضله وغيرهم أن يتأسّوا ويقتدوا بأخلاقه ويسيروا على نهجه ومنهاجه فهو نعم المربي الإسلامي ونعم العبد إنه أواب بإذنه تعالى وجعله من الكرام البررة إنه سميع مجيب.و"إنا لله وإنا إليه راجعون".