شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

    زرت الصين ، وفرحت بلقاء المسلمين من اهل  الصين الذين حافظوا على دينهم قرونا عديدة وتعرضوا لألوان الإضطهاد بسبب اسلامهم  ومن يتجول في الصين يدرك كيف صبروا وصابروا وحافظوا على دينهم وجاهدوا في سبيل ابقاء جذوة الاسلام حية تنير لهم الطريق وحملوا الأمانة وتناقلوها جيلا بعد جيل وكل هدفهم اعلاء كلمة الله.

 قادم من بكين والإسلام بخير

لقد مر المذنب هالي بكوكبنا ، ولم نسمع عن الكوارث الكبرى التي كانت متوقعة اثناء مروره ، وهذا يذكرنا بحقيقة هامة وهي ان جميع ما في هذا الكون بيد الله ولا يحدث في كونه الا ما يشاء عز وجل.

 وداعا هالي

لقد حولتنا الحياة الحديثة بأنانيتها الشرسة وماديتها الضارية الى آلات تتحرك بدوافع بعيدة كل البعد عن العواطف والمشاعر الروحية اللطيفة ، ولقد جففت اساليبها ينابيع الحب في مجتمعاتنا ، وقذفت بنا بعيدا عن جذوورنا وحصرت اهتمام كل منا داخل نفسه وربطتها بالمادة والمادة وحدها فقط

 للعقلاء فقط

محمد عبده يماني في 17 رمضان

  محمد عبده يماني في 17 رمضان

 صحيفة المدينة الإثنين 22/08/2011

 د. عائض الردادي 

للدكتور محمد عبده يماني -رحمه الله- حضور كل عام في السابع عشر من رمضان، فهو يُذكِّر بغزوة بدر الكبرى في برامج تلفزيونية، وفي مقالات صحفية، وفي هذا العام افتقدنا محمد عبده يماني، وافتقدنا تلك الدروس والعِبر التي كان يُذكِّر بها في ذكرى المعركة الفاصلة بين الحق والباطل التي ألحّ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو الله أن ينزل النصر على صحابته في بدر قائلاً: اللهم إن تهلك هذه العصابة فإنك لن تُعبد في الأرض.

محمد عبده يماني وظَّف كثيرًا من مؤلفاته في السيرة لتوجيه المسلمين إلى أخذ العبرة من السيرة، واستيعاب الدروس منها، والتأسي بها، ومن ذلك تركيزه على غزوة بدر التي ألَّف عنها كتابين أحدهما كبير، والآخر صغير، صدر في السنة الأخيرة من حياته، قلت له حين قابلته في حفل تأبين د. غازي القصيبي -رحمهما الله- اطّلعتُ منذ أيام على كتابك الأخير عن غزوة بدر، فلعلّه ملخص للأول فقال: هو كذلك، طلبت منّي المجلة العربية ذلك، فرأيتُ أن أُقدِّم هذا المختصر، عسى الله أن ينفع به.

محمد عبده يماني لا يمل من التذكير بدروس غزوة بدر، علَّها تبعث نهضة في نفوس المسلمين في زمن وهنهم وهوانهم على الناس، فقد كان المسلمون قبل غزوة بدر مستضعفين كحال مسلمي اليوم، وحين ملكوا العزيمة، وحاربوا الباطل على الحق، وكانت غزوة بدر فُرقانًا بين فترة ضعف، وفترة نصر، لم ينتصر المسلمون بكثيرة عدد، ولا بتفوق عتاد، ولكنه الانتصار للحق، جعلهم ينتصرون فيعلون كلمة الله، ويدحرون الباطل.

محمد عبده اعتاد أن يكتب في المناسبات الإسلامية مُذكِّرًا بها، وداعيًا على استلهام عبرها، ولكنه في معركة بدر كان يُركِّز كثيرًا، فيُقدِّم الندوات، أو اللقاءات في الإذاعة والتلفاز، ويشفع ذلك بالمقالات وكأنه -وهو محق- يرى أن لبدر تميّزًا ليس في انتصارها فحسب، بل في دروسها وعبرها، وذكراها أيضًا، فأين ذلك الوجه الذي كان يُرى البشر فيه، وهو يتحدث عن أحداث بدر، ويسرد ما فيها من عبر التاريخ، لقد غاب جسدًا، ولكنه بقي فكرًا وثقافة ومؤلفات تزرع الأمل في المستقبل الذي كان يسعى إليه.

محمد عبده يماني كبير في أعماله الخيرية، الفكرية منها وغير الفكرية، وكان فعل الخير يملك عليه كل حواسّه، وكان الوقوف إلى جانب الضعفاء والمساكين يسيطر عليه، وكان لتواضعه ما جعله قريبًا منهم، سعيدًا بخدمتهم، كما كان يرى أن في السيرة من الدروس ما يرفع معنويات الأمة الإسلامية المستضعفة، ويرسم لها مستقبلاً مشرقًا بدلاً من الواقع المؤلم، ولم يكتفِ بذلك بل قرن القول بالعمل، تأليفًا، ونشرًا، وإعلامًا، وبذلاً للخير، ومساعدة للمحتاجين. فهل نتذكر هذا الرجل الأسوة بإنشاء مؤسسة تجمع المؤسسات الخيرية التي أنشأها لتكون عملاً صالحًا بعده؟ أرجو ذلك، فلم يعد بيننا وبينه من صلة سوى الدعاء له بالرحمة، ومواصلة عمله الخيّر، اذكروه بالدعاء، واذكروه بالخير بمؤسسة تواصل عمله الخيّر في ذكراه في 17 رمضان.