فاطمة محمد عبده يماني- أراك اليوم مبتسما
أبي ومعلمي وصديقي، أراك اليوم مبتسما فرحا إن شاء الله بمحبة الناس ووفائھم لك، فلطالما زرعت الخير وھا أنت تحصد ما زرعت، لقد صدقت يا وھاھما ،« الذي يعامل الله ما يضيع يا ابنتي » والدي إذ كنت تقول لي دائما شھران قد مضيا منذ أن فارقتنا ولكن سيرتك الطيبة العطرة باقية إلى ما شاء الله، كما أرادھا الله عز وجل لك، فما من قلم إلا كتب عنك وما من عين إلا بكتك وما من قلب إلا حزن على فقدك، وإنني لا أبالغ حين أقول بأنني وأمي وإخوتي بتنا نعزي كل من أتانا ليعزينا فيك . أبي، إنني أعتذر فقد تأخرت بالكتابة عن مصابي فيك، ولكني أصدقك القول بأن حزني على فراقك جعلني أشعر بأن يدي قد شلت، وإن الحبر قد جف عن قلمي وكنت في حيرة من أمري، فو الله ما كانت تترقرق دمعة لي حزنا عليك ألا وقد سبقتھا دمعة فرح وافتخار بك . ھنيئا لك يا أبي، فأنا لا أحسبك ميتا؛ لأنني أراك حيا في أعين الناس وفي قلوبھم، وما ذاك إلا بتوفيق من الله عز وجل، فمن أحبه الله حبب فيه خلقه، إن أباكم لم يمت فھو » وأكاد أقسم بأن ما من أحد أتى يعزينا فيك إلا وقد قال ». حي في قلوب الناس بإذن الله أكتب لك اليوم يا أبي بحنين وشوق لأعرب بالإنابة عن جميع أفراد الأسرة عن خالص الامتنان والتقدير لكل من واسانا فيك، وعلى وجه الخصوص سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، تلك السيدة الفاضلة الوفية، التي سمت بأخلاقھا ونبل أعمالھا فجمعت بين سمو الخلق ومكارمه وسمو النسب الملكي وعلوه، فھي كريمة وابنة رجل كريم والدنا جميعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي ملك القلوب بطيبة قلبھ ووفائه لوطنه وأمته، أسأل الله له الشفاء العاجل وأن يمد في عمره ويحفظه متمتعا بموفور الصحة والعافية. أشكرك يا صاحبة السمو أيضا على تكريمك لذكرى والدي (رحمه الله) في منتدى السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنھا وأرضاھا)، وأكرر شكري وتقديري لك مرة أخرى على كلمتك في مؤتمر الرعاية والصحة المنزلية التي أثلجت الصدور بما عبرت فيھ عن مكنون الوفاء للوالد (رحمه الله)، وشكري موصول لكل الأخوات الفاضلات اللاتي ذكرن أبي بكل وفاء ومحبة وتقدير، وأخص بالشكر الأستاذة مھا فتيحي، الأستاذة جواھر ناظر، والدكتورة ھدى العمير، وأشكر كل من أحب أبي وعرفناه وكل من أحبه ولم نعرفه. جزاك الله عنا خيرا يا أبي؛ لأنك لم ترحل إلا بعد أن ألبستنا تاجا من السيرة العطرة التي مسحت دموعنا، فسمونا فوق حزننا على فراقك لنكمل مسيرتك الطيبة إن شاء الله، فقد كنت تؤمن بأننا لم نخلق عبثا وإنما لنعبد الله ونسعى لإرضائه بكل ما وھبنا من قوة، لذلك كنت تعمل عمل جمع من الرجال وأنت رجل واحد، حتى إنني رأيت إخوتي: ياسر، عبدالله، وعبدالعزيز وھم يودعونك يوم الرحيل قائلين: سننسى النوم بعدك أيها الوالد العزيز لنكمل ما بدأت إلى أن نلقاك في جنات النعيم إن شاء الله. وختاما، أقول: رحمك الله يا أبي وھنيئا لنا بك وھنيئا لك، فقد عشت أنت ورحلت أنت، وستبقى أنت إن شاء الله كما أراد لك الله عز وجل، وجيها، محبوبا، وأدعو المولى تبارك وتعالى أن ترد الحوض لتشرب من يدي حبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتسعد برفقته في جنات الفردوس، كما كنت تتمنى. أحمد الله لأنك أبي، ولن أقول وداعا ولكن أقول إلى اللقاء إن شاء الله.

الدكتور محمد عبده يماني .. كريم الشمائل عظيم المروءات

المهندس أحمد عبد الوهاب آشي
رحم الله توأم روحي أبا ياسر ، لقد كنت على موعد معه يوم الثاني من شهر ذي الحجة للصعود إلى مكة المكرمة لتقديم واجب العزاء في السادن العزيز المرحوم الشيخ عبدالعزيز كدأبه في مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم .. وكان هذا ديدنه دائماً مهما كان في ذلك الأمر من إرهاق ومشقة عليه وتراه مسروراً وفرحاً فيما يقوم به وكنت أرافقه في كثير من الأحيان هذا التواصل والمودة مع الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وجيههم وبسيطهم ولكنه سبقنا إلى دار الحق وتركنا في هذه الدنيا الغرور.
كان رحمه الله يفشي المحبة والسلام بين الجميع لا تراه إلا مبتسماً بذلك الوجه النوراني، عف اللسان، بذلك التواضع والأدب الجم مع كل من يقابله من الناس، ينفرد بهذه الخصوصية حتى مع الأطفال ويشعر كل من يقابله بأنه يخصه وحده بالاهتمام وهذه ميزة ينفرد بها رحمه الله وهو من الذين يسارعون في الخيرات وينفقون عن سعة, يجبر كسر هذا ويفرح قلب هذا فهو أمة في رجل وركن من أركان المجتمع المكي بل ركن من أركان الوطن وكان رحمه الله يحثني دائماً ويشركني في فعل الخير وكم فرَّج بعد توفيق الله كربة محتاج وهو لا يفتأ مدافعاً منافحاً ومناصراً لكل ذي مظلمة وكذلك اصلاح ذات البين.
أيها الشيخ الجليل الفارس النبيل، إهنأ في مرقدك الأخير تتنزل عليك شآبيب رحمه الله.. وأنا لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنى عليك من غمرته بفضلك وإحسانك وأزلت بعد الله ضيقته وما اتفق اثنان أو أكثر كما اتفقوا على محبتك ولا نستطيع أن نعدد مآثرك وحسناتك في كل وجوه الحياة، جزاك الله خيراً لما قدمته لأمتك ووطنك.رحم الله الشاعر السفير حسين فطاني عندما قال في قصيدته يا قبلة المجد:

وعز في الناس من عزّت بلادهم لما أشادوا لها أو شيدوا فيهــــــا

وكما قال والدي المرحوم عبدالوهاب آشي في قصيدته:
ما مات من خلدت صحائف مجده ولسعيه الوطن العزيز مصــــدق

وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
الناس للنّاس ما دام الوفاء بــــــهم والعسر واليسر أوقات وساعـــات
وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يده للنّاس حاجـــــات
قد مات أقوام وما ماتت فضـائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

ويا حبذا أن يخلد اسم الفقيد الجليل بمعلم بارز في مكة المكرمة وغيرها من مدن المملكة.. رحم الله فقيد الأمة، فهو حيّ بمآثره ومكارمه، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وبارك له في أبنائه البررة.وأنا أدعو جميع محبيه والعارفين بفضله وغيرهم أن يتأسّوا ويقتدوا بأخلاقه ويسيروا على نهجه ومنهاجه فهو نعم المربي الإسلامي ونعم العبد إنه أواب بإذنه تعالى وجعله من الكرام البررة إنه سميع مجيب.و"إنا لله وإنا إليه راجعون".