أحب الناس فأحبوه - عبدالله عمر خياط
..أحسب.. بل وأكاد أجزم أن الكتابة عن معالي الدكتور محمد عبده يماني – تغمده الله برحمته – معجزة لأي قلم لتعدد شمائل وصفات معاليه الذي أحب الناس، كل الناس، فأحبوه لما قدم لهم من خدمات. وما شملهم به من رعاية واهتمامه بمشاكلهم على اختلاف موضوعاتها ومستوياتها. ولقد حاولت عند إصدار كتابي ((محمد عبده الإنسان)) أن أقدمه للقراء من خلال ما أبدعته الأقلام في رثائه. ويشهد الله أنه رغم ما كتبه المحبون عن معالي الدكتور مما إحتواه الكتاب من مقالات تفيض بالمحبة والصدق، لكنها لم توف الدكتور بعض حقه. فهو إنسان وهب نفسه للآخرين سواء من خلال المناصب التي شغلها وكيلا لوزارة المعارف ــ وزارة التربية والتعليم ــ فمديرا لجامعة الملك عبد العزيز. فوزيرا للإعلام – ثم كانت الخاتمة في ((دلة)) حيث تولى الإشراف على الأعمال الخيرية والإنسانية التي يحمدها له الناس. وقد جاء في صحيح مسلم: أرأيت الذي يعمل الخير ويحمده الناس عليه ؟ - فقال صلى الله عليه وسلم : ذلك عاجل المؤمن. وفيما أكتب اليوم تأكيداً لما قلت عنه في كتابي (( محمد عبده الإنسان )).الإنسان بأخلاقه الكريمة، وصفاته النبيلة، ومكارمه الحميدة، وأدبه الجم، وتواضعه المحمود، وعشقه لفعل الخيرات، وسعيه الحثيث لإغاثة المكروب، وإعانة المحتاج، ومساعدة البائس الفقير، والوقوف مع المظلوم حتى ينتصر له، ومع المغلوب على أمره حتى يبلغ مبتغاه، هذا إلى جانب ما أصدر من مؤلفات علمية وأدبية وأهم منها ما يتعلق بالأمور الدينية عامة وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته عليهم السلام. محمد عبده يماني كما أجمعت الأقلام التي كتبت ترثيه كان ((إنسانا)) عز نظيره بين عامة الناس في عصرنا الذي نعيش، بعدما شغلت المادة والسعي في دروبها غالبية الناس عن كل واجب إنساني، أو عمل خيري إلا من رحم ربي.رحم الله أخي الحبيب الذي علم أبناءنا كيف يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكيف يحبون آل بيته عليهم السلام. وكيف يحبون صحابته رضوان الله عليهم فيما وضعه من مؤلفات. مثلما علمنا كيف نسعى لعمل الخير وكيف نصنع المعروف.. بل وكيف ندخل البهجة على النفوس. تغمد الله برحمته معالي الدكتور محمد عبده يماني وبارك في ذريته الطيبين. عبدالله عمر خياط

الدكتور محمد عبده يماني .. كريم الشمائل عظيم المروءات

المهندس أحمد عبد الوهاب آشي
رحم الله توأم روحي أبا ياسر ، لقد كنت على موعد معه يوم الثاني من شهر ذي الحجة للصعود إلى مكة المكرمة لتقديم واجب العزاء في السادن العزيز المرحوم الشيخ عبدالعزيز كدأبه في مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم .. وكان هذا ديدنه دائماً مهما كان في ذلك الأمر من إرهاق ومشقة عليه وتراه مسروراً وفرحاً فيما يقوم به وكنت أرافقه في كثير من الأحيان هذا التواصل والمودة مع الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وجيههم وبسيطهم ولكنه سبقنا إلى دار الحق وتركنا في هذه الدنيا الغرور.
كان رحمه الله يفشي المحبة والسلام بين الجميع لا تراه إلا مبتسماً بذلك الوجه النوراني، عف اللسان، بذلك التواضع والأدب الجم مع كل من يقابله من الناس، ينفرد بهذه الخصوصية حتى مع الأطفال ويشعر كل من يقابله بأنه يخصه وحده بالاهتمام وهذه ميزة ينفرد بها رحمه الله وهو من الذين يسارعون في الخيرات وينفقون عن سعة, يجبر كسر هذا ويفرح قلب هذا فهو أمة في رجل وركن من أركان المجتمع المكي بل ركن من أركان الوطن وكان رحمه الله يحثني دائماً ويشركني في فعل الخير وكم فرَّج بعد توفيق الله كربة محتاج وهو لا يفتأ مدافعاً منافحاً ومناصراً لكل ذي مظلمة وكذلك اصلاح ذات البين.
أيها الشيخ الجليل الفارس النبيل، إهنأ في مرقدك الأخير تتنزل عليك شآبيب رحمه الله.. وأنا لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنى عليك من غمرته بفضلك وإحسانك وأزلت بعد الله ضيقته وما اتفق اثنان أو أكثر كما اتفقوا على محبتك ولا نستطيع أن نعدد مآثرك وحسناتك في كل وجوه الحياة، جزاك الله خيراً لما قدمته لأمتك ووطنك.رحم الله الشاعر السفير حسين فطاني عندما قال في قصيدته يا قبلة المجد:

وعز في الناس من عزّت بلادهم لما أشادوا لها أو شيدوا فيهــــــا

وكما قال والدي المرحوم عبدالوهاب آشي في قصيدته:
ما مات من خلدت صحائف مجده ولسعيه الوطن العزيز مصــــدق

وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
الناس للنّاس ما دام الوفاء بــــــهم والعسر واليسر أوقات وساعـــات
وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يده للنّاس حاجـــــات
قد مات أقوام وما ماتت فضـائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

ويا حبذا أن يخلد اسم الفقيد الجليل بمعلم بارز في مكة المكرمة وغيرها من مدن المملكة.. رحم الله فقيد الأمة، فهو حيّ بمآثره ومكارمه، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وبارك له في أبنائه البررة.وأنا أدعو جميع محبيه والعارفين بفضله وغيرهم أن يتأسّوا ويقتدوا بأخلاقه ويسيروا على نهجه ومنهاجه فهو نعم المربي الإسلامي ونعم العبد إنه أواب بإذنه تعالى وجعله من الكرام البررة إنه سميع مجيب.و"إنا لله وإنا إليه راجعون".