الشيخ عبد الله بن علي بصفر (الأمين العامة للھيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم)- حمل همه الناس
ن جنازة الدكتور محمد عبده يماني المشهودة هذا اليوم والتي شهدها اليوم جموع غفيرة من الناس من أغنياء وفقراء وكبار وصغار إن دلت على شيء فإنما تدل على مكانة هذا الرجل الفاضل والداعية الموفق والساعي في الخير والمعروف على مكانته من الكبير والصغير ومن الغني والفقير فھو رجل أكرم الله به ھذه الأمة وسخّره لها ووفقه لها وجعل فيه صفات لا توجد إلا في النوادر من الرجال فقد تميّز بصفة وھي أنه حمل ھم الناس ومشاكلهم أكثر من حمله لها نفسه ومشاكل نفسه وھذا نادر ولذلك تجده يسعى بكل ما يستطيع من قوة لمساعدة الفقراء والمساكين والذين لا يستطيعون أن يقضوا شؤونهم وأمورھم وھذا الأمر بلاشك درجته عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وقد قال صلى الله عليه وسلم “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالصائم لايفطر وكالقائم لايفتر” فقد وفق الله الفقيد لأعمال الخير وأسّس العديد من الجمعيات الخيرية وشارك بها بماله وجهده وكان من المؤسسين لجمعية تحفيظ القران الكريم في مدينة جدة وعضو في مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم بمنطقة مكة المكرمة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منه صالح أعماله وأن يعتقه من النار.

الدكتور محمد عبده يماني .. كريم الشمائل عظيم المروءات

المهندس أحمد عبد الوهاب آشي
رحم الله توأم روحي أبا ياسر ، لقد كنت على موعد معه يوم الثاني من شهر ذي الحجة للصعود إلى مكة المكرمة لتقديم واجب العزاء في السادن العزيز المرحوم الشيخ عبدالعزيز كدأبه في مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم .. وكان هذا ديدنه دائماً مهما كان في ذلك الأمر من إرهاق ومشقة عليه وتراه مسروراً وفرحاً فيما يقوم به وكنت أرافقه في كثير من الأحيان هذا التواصل والمودة مع الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وجيههم وبسيطهم ولكنه سبقنا إلى دار الحق وتركنا في هذه الدنيا الغرور.
كان رحمه الله يفشي المحبة والسلام بين الجميع لا تراه إلا مبتسماً بذلك الوجه النوراني، عف اللسان، بذلك التواضع والأدب الجم مع كل من يقابله من الناس، ينفرد بهذه الخصوصية حتى مع الأطفال ويشعر كل من يقابله بأنه يخصه وحده بالاهتمام وهذه ميزة ينفرد بها رحمه الله وهو من الذين يسارعون في الخيرات وينفقون عن سعة, يجبر كسر هذا ويفرح قلب هذا فهو أمة في رجل وركن من أركان المجتمع المكي بل ركن من أركان الوطن وكان رحمه الله يحثني دائماً ويشركني في فعل الخير وكم فرَّج بعد توفيق الله كربة محتاج وهو لا يفتأ مدافعاً منافحاً ومناصراً لكل ذي مظلمة وكذلك اصلاح ذات البين.
أيها الشيخ الجليل الفارس النبيل، إهنأ في مرقدك الأخير تتنزل عليك شآبيب رحمه الله.. وأنا لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنى عليك من غمرته بفضلك وإحسانك وأزلت بعد الله ضيقته وما اتفق اثنان أو أكثر كما اتفقوا على محبتك ولا نستطيع أن نعدد مآثرك وحسناتك في كل وجوه الحياة، جزاك الله خيراً لما قدمته لأمتك ووطنك.رحم الله الشاعر السفير حسين فطاني عندما قال في قصيدته يا قبلة المجد:

وعز في الناس من عزّت بلادهم لما أشادوا لها أو شيدوا فيهــــــا

وكما قال والدي المرحوم عبدالوهاب آشي في قصيدته:
ما مات من خلدت صحائف مجده ولسعيه الوطن العزيز مصــــدق

وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
الناس للنّاس ما دام الوفاء بــــــهم والعسر واليسر أوقات وساعـــات
وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يده للنّاس حاجـــــات
قد مات أقوام وما ماتت فضـائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

ويا حبذا أن يخلد اسم الفقيد الجليل بمعلم بارز في مكة المكرمة وغيرها من مدن المملكة.. رحم الله فقيد الأمة، فهو حيّ بمآثره ومكارمه، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وبارك له في أبنائه البررة.وأنا أدعو جميع محبيه والعارفين بفضله وغيرهم أن يتأسّوا ويقتدوا بأخلاقه ويسيروا على نهجه ومنهاجه فهو نعم المربي الإسلامي ونعم العبد إنه أواب بإذنه تعالى وجعله من الكرام البررة إنه سميع مجيب.و"إنا لله وإنا إليه راجعون".