شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية |
|
|
|
|
(إن الحرية هي المناخ الوحيد الذي يزدهر الإعلام في ظلّه، وإذا كانت فنون الإعلام تؤدّي دورا ضخما في التأثير وتشكيل الوعي، فإن الحرية هي التي تسمح لذلك الوعي بأن يتشكِّل على نحو صحيح، حيث أننا في هذه الحالة نتيح فرصة عرض مختلف الآراء على الناس، ونمكنهم بالتالي من الانحياز إلى ما يقتنعون به وليس إلى ما يفرض عليهم). أحاديث في الاعلام
  أحاديث في الاعلام
|
زوجة خارج الهيئة
محمد عبده يماني
تزوجنا والحمد لله وانجبنا بنتاً جميلة ومثل "القمر" والحمد لله وجاءت "فورة الأراضي" "وهبشنا" رزقنا مثل بقية خلق الله والحمد لله وأصبح لنا خادمة.. وتم ترقيتها إلى مربية.. بقرار مشترك من جانب زوجتنا جزاها الله خيراً..
وأهتمت المربية المذكورة سابقاً بتربية بنتنا.. وتعلقت بها الطفلة.. وتفرغت الزوجة المصون للزيارات والعلاقات العامة التي فرضها علينا الوضع المالى الجديد. ـ كما افهمتني عفا الله عنها ـ ولسوء الحظ.. اختلفنا مع المربية وتم تسريحها "لوجه الله تعالى" وجاء وقت مغادرتها للمنزل.. وكان منظراً مؤلماً ومؤثراً.. فقد تعلقت بها الطفلة .. ولكن كان ما لا بد منه بد وأفهمنا الطفلة بأن المربية اخطات ولهذا غادرت المنزل.. وبكت.. وأشارت بيدها مودعه والدموع تنهمر من عينيها الصغيرتين..
وجاءت مربية اخرى وثانية .. وثالثة.. وتكررت الظروف .. والطفلة المسكينة تعاني عند كل عملية طرد .. ومراسيم وداع.. واختلفت مع زوجتي.. وتشاجرنا شجار الغرباء .. وكانت مخطئة .. وكنت أتألم من أهمالها لي وللطفلة.. وأردت أن أحتج أن أثور.. أن أفعل شيئاً لكي أعيد البيت إلى وضعه الطبيعي.. ولكنها أصرت على موقفها ورغبت أن يكون القرار مشتركاً من جانب واحد.. وهو جانبها طبعاً وشعرت بأنه لم يعد حواراً وأنما كانت هيمنة.. وقررت الرحيل.. ولم أعترض وكانت مراسم الوداع كالعادة ووقفنا.. أنا والطفلة ننظر إليها وهي تغادر المنزل وأشارت الطفلة بيدها مودعه ولكنها لم تبك كالعادة في مراسم الوداع.. واندهشت.. وأخذت أفتش في عينيها عن دموع.. أو حتى بقايا دموع.. وأحسست بأنها اعتبرتها أما بلا أمومة ولم تكن حتى مربية.. فقد خذلتها .. ولم تكن أمينة على الرسالة وخانت الأمانة وكانت أماً .. ولكن بدون أمومه وزوجه ولكن خارج الهيئة..
د. محمد عبده يماني 27 جمادي الأولى 1405هـ
|
|