شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

انها السيدة الجليلة فاطمة الزهراء ، البضعة  الطاهرة ، الابنة البارة ، والمجاهدة الصابرة ، انها فاطمة البتول ، من ذا يضاهي في الفخار والنسب الطاهر أباها صلى الله عليه وسلم او أمها خديجة الطبرى رضي الله تعالي عنها ، انها فاطمة الزهراء ، الأصل العريق ، وسلالة العترة النبوية الكريمة ، انها ام ابيها ، كل ما فيها يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت احب الناس الى قلبه صلى الله عليه وسلم وكلهم احباب لديه.

 إنها فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها

جندي رقم 707


د. محمد عبده يماني

ويتحرك الجيش باتجاه معسكر العدو في تلك الصحراء القاحلة.. وبدأت كتل العدو تنسحب إلى الخلف قليلا قليلا ، والجنود يتقدمون للإجهاز عليهم.. وينظر الجندي رقم 707 فيما حوله ثم يتقدم وقد وضع يده على الزناد.. وتتحرك الجموع من حوله.. وفجاءة يصدر أمر قائد القوة بأن يتحركوا بسرعة إلى الأمام ويتقدم هو مع تلك المجموعة الى تلك المنطقة التي اشار اليها القائد  وقد انسحب منها جيش العدو تماما والخنادق ما تزال مفتوحة .

فجاءة يلاحظ " مسفر" أن هناك جسم يتحرك في أحد الخنادق وخشي أن يكون جندي من جنود العدو يتربص بهم واقترب في احتراس ليجهز عليه ولكنه عندما اقترب لاحظ جندي وسلاحه بجواره وهو ينزف دماً ويصيح من الألم فتقدم مسفر وهبط إلى الخندق واخذ يساعد الجندي من جيش العدو على تجاوز محنته وحاول ربط الجرح الذي أصابه ، والرجل يتألم ألماً شديداً وهو يقول له:

ـ لقد ضاقت بي الحياة أرجوك أقضي علي وأنهي حياتي فما عدت أتحمل هذه العذاب .. إن الجرح غائر في جسمي .

ولكن مسفر يواصل تضميد الجراح وهو يقول له:
ـ لا بأس عليك إني سوف أساعدك على كل حال وبقدر ما أستطيع..
ويقول الجندي الجريح:
ـ إنني استغرب من عملك هذا !! .. ونحن جنود في معسكرين مختلفين وكلانا يريد أن ينتصر على الآخر
ويقول مسفر:
ـ كلانا ضحية من ضحايا الحرب ، ولا نعرف لماذا حتى أتينا إلى هنا .. مجرد اطاعة أوامر.

وتزداد حالة الجندي سوءاً وبدأت صحته في التدهور ويحاول مسفر إنقاذه بكل طريقة ثم لا يجد حلا إلا أن يحمله على ظهره ويسرع به إلى الخلف إلى المعسكر وقدمه إلى طبيب المعسكر الذي أخذ يعالجه وهو ينظر إلى مسفر ويقول له:

ـ  هذا جندي من جنود الأعداء؟! هل تعرف ذلك؟!
فيقول مسفر :
ـ نعم ولكنه ضحية يا سيدي الدكتور من ضحايا الحرب وإنسان يستحق أن نعينه ونخفف هذه الآلام التي يحس بها.. ونحاول انقاذ حياته كإنسان .
فينقذه الطبيب ويبدأ في علاجه ثم ينظر إلى مسفر فيقول له:
ـ لكن كيف أحضرته إلى هنا دون علم الضابط يا مسفر؟!
فيقول مسفر:
ـ يا سيدي اعتبره أسير من أسرى الحرب..
ويستمر الطبيب في علاجه ثم يضعه على السرير ويخف الألم وينظر إليه الجندي وهو يقول:
ـ يا مسفر لقد قمت بعمل إنساني لا يمكن أن أنساه أبداً..

وتبدأ حالة الجندي في التحسن.. ثم بعد شفائه ينقل إلى معسكر الأسرى ويسلم هناك ويودعه مسفر وهو يقول له:
ـ أتمني أن لا تعود إلى ممارسة هذه اللعبة مرة أخرى..
فيرد الجندي:
ـ ليست بأيدينا يا مسفر إننا وأنت وكل هؤلاء وقود من وقود هذه الحرب..

ويعود مسفر إلى المعسكر ويقوم الضابط بإخبار قائد القوة بما حدث وما قاله مسفر.. فيناديه القائد وهو يقول له:
ـ يا مسفر لقد بلغني ما قلته وأنت تساعد الجندي الجريح.. وأنا أريد أن أصحح لك يا مسفر إننا لا ندخل هذه الحروب عبثاً ولا تسليةً ولكنها أمور من واجبنا أن نؤديها فهذا وطن يجب أن نحميه وهو أمانة في أعناقنا وهؤلاء القوم هاجموا وطننا وحاولوا الاعتداء علينا ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي صحيح أن هذا الجندي كما قلت لا حول له ولا قوة ولكنه طرف في تلك القوة الظالمة التي تريد أن تهاجم وطننا ولابد من الدفاع عنه.. هل تفهمني يا مسفر؟
قال مسفر:
ـ يا سيدي إنني أقدر ما تقول ، ولكني في النهاية أشعر بأن هناك رجال هم ضحايا هذه الحروب الطاحنة وقد يدفعون ارواحهم ثمنا لهذه الكوارث والبلايا التي تهبط عليهم دون ان يكون لهم اي دور او حتى رغبة فيها ولكنها الأقدار تفعل ما تشاء وأعدك بأني صامدٌ على قرار احترام القوانين التي التحقت على أساسها بهذا العمل الشريف وولكن مع ذلك سأظل إنسان له قلب .

    وتراجع مسفر الى الخلف .. وأدى التحية العسكرية