شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

انها السيدة الجليلة فاطمة الزهراء ، البضعة  الطاهرة ، الابنة البارة ، والمجاهدة الصابرة ، انها فاطمة البتول ، من ذا يضاهي في الفخار والنسب الطاهر أباها صلى الله عليه وسلم او أمها خديجة الطبرى رضي الله تعالي عنها ، انها فاطمة الزهراء ، الأصل العريق ، وسلالة العترة النبوية الكريمة ، انها ام ابيها ، كل ما فيها يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت احب الناس الى قلبه صلى الله عليه وسلم وكلهم احباب لديه.

 إنها فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها

أجراس الكنيسة

د. محمد عبده يماني

على ضفاف البحيرة في مدينة جنيف بسويسرا أخذ طفل يمشي على الكورنيش  وفي ناحية قريبة منه فوق الحشيش وقف رجل يؤذن ثم صلى وبعد أن إنتهى من الصلاة اقترب منه الطفل متسائلا :
ـ لقد أعجبني هذا الصوت الذي كنت ترنم به.. فمن أنت 
فيرد الرجل :
ـ أنا مسلم من بلاد المشرق 
ـ وأنت يا ُبني
ـ أنا مسيحي.. ولكني لا أذهب إلى الكنيسة وجئت مع مجموعة من زملائي الطلبة  نزور جنيف.. بالمناسبة أنا كان عندي سؤال يشغلني دائما وهو لماذا لا تفكروا بأن تأتوا وتؤذنوا في الكنائس وتسمحون لأصحاب الكنائس أن يدقوا الأجراس في مساجدكم.
رد الرجل :
ـ لايمكن ذلك يا بني فإن لكل ديانة تعاليمها وأصولها 
يرد الطفل :
ـ لكنني كما علمت وعندما سألت صاحب مسجد باريس إننا جميعا نعبد إله واحد أنتم تسمونه الله ونحن نسميه لورد(GOD)، ولكننا في النهاية نعبد إله واحد، فلماذا لا تجتمع الكنيسة والمسجد على نفس الطريقة وتسمحون للمسيحيين بزيارة مساجدكم، ويسمحون لكم بدخول الكنائس لأن مظهر القس يشبه مظهر الإمام وأنا عندما أتحدث للإمام أشعر وكأنني أتحدث إلى قسيس.

ويغتنم الرجل الفرصة ليقول للطفل :
ـ دعني أشرح لك يا بني أين نلتقي مع المسيحيين وأين نختلف.. نحن نؤمن بإله واحد ولا إله غيره، ولا نؤمن بأن له زوجة ولا ولد.
ـ هذا منطقي جدا وأنا أرتاح لهذا التفسير.
ـ ولكننا نؤمن بالمسيح وأمه ولهما مكانة عظيمة في نفوسنا.
وفي دهشة يسأل الطفل :
ـ مادمتم تؤمنون بالمسيح فلماذا لاتؤمنون بالمسيحية؟
ـ  لأنه قد ادخلت عليها تحريفات كثيرة حتى جعلوا المسيح هو إله وابن الله وهذا لا يتفق مع العقيدة الإسلامية التي ترى أن المسيح خلق بمعجزة من الله، وأمه طاهرة مطهرة، والآيات في القرآن تؤكد ايماننا بالمسيح وأمه، بل إيماننا بجميع الأنبياء والرسل من أبونا آدم إلى رسول الإسلام محمد بن عبد الله.
ـ وهل تعني ان في قرآنكم نص على الإعتراف بالمسيح الأب والإبن والروح القدس وبأمه!
ـ لدينا نصوص واضحة كما ذكرت لك ومن حسن الحظ أن القرآن معي.. إقرأ الترجمة بالإنجليزية إن هناك آيات توضح مكانة المسيح :

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَأنا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
 The Messiah, son of Mary, was no other than a messenger, messengers (the like of whom) had passed away before him. And his mother was a saintly woman. And they both used to eat (earthly) food. See how We make the revelations clear for them, and see how they are turned away

إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ
O Mary! Lo! Allah hath chosen thee and made thee pure, and hath preferred thee above (all) the women of creation.

ـ هذا شيء يريحني كثيرا، وكم أتمنى أن تشرحوا مثل هذه القضايا لنا في مدارسنا وفي  إعلامنا، فربما يؤدي هذا إلى تقارب أكثر بين الأمم والشعوب، وكم استغرب من المعلومات التي قلتها لي بالمقارنة مع ما وصلنا في إعلامنا، بل وحتى في مدارسنا بأن نبيكم محمد هو رئيس الإرهابيين في أوروبا، وإن كل التفجيرات التي تتم هو خلفها، ولا تصلنا أي معلومات عن نبيكم، ونحن في مدارسنا نتلقى هذه المعلومات ولم أسمع قط عن مركز ثقافي أو نشرة إعلامية، أو حتى أحاديث في السفارة تصل إلى الناس عامة، وإلى مراكز الإعلام ومدارسنا، فأنا أشعر إنكم تقصرون في إبلاغ هذه الحقائق لنا، ونحن نؤمن بما يصلنا من معلومات من مدرسين ومن إعلامنا، بل وحتى في أفلام الكرتون التي تقدم لنا.

ـ أنت صادق فيما تقول، ونحن قصرنا ونقصر في إبلاغ الرسالة وتقديم النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكم بل ولكل الناس خارج العالم الإسلامي. 

ـ بالمناسبة دعني أسألك بكل صراحة هل تؤمنون باليهودية؟

ـ نحن نؤمن بسيدنا موسى أنه رسول الله إلى بني اسرائيل ولكنهم حرفوا وبدلوا، ولهذا لا نقبل اليهودية بوضعها الحالي ولكننا نظل نحترم سيدنا موسى عليه السلام ونؤمن بنبوته.

ـ أنا أشكرك على هذا الوقت ولكني مضطر للعودة لأن جماعة المدرسة أخذوا يتحركون في اتجاه الحافلة فأرجو المعذرة وأرجو أن يكون لنا لقاء آخر ليس بيني وبينك ولكن بين اتباع الديانات ليعينوا الناس على التقارب  والتفاهم.. وبالمناسبة هل لديك ياسيدي نسخة من القرآن باللغة الفرنسية.
يرد الرجل :
ـ تفضل.. هذه نسختي من القرآن المترجم.. فمن دواعي سروري أن أهديها لك.
يرد الطفل مسرورا :
ـ وأنا أعدك أن أرسل لك نسخة من الإنجيل على عنوانك لأنني لا أحمل نسخة منه معي الآن  :
يرد الرجل :
ـ أرجو أن أحصل على نسخة من الإنجيل الأصلي.
الطفل مستغربا :
ـ ماذا تعني أن  الإنجيل واحد!!
الرجل مؤكدا :
ـ لا.. الإنجيل الأصلي يختلف عن الأناجيل التي بيد الناس، فقد تبدلت وأدخلت عليها نصوص ليست منها ولم ينزلها الله عز وجل، ولم ينطق بها المسيح عليه السلام وكذلك الأمر نفسه في اليهودية.
الطفل مندهشا :
ـ هل تعني أن هناك تحريفات وتغييرات في الإنجيل والتوراة؟
يرد الرجل :
ـ نعم هذا ما ثبت عندنا..
الطفل متساءلا:
ـ هل حدثت تغييرات في قرآنكم كذلك مثل الإنجيل والتوراة؟
يرد الرجل :
ـ لا لم تحدث لأن الله سبحانه وتعإلى تكفل بحفظ القرآن لأنه خاتم رسالات السماء إلى الأرض.
الطفل :
ـ كلامك يثير حفيظتي ويعجبني ولكنني أسمعه لأول مرة.. على اي حال كل ما أستطيع قوله لك أننا استفدنا من حديثنا معا على الأقل لأننا لنا رب واحد وإله واحد مهما اختلفت التسميات.
واتجه نحو الحافلة وفجأة رجع الطفل وقال :
ـ يا سيدي أنا سأرجع لك كتابك ، فالمدرس عندما رآني طلب مني أن اعيده لك وحذرني من حمل مثل هذه الكتب وقال لي هذه تفسد عقيدتك المسيحية فأرجو المعذرة  

وأشار بيده مودعا ولحق بالحافلة.