شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(وسائل الغزو الجديد – كتابة أو إذاعة أو فيلما أو مسرحية أو برنامجاً تلفزيونياً – هي الجيوش العصرية التي تشكل طليعة قوات المستعمرين، فهم يدفعونها منشورة في اية صيغة أدبية فنية لتحدث تأثيراتها الفتاكة ببطء ، ولكن بفعالية، والمستعمرون ينتظرون سقوط الثمرة بين أيديهم بعد أن نضجت على نار خططهم الشريرة).

 أحاديث في الاعلام

مسلمو بورما (الروهنجا)..أمة تتعذب

د. محمد عبده يمانـي

اللهم اشهد.. اللهم اشهد أن هذه أمة تتعذب بدون ذنب ولا جريرة، إنهم أشقاؤنا من البرماويون في منطقة (أركان ـ بورما) والتي يطلق عليها الآن (ميانمار) الذين أممت مدارسهم الإسلامية، وعقاراتهم وأملاكهم، واعتقل شيوخهم، وتطور الأمر حتى وصل إلى منعهم من أداء فريضة الحج، ومنعهم من ذبح الأضاحي وصلاة العيد، واستمرت هذه الممارسات الظالمة حيث قامت الحكومة الشيوعية الظالمة بسحب بطاقات المسلمين وابعدت ما يزيد عن مائتي ألف مسلم منهم إلى بنجلاديش ومنعتهم من العودة، وأصدروا ذلك القانون الظالم الذي سموه بقانون المواطنة الجديد الذي أعتبر بموجبه المسلمون الروهانجيون أجانب ليس لهم حق المواطنة بعد أن كانوا يعيشون في بلادهم في أمن وأمان وسلام وعزة وكرامة.. ويمارسون شعائرهم الإسلامية وهؤلاء المسلمين هم أصلا من الروهنجيا.. ويتوزعون في أنحاء من جمهورية بورما.. ولكنهم يتركزون في مدينة "أراكان".. وقد كانت بلادهم في السابق دولة مستقلة، حيث عرفت "أراكان" كدولة مستقلة منذ عام 1430م إلى 1784م ويبلغ تعداد سكانها حوالي 4 مليون نسمه.
أما من ناحية موقع بورما فهي تقع فى جنوب شرق آسيا ويحدها من الشمال الشرقي الصين ومن الشمال الغربي الهند وبنجلاديش وتشترك مع حدودها الشرقية مع كل من لاوس وتايلند أما من الجنوب فتطل بورما على خليج البنغال والمحيط الهندي، ويمتد ذراع  بورما  نحو الجنوب الشرقي إلى شبه جزيرة الملايو وتنحصر أرضها بين دائرتي عرض 10 و 18 درجة شمال خط الإستواء .
ومن ينظر في قضية "أراكان" بعمق يلاحظ أنها منطقة أبتليت بكثير من المشاكل وعصفت بها ألوان من التحديات والظلم وأراكان هي إحدى ولايات بورما وهي جزء منها، وبها أكبر نسبة من المسلمين فهي منطقة ذات أغلبية إسلامية وموقع "أراكان" هذه في الشمال الغربي من بورما ويحدها من الغرب نهر ناف وبنجلاديش ومن الشرق جبل أراكان ومن الجنوب نهر البنغال والمحيط الهندي ومن الشمال سلسلة جبال همالايا.
وتشكل مساحتها خلال فترة الإستعمار البريطاني عشرين ألف ميل مربع تقريبا وهي شريط جبلي ضيق على الساحل الشرقي لخليج البنغال. وتتسع كلما اتجهنا شمالا وتضيق كلما اتجهنا جنوبا، وطول سواحلها يكسبها ثروة سمكية جيدة. وهي غنية بالثروات الطبيعية التي لم تستغل حتى الآن، أما المدن الهامة فعدهها سبع عشرة مدينة .
أما عن المسلمين في "أراكان" فينقسمون إلى خمس فئات:-
الأولى: العرب حيث قدموا أراكان للتجارة، ثم استوطنوها.
الثانية: الفرس حيث قدموا أراكان واستوطنوها.
الثالثة: التتر ويقال لهم الصينيون أو بانسي.
الرابعة: الهنود النازحون إلى أراكان خلال الفترة ما بين عام 1500م ـ 1700م.
الخامسة: الزربادي وذلك إذا تزوج المسلم من بوذية بعد إدخالها في الإسلام فإن الذرية تسمى زربادى ومعناها الساكن في المناطق السفلي (مختصر بتصرف من كتاب تاريخ أراكان لمؤلفه محمد خليل الرحمن الأركاني).
ومن ينظر في التكوين السكاني لولاية "أراكان" يلاحظ أن الروهنجيون يشكلون الأغلبية، ولكن من هم.. الروهنجيون؟ وما سبب تسميتهم بهذا الإسم؟ .
أما عن "الروهنجيا" فيقال أن أصل هذا اللفظ مشتق من كلمتي روهي أوروشانجي وحرفت فيما بعد إلى روهنجيا، واللفظان يرمزان إلى السكان المسلمين القدامى الذين كانوا يقطنون هذا الإقليم. وهناك من يقول أن كلمة "روهام" أو "روهانغ" كلمة عربية محرفة من كلمة "رحمة"، ويسكن الروهنانج في الجانب الغربي من بورما منذ مئات السنين، أما الجانب الشرقي منها فيسكنه الزربادي وميدو .ويوجد في بورما أصلان عرقيان هما:-
1. الروهنجيا ويمثلون الأغلبية.
2. المغ ويمثلون 25% من سكانها وكلهم بوذيون. أما 5% فهم من عباد الظواهر الطبيعية.
ويسكن غالبية سكان "أراكان" في المنطقة الشمالية المجاورة لبنجلاديش وتصل نسبتهم حوالي 90% من سكان الولاية .
والذي يحدث اليوم لمسلمي بورما وأراكان خاصة يتعلق بكل مسلم غيور على دينه حريص على أمور إخوانه في الله وأوضاعهم، بل وإن ذلك مدعاة للسعي والتاكد من صحة ما يقال ويكتب لمعالجة الأمر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يضيع إخواننا في الله والدين.
ولقد بدأت الكارثة في منطقة "أراكان" وبقية بورما بعد سقوط الحكم الإسلامي وتسلط البوذيون الذين جعلوها ولاية تابعة للهند ففي عام 1942م وبعد انسحاب القوات المستعمرة البريطانية من بورما قام البوذيون "المغ" بشن غارات وحشية رهيبة على مدن وقرى المسلمين في ولاية "أراكان" ذبحوا فيها آلاف من المسلمين وأجلوا أكثر من نصف مليون مسلم إلى ولاية البنغال بتحريض من حكومة بورما الشيوعية، حيث امتدت يد الغدر من "المغ" للروهنجيين الذين كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى طرد الإستعمار البريطانى من البلاد.
أما عن الأسباب التي أدت الى هجرة هؤلاء الأشقاء فإن الأسباب الحقيقية كما يراها الأخ الأستاذ/أحمد ظفر، في بحثه عن تاريخ "أراكان" وبورما إن أشد الأيام قساوة وأصعب الأيام محنا رآها المسلمون في أراكان وبورما هي أيام الجنرال (تي دين)، حيث تعرض المسلمون فيها لا شد أنواع البطش والتعذيب والتقتيل من قبل "المغ" البوذيين.
ويقول بعض شهود عيان: "إن هجرة المسلمين من بورما ـ أراكان ـ ازدادت خاصة في بداية عهد استقلال باكستان الشرقية فقد عاد المهاجرون من "المغ" الذين فروا من بورما خوفا من المسلمين، ونتيجة لتلك الهجرة المعاكسة إلى بورما إزداد عدد "المغ" وأصبحوا يكيلون للمسلمين ألوانا من التعذيب والتنكيل انتقاما منهم. وأصدرت حكومة بورما الشيوعية قرارات جائرة ضد المسلمين تتلخص فيما يلى:-
1. منع الموظفين والطلبة من أداء الصلوات والجمع ورفع الآذان.
2. تأميم الأوقاف والمدارس الإسلامية وحظر طباعة الكتب الإسلامية والمصاحف.
3. حل جميع التنظيمات الاجتماعية والثقافية الخاصة بالمسلمين.
4. منع أبناء المسلمين من مغادرة البلاد لطلب العلم.
5. تأميم أملاك وعقارات المسلمين فى "أراكان" بنسبة 90% فى حين لم يؤمم من البوذيين سوى10%.
6. اعتقال زعماء المسلمين واعدامهم.
7. اقالة عشرة آلاف مسلم من وظائفهم الحكومية.
8. تأميم جميع متاجر المسلمين ومنشأتهم الخاصة.
9. هدم المساجد وتحويلها الى خمارات ومراقص ومعابد للبوذيين.
10. منع المسلمين من أداء فريضة الحج وذبح الاضاحى.
11. ابعاد 128 الف مسلم الى حدود بنجلاديش عام 1967م وفى عام 1974م قام الجيش البورمى بحمل 200 عائلة فى قوارب والقوا بهم فى جزيرة مهجورة وتركوهم دون طعام او شراب حتى هلكوا جوعا وعطشا.
12. يواجه أبناء المسلمين صعوبات فائقة فى التعليم لكون المقررات الدراسية تتعارض مع تعاليم العقيدة الإسلامية.
13. وفى عام 1978م قامت السلطات البورمية بمداهمة البيوت الآمنة بحجة وجود أجانب مقيمين فى "أراكان" وسحب بطاقات المسلمين.
14. وفى عام 1982م تم وضع قانون المواطنة الجديد الذى بموجبه أصبح الروهانجيون أجانب عن البلاد هذا غيض من فيض من الاسباب التى أدت الى تهجير المسلمين من بورما وأراكان حفاظا على دينهم وعقيدتهم وصونا لاعراضهم وكرامتهم حيث بلغ عدد المهاجرين حوالى 500 الف مهاجر أو يزيدون ويقطنون في باكستان وبنجلاديش والأردن والعراق والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت واليمن والمملكة العربية السعودية حرسها الله وأدام عليها نعمة الأمن والعزة، وجزى الله خيرا حكومة خادم الحرمين حيث اهتمت بهؤلاء المهاجرين فصححت أوضاعهم النظامية وفتحت لأبنائهم المدارس، فجزى الله كل القائمين على هذه البلاد خيرا وأجزل لهم المثوبة فى الدارين .
ودعونا الآن نستعرض وضع الجالية البورماوية في منطقة مكة على وجه الخصوص ومدينة جدة، فهم في الحقيقة مأساة أمة بكاملها. لأن هؤلاء الناس قد شردوا وأخرجوا من ديارهم بقسوة وظلم، ومارست القوات البوذية ألواناً من التعذيب والإعتداء على المحارم والنفوس حتى أجبرتهم ومزقتهم شر ممزق.
ولقد تابعت هذه القضية بنفسي منذ سنوات مضت، ثم زرت بلادهم بصورة خاصة ووقفت على الأوضاع المحزنة هنالك، وشاهدت ألواناً من التشريد والظلم والبغي في مدينة أركان التي توجد بها الأغلبية الإسلامية والأمر في حقيقته مؤسف حيث يشاهد الزائر بعينه أنواعا من  الظلم التي يصعب وصفها، والممارسات اللانسانية ضد هولاء الناس في بلادهم وفي عقر دارهم، فقد شردوهم وأخرجوهم واعتدوا على محارمهم.
ورأيت كيف يجبرون الفتيات المسلمات على الزواج من البوذيين دون إذن أو رغبة.ثم رأيت كيف حرموهم من التعليم وضيقوا عليهم، وليس لذنب جنوه إلا أنهم يؤمنون بالله عز وجل وانهم مسلمون.
ولا شك أن أقسى أنواع الظلم التي تمارسها الحكومة الشيوعية في بورما هي قضية منع المسلمين من أداء الصلوات وخاصة صلاة الجمعة  كما منعوهم من رفع الأذان.
ثم إن السلطات الشيوعية أممت المدارس الإسلامية، واعتدت على الأوقاف المخصصة للمساجد والمراكز الإسلامية وأممتها ومنعت تداول المصاحف، ومنعت طباعة الكتب الإسلامية التي تعلم الشباب أمور دينهم.كما قامت بحل جميع المنظمات الإجتماعية والثقافية الخاصة بالمسلمين وضيقت على الطلاب ومنعتهم من مغادرة بلادهم.
وقامت السلطات بتأميم عقارات وأملاك  المسلمين في أركان، واعتقلت زعماءهم واعتدت على العديد منهم، وتطور الظلم حتى وصل الأمر إلى إقالة آلاف المسلمين من وظائفهم الحكومية.
ثم قاموا بهدم المساجد وتحويل بعضها إلى خمارات ومعابد للبوذيين ومارسوا فيها ألواناً من العبث والنشاطات التي يندى لها الجبين.
ثم قاموا بمنع المسلمين من أداء فريضة الحج، وأخذوا يراقبونهم في عيد الأضحى، ويمنعوهم بقوة النظام من ذبح الأضاحي أو التجمع لأداء صلاة العيد.
هذه الممارسات الظالمة وغيرها يمارسها هؤلاء الظالمون من الشيوعيين البوذيين ضد السكان المسلمين في مدينة أركان.وكذلك في مناطق الأقليات المسلمة المنتشرة في بعض المدن في بورما حتى حولوا حياتهم إلى جحيم لا يطاق، وأصبحت الناس تحس وكأنها داخل سجن كبير.ثم تطور الأمر بعد ذلك حيث قامت الحكومة بسحب بطاقات المسلمين وأبعدت على ما يزيد مائتين ألف نسمة إلى خارج البلاد ومنعتهم من العودة وأخرجتهم إلى حدود بنقلاديش في عام 1967 م.ثم تمادوا في الظلم فقاموا في عام 1974 م بأخذ عوائل كبيرة من مسلمي بورما بواسطة الجيش ونقلوهم في قوارب إلى حدود بنقلاديش وإلى جزر مهجورة ظلماً وعدواناً حتى هلك الكثير منهم.
وجاءت ثالثة الأثافي والظلم الكبير عندما أصدروا عام 1982م قانوناً سموه قانون المواطنة الجديد، وبموجب هذا القانون اعتبروا الروهانجيون أجانب وليس لهم حق المواطنة ومن هنا وبسبب كل هذه البلايا والرزايا وأنواع الظلم هاجر المسلمون من بورما حفاظاً على دينهم وعقيدتهم وصوناً لأعراضهم بعد أن سحقت كرامتهم. وقد بلغ عدد المهاجرين حوالي نصف مليون مهاجر بعضهم في باكستان وبعضهم في بنقلاديش والبعض الآخر في الأردن والعراق والأمارات العربية وفي مصر والكويت واليمن، ثم كان نصيب المملكة العربية السعودية هذه الأعداد التي هاجرت إلينا وأصبحت في أمس الحاجة إلى مساعدتنا ودعمنا لها. وجزى الله حكومة خادم الحرمين الشريفين خيرا فقد راعت ظروفهم وعطفت عليهم وحرصت على حمايتهم وتصحيح أوضاعهم.
ولقد أكرمني الله سبحانه وتعالى منذ سنوات وأطلعت على أوضاع هذه الفئات، أول ما أطلعت في منطقة (كيلو 14) فى جدة وكانوا في حالة مؤسفة ومحزنة، وفي شتات كامل وفقر مدقع وعزلة عن المجتمع، ثم أطلعت على أوضاعهم في مكة المكرمة، وتعاونت معنا جمعية تحفيظ القرآن الكريم في هذا المجال فقام الشيخ محمد باحارث رحمه الله ً وأسرة الجمعية بالمساعدة وبالمساهمة في طرح قضيتهم على الجهات الأمنية، وتبنى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن   عبد العزيز قضيتهم، ثم اجتمعنا بصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز ـ أمير منطقة مكة المكرمة ـ وسمو نائبه الأمير/ سعود بن عبد المحسن، وبدأنا بصورة جادة في دراسة أحوالهم وأكرمنا الله بتصحيح أوضاعهم، وكان لبعض الرجال أمثال الأخ/ يوسف فاضل، دور بارز وموفق في إعادة تنظيم شئون هؤلاء الناس وقد منحوا هويات نظامية  وتم تصحيح أوضاع الكثير منهم وفتحت لهم مدارس نظامية بعد أن كنا قد بدأنا بمدارس مؤقتة ومكنا بعضهم من كتب الطلاب والطالبات بعد الإنتهاء من دراستهم لها. وقد تغير الوضع ولله الحمد الآن، وأصبحت أوضاع هؤلاء الأشقاء أفضل بكثير من ذي قبل، وقمنا في جمعية إقرأ الخيرية بعمل إحصائيات دقيقة توضح أعداد من المهاجرين البورماويون المقيمون في المملكة العربية السعودية لكن المسح الأولي الذي قامت به جمعية إقرأ الخيرية أوضح أن عدد الأطفال البورماويون المقيمون في مكة المكرمة والذين هم في سن الدراسة بالمرحلتين الإبتدائية والمتوسطة يصل إلى حوالي سبعة عشر ألف طالب وطالبة، وبالطبع فإن مثل هذا العدد لا يمكن إستيعابه في المدارس الحكومية في مكة المكرمة خاصة وأن غالبية هؤلاء البورماويين مقيمون في مكة المكرمة بصورة غير نظامية، فأصبحت الحاجة ماسة وضرورية للسعي نحو إيجاد حل لتعليم أبناء البورماويين وذلك حفاظاً عليهم من الجهل والضياع  ولكي ينشأوا تنشئة صالحة نافعة بعيداً عن الإنحراف.
ومن هنا بدأت مجموعة مؤمنة من أهل الخير سعياً دؤوباً لإيجاد حل مناسب يقضي على هذه المشكلة، ففي بداية الأمر تم حصر مدارس البورماويون وكتاتيبهم في مكة المكرمة وغيرها حيث وصل عددها إلى ما يزيد عن مائة مدرسة وكتاب.ثم بدأت الخطة بمساعدتهم مادياً ومتابعتهم معنوياً كي يتمكنوا من الإستمرار في تعليم أبنائهم وكذلك التأكد من أن تعليمهم يتماشى من مناهج التعليم في المملكة العربية السعودية، وأشرفت الجمعية كذلك على توزيع الخبز لهم من قبل أهل الخير.
كما سعت جمعية إقرأ الخيرية بالتعاون مع عدة جهات خيرية كرابطة العالم الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي والجمعية الخيرية بمكة المكرمة لتوحيد الجهود بينها بغية التوصل لأفضل الحلول والمقترحات لتقديم المساعدات لهم، وهذا ما تم التوصل إليه بعد سعي حثيث من قبل الجهات المذكورة، وقد تم تشكيل لجنة تحت إشراف هذه الجهات تشرف على مدارس البورماويين وبالتنسيق مع إدارة التعليم بمكة المكرمة، حيث تشرف عليها تعليمياً وتربوياً وتدعمها بمدرسين ذوي تخصصات علمية متعددة.
وقد تم حصر هذه المدارس في 34 مدرسة اختيرت من أفضل مدارس البورماويين فوزعت جغرافياً على مستوى أحياء مكة المكرمة، وأقفلت المدارس الباقية لعدم توفر الشروط وعدم الحاجة إليها، وقد بلغ عدد الطلاب في هذه المدارس أكثر من ستة عشر ألف طالب وطالبة.  وخصصت لهم خمس مدارس حكومية لتعليم أبناء البورماويين فقط حيث يقبل فيها أبناء البورماويين الذين منحوا إقامات نظامية، وبلغ عدد الطلاب فيها من البورماويين أكثر من ثلاثة آلاف طالب.
ولقد زارني الأخ الاستاذ / سليم الله حسين عبد الرحمن رئيس منظمة تضامن الروهينجيا (أركان، بورما) ورئيس الجمعية الإسلامية لتطوير التعليم والتقافة الذي حضر للمملكة وشارك في مؤتمر القمة الإسلامي وفرح بما لقيه من تجاوب من خادم الحرمين الشريفين ورؤساء الوفود الإسلامية الذين اهتموا بموضوعهم وأصدروا قرارات لدعمهم ومساعدتهم في محنتهم وهذه القرارات هي :
1. دعوة الدول الاعضاء الى بذل جهودها مع جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة من اجل اعادة الديمقراطية واقامة حكومى ديمقراطية منتخبة في (ميانمار ـ بورما سابقا) وكذلك توفير حق العودة الطوعية لللاجئين الذين نزحوا من ديارهم خاصة مسلمي منطقة أركان في (ميانمار).
2. حث حكومة (ميانمار)  التوقف عن عمليات القتل والتشريد والتهجير والنفي التي تمارس ضد مسلمي أركان ومحاولاتها المستمرة لقضاء على ثقافتهم وهويتهم الإسلامية.
3. مناشدة قادة المسلمين ومؤسساتهم ومنظمات المجتمع المدني في جمهورية (ميانمار)  توحيد جهودها والتنسيق والتعاون مع أحزاب المعارضة وذلك لتحقيق آمال شعب ميانمار في الحرية والعدل والمساواه والديمقراطية.
4. الطلب من الأمين العام النظر في إمكانية ارسال وفد لزيارة البلدان المجاورة (لميانمار)  وبلدان تجمع (اسيان) لبحث هذه القضة ودراسة السبل الكفيلة لايقاف الأعمال القمعية والوحشية التي يتعرض لها مسلمي أركان في (ميانمار) وإعداد تقرير بذلك إلى المؤتمر الوزاري القادم.
5. يطلب من الأمين العام تتبع وضع المجتمع الاسلامي في (ميانمار) وتقدير تقرير بذلك للدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية.
وختاما.. فهذا حديث من القلب عن هذه الفئة من إخواننا مسلمي بورما الذين قست عليهم الحكومة الشيوعية وظلمتهم وسلبتهم كل الحقوق ونبذتهم وحرصت على تشويه هويتهم، والإعتداء على كرامتهم وكرامة عوائلهم رغبت أن أضعه أمام الأخوة والأشقاء ممن يهتمون بأمر إخوانهم من المسلمين في أنحاء العالم، وأسال الله أن يعينهم وأن يزيل هذا الكرب عنهم.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب