شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(لا شك أن طريقة تأهيلنا لرجال الإعلام لا يحقق الهدف الذي نسعى إليه لا في الجامعات ولا في خارجها، ومن هنا تأتي أهمية وضع برامج للتدريب بصورة تحقق الهدف المنشود لتطوير أداء العاملين في الإعلام في شتى المجالات، حتى نستطيع أن نتعامل مع العالم بمستويات متطورة وبقدرات تمكِّن من استيعاب اللغة الإعلامية العالمية).

 أحاديث في الاعلام

زيارة الملك فيصل لأفريقيا

محمد عبده يماني 

بعد حديثي عن زاوية نائب الحرم، وما ذكرت فيها عن رحلة جلالة الملك فيصل إلى أفريقيا لم أسلم من العتاب من قبل السيد أحمد عبد الوهاب حفظه الله، فهو ممن يرون أن المجالس أمانات، وليس كل ما يقال فيها يعلن، وأنا على عكس ذلك أحس بأن مثل هذه الذخائر والمعلومات من تاريخنا أمانة من الواجب تبليغها وعدم إخفائها وإطلاع الأجيال عليها لأنها جزء من تاريخ هذه البلاد يجب أن يعرفه الناس، وأمثال حبيبنا "أبو نورة" من البقية الباقية التي عاشت هذا التاريخ وتزخر ذاكرتها بحوادث وأحداث عظيمة.

وكم أتمنى أن يرفع الحجاب عن هذه الذكريات، وسنظل نطرق الأبواب أنا والإخوان معالي السفير إبراهيم بكر، والدكتور حسن بلخي، والعمدة، ويساعدنا الدكتور هاشم عبد الغفار، وصفوة من رواد الزاوية، وما دما نطرق الأبواب فلا بد أن تفتح ولو بعد حين والله المعين وكما تعلمنا من شاعرنا الذي يقول:
ومدمن القرع للأبـ  ***   واب أن يلـــج 

وفي زاويتنا اليوم نلقي الضوء على ما طلبه القراء الكرام بإلقاء مزيد من الضوء على جولات الملك فيصل رحمه الله إلى أفريقيا، والتي رافقه فيها مجموعة من الوزراء والمختصين، وطبعا كان السيد أحمد عبد الوهاب يومها رئيسا للمراسم الملكية، ويتولى عمل الترتيبات والتنظيمات، فشاهدوا جميعا وبأنفسهم كيف كان الرؤساء والوزراء والناس فرحين بتلك اللقاءات التي أشعرتهم بأن إخوانهم في الشرق يهتمون بهم، ويسألون عنهم، وكان الملك فيصل في رأيي قد أحسن إختيار الخطب والأحاديث التي تحدث بها إليهم وكان مرنا وعميقا، ودعا بحكمة إلى الثبات على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكانت رحلة: واسعة  وسريعة ومرهقة شملت عددا من الدول الأفريقية على رأسها غينيا ومالي والسنغال أدت إلى:"تقوية العلاقات بين هذه الدول وتوطيد وتحسين العلاقات الدبلوماسية من خلال رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي بفضل تلك الجهود الناجحة في سياسة التضامن الإسلامي والنمو الضخم في الثروة السعودية والقوة السياسية التي رافقتها بعد ارتفاع أسعار البترول فشجعت هذه الدول بشكل عام وجمهورية مالي بشكل خاص على تقوية علاقتها السياسية مع المملكة وازدهرت العلاقات أكثر وأكثر عندما قطعت مالي علاقتها مع اسرائيل وانضمت لعضوية المؤتمر الإسلامي.

أهم ما يلاحظ من نتائج هذه الرحلة هو ربط هؤلاء الناس بنا وايقاظ روح الأخوة في أنفسهم، وإشعارهم بإحترامنا لهم، والتأكيد على أهمية العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذ الخلافات فيما بينهم، ومن الناحية الأخرى فقد كانت لها فائدة كبيرة حيث جمعت كلمة هذه الدول ووحدت صفها وكسب الملك فيصل مواقفهم في الأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن عندما كانوا يتحركون ككتلة واحدة، وبعد أن كانوا متفرقين، وبعضهم كان يتبع الشرق، وبعضهم كان يتبع الغرب.

ومن أجمل ما تم في هذه الرحلة أنه عندما كان يرى بعض المخالفات كان يحرص على توجيه الناس في الخلوات التي يجتمع بهم فيها دون نقد جارح أو إتهام أو تجريح، بل كان يحرص على احتضانهم ثم توجيههم إلى الطريقة المثلى، وكان الملك فيصل قد بدأ الرحلة الأولى للصومال ولقي رئيسها  وفي عام: "عام 1962م عندما عقد مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في ذلك البلد خاطب الرئيس الصومالي آنذاك "آدم عثمان" المؤتمر مطالبا بعقد مؤتمر قمة للدول الإسلامية لتدارس شؤون المسلمين، وفي السنة نفسها خطب الملك فيصل في المؤتمر المنعقد في موسم الحج في مكة مثنيا على دعوة الرئيس الصومالي. وقد ظل الرئيس الصومالي على صلة عميقة بالمملكة وزارها لعدة مرات.!!
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل،، 

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب