شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

ان نظرة موضوعية الى جامعاتنا تجعلنا نحس انه من الخطأ ان تصبح صورة واحدة من بعضها البعض ولابد ان تكون لدينا الجرأة لاعادة صياغة التعليم الجامعي وتوجيههه بحيث يخدم المجتمع الذي يعيش فيه فهو يقذف بآلاف الشباب والشابات الى المجتمع دون تأهيل يواكب متطلبات سوق العمل ، وتؤدي بعض برامجها الى تعطيل عمليات التنمية واهدار للطاقة البشرية وخلق مشاكل نفسية واجتماعية للطلاب .

 السعودة وجها لوجه

هذا عمل صالح

محمد عبده يماني 

وقفت قبل خمس سنوات أتابع انطلاقة الجمعية الخيرية لخدمة القرآن الكريم وقد فرحت بهذه الجمعية لأنها جاءت في وقت ملائم، وكنا نتطلع إلى برامج عملها المقبلة في مجال خدمة القرآن الكريم وتعليم القرآن الكريم وحفظه وتجويده وتكريم حفظة كتاب الله، وقد كانت الفكرة في بدايتها موفقة ورائعة وبدأت الإنطلاقة، ووقفت البارحة في معهد القوات الجوية وقد مضت خمس سنوات على إنشاء هذه الجمعية، ورأيت جموع الشباب وقد بدءوا يتلون كتاب الله بروح عالية وفرحة غامرة، وتجويد وأصوات يشتهي الإنسان أن يتابعها، ويستمع إليها.
 ورأيت مجموعة من الرجال يتسابقون من أجل رعاية الحفاظ والعناية بهم والأخذ بيدهم، وبلغ عدد الطلاب أكثر من عشرة آلاف دارس ودارسة، وزاد عدد الحلقات وتطورت الفروع، حيث أصبحت الحلقات تزيد عن400 أربعمائة، والطلاب يزيدون عن عشرة آلاف طالب وطالبة، والمدرسين بلغوا ما يزيد عن 350 ثلاثمائة وخمسين  مدرساً، وحضر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لرعاية الحفل، وهو في غاية السعادة لأنه بذل وأسس وقدم هذه الخدمة الجليلة في سبيل الله، وخدمة كتاب الله عز وجل على وجه الخصوص وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه، فمن يشاهد ما تم خلال هذه السنوات الماضية القليلة، يدرك تلك القفزات المباركة التي تمت خلال فترة وجيزة في مجال خدمة كتاب الله والعناية بالحفاظ، وبرزت المملكة حتى في المجال الدولي بما وفقها الله سبحانه وتعإلى إليه من أعمال لخدمة القرآن الكريم بصورة خاصة والدعوة الإسلامية بصورة عامة، حتى احتلت المملكة المرتبة الأولى في مجال المساعدات الدولية للدول الإسلامية، وهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعإلى، وجاءت هذه الجمعية المباركة لخدمة القرآن الكريم كخطوة موفقة ومباركة وانتشرت الجهود في انحاء متفرقة من المملكة العربية السعودية.¬إنها خطوات موفقة وجهد مبارك وفق الله فيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لخدمة كتاب الله، والقرآن يمثل أهمية كبيرة في حياتنا كمسلمين، ويؤثر على سلوكنا وتعاملاتنا، ومن الناحية الأخرى فإنه يبث الطمأنينة والسكينة في نفوسنا، وقد كان القرآن وسيظل خيراً ونعمة اجتمعت عليه قلوب المسلمين منذ الإنطلاقة الأولى يوم كان الصحابة يجتمعون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون القرآن ويتدارسونه، وكان القرآن ربيع قلوبهم ونور صدورهم، وجلاء أحزانهم، وأخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأدبوا بآدابه، وكان القرآن بالنسبة لهم هدى ورحمة، وظل كآيات بينات في صدورهم إنه كتاب أكرمنا الله به، لا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي كنوزه تحيا به القلوب وتطمئن به النفوس.
وقد شعرنا ونحن نستمع إلى الشباب يقرءون القرآن ويتلونه بصور صحيحة وقراءات وتلاوات على أسس من التجويد والإحسان، فكانت النفوس مطمئنة وهم يرتلون.. والسعادة غامرة وهم يقرءون.. وعمت الفرحة في اللقاء ونحن نرى الناس، وكأنهم يتمثلون قول الله عزوجل : {انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون}.ولقد شعرت برغبة في أن أحيي أسرة جمعية الأمير سلطان، وخاصة الأخ فيصل بن جعفر بالي المشرف على الجمعية وأسرة الجمعية فقد وفقوا في إخراج الحفل بصورة مشرقة ومشرفة.وإنني أتمنى من أعماق قلبي أن يربي هؤلاء الأولاد على أخلاق القرآن وتعاليمه وسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن، وحتى يكسبوا تلك الميزة التي حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وحتى يرتبط هؤلاء الناشئة عقلاً وقلباً وتنشئه وتربيه على نفس الأخلاق التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان القدوة والأسوة فالقرآن ليس آيات صامتة تتلى ولكنه منهج حياة ودستور لهذه الأمة الإسلامية ولا بد أن يدخل في أعماقنا وأن نتصرف على أساس من كتاب الله وسنة رسوله، وأن نربي أنفسنا عليها وأولادنا وأهلنا وتلاميذنا ومن حولنا.وختماماً فلا شك أن جمعية الأمير سلطان لتحفيظ القرآن الكريم هي عمل صالح نسأل الله أن يثيبه عليها ويثيب الرجال الذين يقومون على هذه الجمعية المباركة.والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب