شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيدة بالسير على هداه واتباعه اتباعا لا يداخله خلل ولا شطط ، ولا تخالطه بدع او ضلالات ، وانما اتباع يترسم خطاه صلى الله عليه وسلم ويكتمل به الايمان وتذوب فيه النفس حبا  وشوقا وتعلقا وقربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون احب الى النفس من النفس .

 بأبي انت وأمي يارسول الله

هذه مطالعات حرصت من خلالها على إلقاء الضوء على جوانب من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واخترت حجة الوداع لما لهذه الحجة من أهمية عظيمة في حياة الأمة الإسلامية . وقد ركزت على الدروس وليس على الأركان والواجبات أو السنن ، وقصدت اختيار مجموعة من هذه الدروس التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ بصحابته فكانت نبراسًا لنا نستضيء جميعا به ليس في ركن الحج فحسب وإنما في كثير من شؤون الحياة الى يوم القيامة .
الدرس الحادي عشر : في هذا الدرس يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من الممكن للانسان ان ينحر بعضا من هديه ، ويأمر أحد افراد اسرته باكمال الباقي كما فعل  صلى الله عليه وسلم عندما نحر ثلاثة وستين من الهدي ، ثم طلب من سيدنا علي ان يكمل باقي المائة ، وعلم المسلمين ان الحاج يمكن ان ينحر بنفسه ، او يكلف اي حاج او مقيم او عامل مكلف ليقوم بنحر الهدي ، وهذا لون من الوان المرونة التي شرعها رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم وافادت الحجاج .الدرس الثاني عشر :  اما هذا الدرس فهو درس عظيم في حياة الأمة الاسلامية عندما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم برمي جمرة العقبة ثم حلق رأسه وقسمه بين الصحابة ، ثم نحر ، فجاءه بعض الصحابة يذكرون له ان بعضهم رمى ثم نحر ، وبعضهم قصر ثم طاف قبل ان ينحر ، وبعضهم رمى ثم طاف وهكذا اختلفوا عن بعضهم البعض ولم يفعلوا كما فعل ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم : " افعل ولا حرج .. افعل ولا حرج "  وبهذا علم الحجاج والناس جميعا ، بل والعلماء والفقهاء ان يستفيدوا من هذه الرحمة وهذه المرونة وهذا التيسير على الناس في كل أمر ، ,ليس بالضرورة في الحج ، لأن سؤال الصحابة له كان عن تقديم او تأخير في الأفعال ، ولكن المفهوم الأسمى هو : " يسروا ولا تعسروا "  وتألفوا الناس وخذوا بأيديهم واعينوهم على عباداتهم وافتحوا لهم كل الطرق نحو الطاعات .. ويسروا ولا تعسروا ما دام في امر سعة . 


الدرس الثالث عشر :وهناك درس تعلمه الصحابة من بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في منى ، وان الله قد اذن لهم ، فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى .الدرس الرابع عشر:وفي هذه الأيام العظيمة وخلال حجة الوداع ، تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحاً ان لافرق بين عربي ولا أعجمي الا بالتقوى ، وان طاعة ولي الأمر واجبة حتى ولو كان عبدا حبشيا يوم قال : " ان امر عليكم عبد مجدع وقيل اسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له واطيعوا "  ونبههم الى اربع مسائل مهمة : " ان لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا "  ثم أخذ عليهم : " ايهاالناس اعبدوا ربكم ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم واطيعوا تدخلوا جنة ربكم 0 ( كما جاء في سيرة ابن كثير )
ونهى عن الرياء في الحج والمباهاة وحب الظهور والسمعة وكان النداء : " اللهم حجة لا رياء فيها " 


وامرهم ان يؤدوا الدين الذي عليهم قبل أن يحجوا ، ونبههم الى خطورة من يماطل في الدين حتى انه صلى الله عليه وسلم عندما كان في المدينة كان يتشدد في ضرورة اداء الدين بل قيل انه صلى الله عليه وسلم ما كان يصلي على المدين ابدا ، فان كان على الميت دين قال : " صلوا على صاحبكم "  وعلمهم ان الانسان لا يحج عن اي انسان آخر قبل ان يحج هو بنفسه ، ويؤدي هذا الركن ، ونبه الرجل الذي سأله : " حج عن نفسك اولا "  ولكنه صلى الله عليه وسلم يسر على الرجل الذي اراد ان يحج عن ابيه وقال : ابي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة فقال له صلى الله عليه وسلم : " حج عن ابيك واعتمر " وكذلك المرأة التي سألت : أن امها ماتت ونذرت ان تحج ولم تحج فأذن لها ان تحج عنها وعلمها وعلم المسلمين الى يوم القيامة : " ارأيت لو كان على امك دين اكنت قاضيته ، اقضوا الله فالله احق بالوفاء "  وهذا بعد ان يكون الانسان قد حج عن نفسه .    الدرس الخامس عشر : ومن الدروس التي علمها صلى الله عليه وسلم للناس ان الحاج لا ينكح ولا يخطب وهو محرم ، وان الصبي اذا بلغ ولم يحج فعليه ان يحج بعد ان بلغ حتى وان كان قد حج وهو طفل ودعا صلى الله عليه وسلم : " اللهم ارحم المحلقين ، اللهم ارحم المحلقين "  وفي الثالثة عطف على المقصرين " ونبه صلى الله عليه وسلم انه ليس على النساء حلق وانما يقصرن فقط .الدرس السادس عشر : ثم جاء بدرس علمه للصحابة عندما وقع رجل عن راحلته فمات ، فقال : "اغسلوه بماء سدر ، وكفنوه باحرامه ( اي بردائه  ) ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فانه يبعث يوم القيامة ملبيًا ." 



وختاما .. فهذه نظرات في الدروس التي استفادتها الأمة الاسلامية من خلال حجة الوداع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما جرى فيها من وقائع ، وما علمه صلى الله عليه وسلم للصحابة في تلك الحجة العظيمة ، وكيف انها بقيت نبراسا للأمة الى يوم القيامة ، فجزى الله عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء ، فقد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، والحمد لله الذي جعله القدوة والأسوة لهذه الأمة ، وأمرنا ان نسير على هديه ، وان نقتفي اثره ، وان نحافظ على منهجه ، ونتبع سنته ، فهو سبحانه وتعالى جعله القدوة والاسوة : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } وجعل اتباعه هو الطريق الصحيح : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
والله من وراء القصد وهو الموفق والهادي الى سواء السبيل ،،

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب