شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

الذي يملك التكنولوجيا المتقدمة لنقل افكاره وآرائه ومبادئه هو  الذي تكون له في النهاية الغلبة في الميدان الايديولوجي حيث تسود مبادئه وقيمه مهما يكن الرأي فيها ومهما يكن جوهرها .

 أقمار الفضاء غزو جديد

الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ، وبعث إلينا خير الأنام ، وجعله القدوة والاسوة لهذه الأمة . وبعد : فهذه مطالعات حرصت من خلالها على إلقاء الضوء على جوانب من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واخترت حجة الوداع لما لهذه الحجة من أهمية عظيمة في حياة الأمة الإسلامية . وقد ركزت على الدروس وليس على الأركان والواجبات أو السنن ، وقصدت اختيار مجموعة من هذه الدروس التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ بصحابته فكانت نبراسًا لنا نستضيء جميعا به ليس في ركن الحج فحسب وإنما في كثير من شؤون الحياة الى يوم القيامة .

الدرس الأول :عندما عزم عليه الصلاة والسلام على الحج وخرج من المدينة الى الميقات في ذي الحليفة التي نسميها اليوم ( ابيار علي ) احرم من هناك ، وقبل ان يحرم طيبته السيدة عائشة بأطيب انواع الطيب ، ثم لبس احرامه والتفت الى الناس من حوله يعلمهم ان الاحرام بالحج لايكون في قميص ولا السراويل ولا العمائم والبرانس ولا الخف وانما يكون في ازار ورداء ونعلين ، ومن لم يجد ملابس الاحرام فيمكنه ان يلبس السراويل . ثم انه صلى الله عليه وسلم لم يخبرهم انه احرم بحج ، فتعلمنا منه هذا الدرس وكيف انه لم يفرض الأمر على الجميع ، وأتاح في مسألة النية مرونة لمن نوى عمرة او نوى قرناً او نوى افراداً ، وهذا درس بليغ في كيفية تعامل القائد والحاكم والوزير والأب والمدرس مع من يوجههم فلا يفرض عليهم خياراً هو اختاره مادام في الأمر سعة .

اما احرام المرأة فيكون في ملابس كاملة سابغة ساترة تستر جسدها . الدرس الثاني : وعندما وصل صلى الله عليه وسلم الى مكة ودخل الى الحرم المكي وطاف بالبيت العتيق ، ثم سعى بين الصفا والمروة لم يتحلل من احرامه ، ولم يجبر جميع الصحابة ان يفعلوا كما فعل ، وانما اخبرهم انه احرم بحج ومعه الهدي لذلك لا يتحلل ولكن من نوى العمرة فليتحلل ، ومن نوى حجاً وعمرة فليبق على احرامه ، ثم بقى عليه الصلاة والسلام على احرامه الى يوم النحر .الدرس الثالث : رمل الرسول صلى الله عليه وسلم في الثلاثة الأشواط الأولى في طواف القدوم وكان الغرض من ذلك هو الرد على احاديث قريش التي كانت تحيط بالطواف وكانت تشيع ان حمى يثرب قد اثرت على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته واضعفتهم ، فجاءت هذه الحركة كرد واضح عليهم ، وصورة قوية لاشعارهم ان النبي صلى الله عليه وسلم اقوى مما يتصورون .

لذلك اجاز صلى الله عليه وسلم للمسلم الدفاع عن نفسه ودينه بصورة عملية للرد على من يغمز او يلمز على الاسلام والمسلمين ، وبقيت هذه سنة من سنن طواف الحج ولم يفرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم .الدرس الرابع : انه صلى الله عليه وسلم طاف ثم سعى بين الصفا والمروة على ناقته ، ولم يأمر الناس بذلك ، ولم يجعله لا واجباً ولا سنة وانما جعل فيه اذناً لمن لم يستطع ان يسعى على قدميه ، وكذلك عمل في الطواف وكان يشير الى الحجر الأسود في بعض الأشواط ولا يصر على التزامه ، ليفهم الناس عدم التزاحم على الحجدر وانه يكفي الانسان ان يقبل الحجر مرة واحدة كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

الدرس الخامس: عندما اتم صلى الله عليه وسلم الطواف والسعي لم يسكن داخل مكة ، وانما اقام في المنطقة التي تعرف اليوم ( بالمعابدة ) وتعرف ايضا ( بالأبطح )  وبذلك علم الأمة انه ليس من الضروري وليس شرطا لاتمام الحج ان يقيم الانسان بجوار الحرم فيصلي جميع الفروض داخل المسجد الحرام ، وانما يسكن في أي مكان ويأتي الحرم بين وقت وآخر ، مع انه صلى الله عليه وسلم لم يصل في الحرم الا عند قدومه وعند سفره. هكذا جاء هذا الدرس النبوي ليعلم الحجاج جميعا ان لا ضرورة للصلاة في الحرم للحاد طوال بقاءه في مكة ، وانما من الممكن ان يصلي حيثما كان وحيثما نزل حتى لا يتزاحم الناس ويضايق بعضهم بعضا وفي الأمر سعة وتيسير ، ويحصلون وهم في اماكنهم على ثواب الصلاة في مكة حيث صلوا وفي أي مسجد كان .فجزى الله عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء ، فقد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، والحمد لله الذي جعله القدوة والأسوة لهذه الأمة ، وأمرنا ان نسير على هديه ، وان نقتفي اثره ، وان نحافظ على منهجه ، ونتبع سنته ، فهو سبحانه وتعالى جعله القدوة والاسوة : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } وجعل اتباعه هو الطريق الصحيح : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب