شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

الإنكار المطلق للأجسام الطائرة المجهولة لا يغير من واقع الأمر شيئا ، وستظل هذه الظواهر موجودة في اعتقادي ، وكل ما ينقصنا هو ان نعرف كنهها ونحدد طبيعتها ومن اجل تحقيق هذا الهدف علينا نحن ابناء هذا الكوكب ان نعيد النظر في اسلوب معالجة هذا الموضوع ، ولابد من دراسات متكاملة مبنية على اسس علمية دقيقة لكي نتمكن من اصدار حكمنا بطريقة صحيحة.

 الأطباق الطائرة حقيقة أم خيال

محمد عبده يماني مثال التواضع 

لاحم حمد الناصر

رحل بالأمس القريب رجل جسد في سلوكه التواضع بكل معانيه، تواضعا لم يكن مصطنعا بل خُلق تخلق به فطبع عليه، فقد أخذ نفسه بالعزيمة وعالجها بحزم حتى انقادت له، متمثلا قول الشاعر: تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة فإن رفيع القوم من يتواضع تذكرني رياضته لنفسه في هذا الجانب بالإمام أبي حامد الغزالي، رحم الله الجميع، فقد رأيته قبل نحو العشر سنوات في مشهد لم ولن أنساه، ولم أكن سأحدث به لو كان الدكتور محمد حيا، أما وقد قدم إلى ربه، فإنني سأذكره لأمرين، أولهما أنه من باب أداء الشهادة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك، قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثني عليها خيرا، فقال «وجبت»، ثم مر عليه بجنازة فأثني عليها شرا

فقال: «وجبت» فقيل: يا رسول الله، قلت لهذه وجبت، ولهذه وجبت. فقال «شهادة القوم. والمؤمنون شهود الله في الأرض»، وثانيهما للاقتداء به، ففيه تطبيق عملي لقيمة التواضع وكيفية توطين النفس عليها، حيث إن ذكر القصص أسلوب قرآني، قال تعالى في سورة يوسف (111): «لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ»، فما هو يا ترى هذا المشهد الذي بقي عالقا في ذاكرتي رغم مرور هذه السنوات والأعوام؟ لقد كنت حاضرا ندوة «دلة البركة» المنعقدة في فندق منتجع درة العروس بجدة، وقد كانت أول ندوة أحضرها، وقبل انتهاء المحاضرة التي تسبق صلاة الظهر خرجت لأتوضأ استعدادا للصلاة، وعندما دخلت مغاسل الفندق، وإذا بي أرى المشهد الذي لم ولن أنساه، لقد رأيت الدكتور محمد عبده يماني، الذي لم أكن قابلته من قبل ولا أعرفه إلا كغيري من السعوديين وزيرا للإعلام يقوم بمسح أسطح المغاسل لإزالة المياه من عليها، لكي لا تبلل إخوانه من حضور الندوة عند قدومهم للوضوء بعد قليل

لقد كان مشهدا فريدا نقش في ذاكرتي وعلمني معنى أن تكون متصالحا مع نفسك، متواضعا من غير تكلف ولا ادعاء، حيث إن الدكتور، رحمه الله، كان وحده وتفاجأ بدخولي عليه، وقفت مشدوها لبرهة ومضى هو في طريقه، وبقيت أتساءل هل ما رأيته حلم أم حقيقة، فهل يعقل أن يقوم بهذا العمل شخص عادي، فضلا عن أن يقوم به شخص تبوأ الكثير من المناصب آخرها الوزارة، مع العلم أنه كان يكفيه أن يستدعي موظفي النظافة في الفندق للقيام بهذا العمل، ولكنه أراد أن يكسر حدة نفسه، وأن يروضها على التواضع بقيامه بهذا العمل، لم يكن التواضع خلته الوحيدة، بل كان باذلا جاهه وماله في مساعدة ذوي الحاجات، فكم من القصص أوردها لي الكثير من ذوي الحاجات ممن سعى الدكتور لقضائها إما بجاهه أو بماله

فقد كان مكتبه مفتوحا لكل طالب حاجة يستقبلهم بصدر رحب ووجه طلق، فإن استطاع قضاء حاجة المحتاج فبها ونعمت، وإن لم يستطع فلا أقل من أن يصرفه بكلمة طيبة، كما أنه كان عادلا مع خصومه، يتميز بالحكمة وسعة الصدر، فقد شاهدت قبل أيام حلقة معادة للقائه في برنامج «إضاءات»، وعلى قدر محاولات مقدم البرنامج لاستفزازه بخصوص ما حصل في معرض الكتاب، إلا أن الدكتور كان كعادته حكيما واسع الصدر، فوصف ما جرى بأنه لا يعدو أن يكون حوارا افتقد فيه المحاورون أسلوب الحوار الحضاري، نتيجة لغياب ثقافة الحوار لديهم وما تلقوه من شحن نفسي، ولم يجنح لوصفهم بالمتشددين أو أي صفات أخرى تنم عن تصنيف لهم أو محاولة لتجريمهم.

أما بالنسبة للصيرفة الإسلامية فقد كان الدكتور محمد، رحمه الله، من الداعمين للصيرفة الإسلامية، الحريصين عليها من الانحراف عن مقاصد الشرع وحكمه، وقد ذكر لي الإخوة في «دلة البركة» أنه عندما قرأ مقالي بخصوص إنشاء وقف لندوة «دلة البركة» الذي نشرته في العام الماضي، قام بإدخاله على الشيخ صالح كامل داعما الفكرة، مع أنه لم يكن يعرفني معرفة شخصية، وقد كان، رحمه الله، مواظبا على حضور هذه الندوة رغم مشاغله الكثيرة.إنني قد أتفق مع الدكتور في بعض طروحاته وآرائه وقد أختلف معه في الكثير منها، ولكن يبقى أن ما ذكرته في حقه هو مما يتفق الكثيرون عليه من أنه من سمات شخصية الدكتور محمد عبده يماني، رحمه الله.لاحم الناصر* مستشار في المصرفية الإسلامية

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب