شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية |
|
|
|
|
لقد كان للخطوة الجريئة التي خطاها رائد الفضاء الأول على سطح القمر اثرها البالغ العميق ذلك انها جعلت الانسان يحس بروعة المغامرة ومعنى البحث وحفزته الى التطلع الدائم نحو اكتشاف آفاق جديدة واماطة اللثام عن حقائق جديدة ، ولقد كمن خف ذلك كله سر هو اكبر من كل شي الا وهو سر عظمة الله وقوته وقدرته.   نظرات علمية حول غزو الفضاء
|
أذكروا محاسن غازي القصيبي
د. محمد عبده يماني
ورحل رمز من رموز الثقافة والفكر والأدب في هذه البلاد.. وهامة وطنية تستحق التحية والإحترام.. وتستوجب إعطاؤها حقها بذكر مآثرها ومحاسنها فقد عاش رجلا ذو سمعة طيبة.. وإنسانية.. وتواضع.. ودخل في سجل هاماتنا الوطنية التي نعتز بها.. فوجب علينا أن نقف لنعطيه حقه كما أمرنا رسول الله لى الله عليه وسلم عندما أمرنا بذكر محاسن أمثال هؤلاء الرجال: " أذكروا محاسن موتاكم"(رواه ابو داود والبيهقي والطبراني ).. وهذا رجل كل ما عرفته عنه طيب.. وكل ما فيه أديب.. وكل حياتنا معه كانت جوانبها مشرقة.. منذ أن لقيته وزاملته كأستاذ في الجامعة.. وكان من المبرزين والمخلصين..ولم يكتف بدوره في التدريس.. بل إنطلق إلى فكرة تطوير عمل الكلية.. وكان خلية عمل مع زملائه لهذا الهدف.. وهذه حسنه من حسناته.. ثم احتضن الطلاب ورعاهم وسأل عن أحوالهم ووجههم في خلق وتواضع جم.. وهو رجل عرف بوفائه لأسرته.. ورضاه لوالديه.. وربى أولاده على الخير بنين وبنات.. فكان نعم الإبن.. ونعم الأب.. ونعم الرفيق..ووقف في نبل مع أخيه نبيل يوم أخذ يعاني من المرض.. وعطّل قبوله في الجامعات من أجل أداء واجبه الأخوي.. فأنتقل إلى جواره.. وبقي معه.. حتى أنه غير من تخصصه الذي كان يتمناه في القانون إلى العلاقات الدولية.. وهذا موقف أخوي نبيل وأنساني ُيذكر ليكشف شخصية هذا الإنسان ونبله.. ثم علينا أن نذكر تلك الأدوار التي لعبها وهو أستاذ في الجامعة، ثم عميدا لها وكان يقدم استشارت أمينة، شهد له بها ولي الأمر في أكثر من مناسبة، وقدرة وأحترمه وأحترم إخلاصه، وشهدنا له جميعاً وهو ينتقل من وزارة إلى وزارة ومن سفارة إلى سفارة، بطهارة اليد، وعفة الآداء ونبل المعاملة، والتواضع في التعامل مع الناس، والصرامة في الدفاع عن حقوق هذا الوطن.. ألا نذكر لغازي كيف كان يصدح في مجلس الوزراء وهو يطالب بأصلاح مؤسسات حكومية قادها بأمانة ووعي ومسؤولية وإخلاص، وعندما منح وسام الملك عبد العزيز وتتالت الأوسمة الرفيعة التي نالها من بلاده بل ودول عربية وعالمية كانت شاهدا على استحقاقه لهذا التكريم..ولكني سمعته وهو يتطلع قبل ذلك كله إلى تكريم رب العالمين ويسأله أن يرضي عن أعماله ويتجاوز عن أخطائه.. ألا نذكر لغازي يوم اشتركنا في تأسيس جمعية الأطفال المعاقين، فكان عضوا فاعلا ونشطا ساهم في نشاة هذه الجمعية ورعاية هؤلاء الأطفال في همة وإخلاص وإيمان بالهدف الذي كان يسعى إليه، وكيف قدم لنا التخطيط والدعم وكان يتحرك بهمة كبيرة في سبيل دعم هذا العمل الإنساني.. ألا نذكر لغازي إنه من رموز النزاهة في كل ما تولاه من الحقائب الرسمية، بل وحتى الخيرية، ودخل وزارات سالت فيها الملايين، وسال معها لعاب الكثيرين ومع ذلك خرج مكرماً ومقدرا من كل وزارة، وكل عمل، والكل يشهد له بتلك المحاسن، فهو مثال للنزاهة والنظافة في اليد والممارسة، وحفظ المال الذي أوكل إليه، وعف عن المال الحرام، بل وضرب على يد رجال ونساء مدوا أيديهم أو حاولوا مدها إلى تلك الامانات، وكان مخلصا في إدارته وعمله وتعامله مع الناس ألا نذكر له هذه المحاسن.. ألا نذكر تلك الأيام العطرة التي عشناها معه في رحاب الجامعة أنا وبعض الزملاء من الذين لقوا ربهم أو من ينتظر منهم، وكيف كان وفيا بسيطا ومن الرجال الذي يألفون ويؤلفون، وكان يكره الظلم ويرفع صوته ويجأر إلى الله: " اللهم أني أعوذ بك أن أظلم أو أظلم.. وأنا اذكر شخصيا والزملاء في الوزارة كيف أنه كان يتعفف عن الوشايه بالناس عند أولياء الأمر، ورأيته يمارس ذلك مع الملوك الذين توالى على العمل معهم رحمهم الله، فكان لاينقل إليهم إلا الكلمة الطيبة.. ومن واجبنا أن نذكر لغازي أنه لا يحقد رغم كل الذين حقدوا عليه، وعاملهم بإنسانية ومروءة، وكانت من محاسن غازي قدرته على التحرك ورغبته في الإصلاح، وموهبته في التنظيم والإدارة، وأنا من الذين شهدوا هذه المراحل عند زمالتنا له في جامعة الملك سعود، ثم في الوزارة.. أذكروا لغازي أنه كان رجل شهماً ونزيها يخشي الله ويتقيه، فقد كنت أنا وهو ومجموعة من الزملاء الذين على رأس الوزارة اليوم نسافر معه، ونشهد أنه ممن كانوا يحافظون على صلاتهم، وممن يخشون الله عز وجل، فكانت صورة مشرقة نذكرها له، والله سبحانه وتعالى هو المطلع على السرائر، ولكننا نشهد له بهذه المحاسن فأذكروا محاسن هذا الإنسان.. وكلنا يذكر ذلك الموقف الشجاع الذي وقفه في قضية السعودة، وحرص على أن يأخذ بيد الشباب السعودي ليعمل في خدمة هذا الوطن وكافح من أجل تذليل الصعاب، وكانت له نظرته الجادة واختلف معه من اختلف، واتفق معه من اتفق، ولكن لا أحد ينكر أنها كانت تحركات وطنية واعية ومخلصه ورغبة في الأخذ بيد هؤلاء الشباب لعمل يقتاتون منه ويخدمون هذا الوطن. ثم دعوني أقول لأولئك الذي وقفوا في بعض بيوت الله يدعون عليه بغير وجه حق: عليكم أن تراجعوا أنفسكم، ولا تظنوا فإن بعض الظن إثم، وتحسبوا ليوم تقفون فيه بين يدي الله عز وجل، ويقف غازي القصيبي يمسك بتلابيبكم يشكوكم إلى الله، فقد تعرضتم لسمعته وعرضه بدون وجه حق، والله قد حرم على المسلم التعرض لعرض أخيه صغر أم كبر، وقد تؤخذ من حسناتكم إن بقي لكم حسنات، وتعطى له جزاء ظلمكم وغيبتكم لهذا الإنسان بدون وجه حق بدل أن تدعوا له بالرحمة والغفران، بدلا من أن تمعنوا في ذكر مساوئه، فلا أقل من أن تكفوا ألسنتكم عنه اتباعا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أوصى المؤمن والمؤمنة أن لا يؤذوا إخوانهم المسلمين واوضحها جلية: " اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم" ( رواه ابو داود والبيهقي والطبراني ). اللهم إنا نطيع أمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فنذكر لهذا الرجل الإنسان محاسنه ونسأل الله له الرحمة والغفران أما الأخطاء فكل ابن آدم خطاء وسبحان من كتب على نفسه الرحمة والغفران.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل..
|
|