شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(لاشك أن للإعلام دوراً هاماً وحيوياً وخطيراً، فهو كما يبني أشياء كثيرة في أخلاقنا وسلوكنا وتعاملنا، قد يهدم أشياء كثيرة أيضاً إذا ما أسئ استخدامه. فالله سبحانه وتعالي نبهنا إلى خطورة قول الزور، أو الاستماع إلى الفاسق، أو حتى إلقاء القول على عواهنه.. وجعل الكلمة مسؤولية عظيمة لأنها قد تهدم أمة وتبني أخرى).

 أحاديث في الاعلام

السيد عباس المالكي .. عالم وعلم مكي
محمد عبده يماني


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم .. نحمد الله عز وجل فهو سبحانه الذي علم بالقلم ، علم الانسان مالم يعلم ، ونصلي ونسلم على المعلم الأول خير من تعلم ، واصدق من اعلم عن الله عز وجل وبعد .. فانه ليسعدني ان القي الضوء على سيرة عالم جليل مكي هو السيد عباس بن عبد العزيز المالكي المولود عام 1270 هـ بمكة المكرمة ، وقد نشأ فيها بجوار البيت العتيق ، وأخذ تعليمه عن السيد بكري شطا والشيخ محمد عابد مفتي المالكية ، وكذلك عن الشيخ محمد يوسف خياط ، وتتلمذ ايضا على يد السيد عمر الشامي وألف رحمه الله رسائل في علم البيان والفقه ، وتخرج على يده الكثير من الطلاب ، ومن ابرز الذين تخرجوا على يده العالم المكي الجليل السيد علوي بن عباس المالكي ، وكذلك درس على يده الدكتور العالم المكي الشيخ السيد محمد بن علوي المالكي ، وهو حفيده.


كان مما يميز استاذنا الشيخ عباس رحمه الله انه كان رجلا متواضعا وديعا  يألف ويؤلف ، طيب النفس راجح العقل ، حلو الحديث ، وكان يعلم طلابه اهمية احترام العلم والعلماء ويربيهم على اخلاق القرآن الكريم وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وكان يتمتع باحترام الحكام والعلماء وعامة الناس ، وكان عضوا في ادارة المعارف ، ثم انتدبه الشريف حسين الى الحبشة لبناء مسجد للمسلمين هناك ، وكذلك انتدبه لبناء مسجد في بيت المقدس ، والمساهمة في مشروع اصلاح قبة الصخرة وبعض جوانب المسجد الأقصى ، وجمع بنفسه الأموال وأشرف على الانفاق والبناء حتى تم ، وقد كان الشريف حسين مسرورا بعد انتهاء المهمة وعينه مديرا للمعارف . 


وقد استمرت سمعته العطرة ففي العهد السعودي عينه الملك عبد العزيز رحمه الله رئيسا للمحكمة الابتدائية الأولى ، وقاضيا في المحكمة الكبرى ، ثم عضوا في مجلس الشورى ، وكان يسند اليه بعض الأعمال حيث كان من الرجال المحترمين ، والشخصيات التي يقدرها الملك عبد العزيز رحمه الله ، وكان السيد عباس من جانبه لايتردد في قضاء أي امر يسند اليه ، ويتعامل مع الناس بالاحترام والمحبة والاخلاص .


وكانت له حلقات في المسجد الحرام وكان يتصل بالعلماء وبحلقاتهم ويتصلون به ، وصلى بالناس اماما في المسجد الحرام في المقام المالكي ، واماما للتراويح بالمسجد وكان من المتميزين في قراءة القرآن حافظا مجودا وحفظ كثيرا من المتون وكتب الفقه وقد كان يدعو : ( اللهم اصلح لي في ذريتي ) فأكرمه الله بأن يكون ابنه السيد علوي من العلماء الأفاضل والفقهاء ، وقد حل محله ، وتحمل نشر الدعوة ، وكان له اسلوبا مميزا في الوعظ والارشاد ، وكذلك حفيده الدكتور السيد محمد علوي مالكي الذي عرف بشخصيته وبعمق تفكيره وجزالة علمه ، وغزارة ثقافته ، وكذلك ابنه السيد عباس بن علوي مالكي الذي يعتبر علما من اعلام النشيد في السيرة النبوية ، ويعقد جلسات مختلفة لاحياء ذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ويملك زمام النشيد ويهتم بصورة خاصة بسيرة شهداء بدر ، كما يستضيف وفود الحجاج في منزله ويستقبلهم ويكرمهم ويتمتع بحب اهل مكة وتقديرهم ، وله ابناء هم السيد علوي والسيد عاصم ، والسيد عمرو والسيد سعيد وهم من رجالات العلم وهيئة التدريس في مكة المكرمة ، والابن علوي عباس مالكي حصل على الماجستير في الشريعة الاسلامية وله من البنات : عابدية ، عزيزة وعلياء ، وهناك ابناء السيد محمد علوي مالكي وهم احفاد السيد عباس رحمه الله وفي مقدمتهم الابن السيد احمد محمد علوي مالكي ، وهو حفيد السيد علوي ومتخصص في الشريعة ، وقد جلس مكان والده وأحيا مجلسه وذكراه ، فهو يدرس في نفس المنزل الذي كان والده يدرس فيه ، ويعمل في جامعة ام القرى معيدا في كلية الشريعة ، ويحضر لدرجة الماجستير ، وبجواره اخيه عبد الله يدرس في تخصص اللغة العربية  ، أما بقية الأبناء فهم : محمد وعلوي وحسن وحسين ، وعلوي وحسن يدرسان في المدرسة الصولتية في مكة المكرمة وتبدو عليهما ملامح الجدية وحب العلم ، اما البنات فهن : زين وخيرية ورقية وليلى  وهؤلاء في مجملهم ذرية طيبة بعضها من بعض ، ويقومون بخدمة العلم ونشره والعناية بطلاب العلم وخاصة ابناء شرق آسيا واندونيسيا على وجه الخصوص ، وبعض ابناء افريقيا ، نسأل الله عز وجل ان يعينهم ويوفقهم ، فقد كان ابوهما صالحا .


وفي الختام نقول ان السيد عباس بن عبد العزيز مالكي هو سيرة عطرة ، وعالم وعلم خدم العلم في الحرم المكي ، وكان من رجال التعليم وصفوة المجتمع ، نسأل الله ان يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته هو ومن رحل من ابنائه واحفاده.


والله من وراء القصد وهو الموفق والهادي الى سواء السبيل ،، 

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب