شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(لا شك أن حقل الإعلام بما يتضمنه من فنون وتقنيات عديدة يتطلب تنمية مهارات وقدرات من يشتغلون به، ورعاية المبدعين منهم فضلا عن ضرورة توفير التعليم الأساسي في كليات ومعاهد إعلام متطورة، تدرس المناهج العلمية لهذا المجال وفق احدث الإتجاهات)

 أحاديث في الاعلام

من هنا.. يبدأ الحب لرسول الله

محمد عبد يماني

ما اروع ان نقف في هذه الذكرى الطيبة ونتدبر القرآن الكريم الذي حثنا على محبة الله ومحبه رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلمنا ان حب الله عز وجل يبدأ باتباع نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة رضوان الله عليهم كيف يكون الحب ومن أين يبدأ وما هي آدابه يوم قال للفاروق رضي الله عنه : " الآن ياعمر .. الآن ياعمر "  ثم توالت الآحاديث التي اوضحت لنا حب هؤلاء الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل أكثر من ذلك فمن  عظم مكانة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عند ربه جل شأنه أن غرس الله سبحانه وتعالى في الجمادات والنباتات والحيوانات حبه وطاعته صلى الله عليه وسلم، وجعلها سبحانه وتعالى عارفة به، عالمة برسالته صلى الله عليه وسلم.
وقد ظهر هذا الحب وتلك الطاعة في مظاهر مختلفة منوعة، فقد حن الجذع شوقا اليه صلى الله عليه وسلم حين فارقه، وسلم عليه الحجر والشجر، وسجدت له صلى الله وعليه وسلم – سجود تحية وتعظيم وتوقير، لا سجود عبادة – وأحبه جبل أحد، وأضاءت المدينة المنورة يوم دخوله صلى الله عليه وسلم عليها، وأظلمت يوم وفاته صلى الله عليه وسلم، فرحت فأضاءت، وحزنت فأظلمت، وسبح الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم، كما سبح الحصى بيديه صلى الله عليه وسلم، وأخبرته الشاة المسمومة خوفا عليه صلى الله عليه وسلم، وأخبرته الشاة التي ذبحت بغير اذن أهلها غيرة عليه صلى الله عليه وسلم، وأظهر الشجر خوفه عليه، وشهدت الأشجار بنبوته، والحيوانات برسالته صلى الله عليه وسلم، كما احترمته الحيوانات ووقرته، وسجد الجمل له وانقاد خضوعا واستجابة لأمره صلى الله عليه وسلم.
واستجابت الجبال (أحد، وحراء، وثبير) لأوامره صلى الله عليه وسلم، بعد أن اهتزت طربا وفرحا وسرورا به صلى الله عليه وسلم، وتفرق الغيم باشارته، وانشق القمر لرغبته صلى الله عليه وسلم، وتساقطت الأصنام باشارته صلى الله عليه وسلم، واهتز المنبر واضطرب خشية وهيبة لقراءته صلى الله عليه وسلم، وتجزأت ذرات التراب فدخلت في عيون جيوش الكفار من حفنة رماها بقبضته صلى الله عليه وسلم، ونبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، وكثر الطعام والماء واللبن.. لطلبه صلى الله عليه وسلم، واستجابت الأحجار والأشجار والحيوانات لأوامره صلى الله عليه وسلم، ودر الضرع الحائل لطلبه صلى الله عليه وسلم.
وما ظهر من الجمادات والنباتات والحيونات.. من مظاهر الحب والطاعة وامتثال.. انما هو – اضافة على ادراكها – هو فرع اعترافها بنبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى هو الذي غرس فيها هذا الحب والطاعة والامتثال بمظاهرها، وألزمها بالاعتراف بنبوته وطاعته صلى الله عليه وسلم.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم اعتراف هذا الكون (بما فيه من جماد وحيوان ونبات وانس وجن) بنبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم، وما يلزم هذا الاعتراف من حب وتقدير وطاعة واحترام وخوف عليه..
فعن جابر رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من سفر.. الحديث، وفيه قصة سجود الجمل – فقال صلى الله عليه وسلم: ((انه ليس شيء بين السماء والأرض الا يعلم أني رسول الله، الا عاصي الجن والانس)) " 

 فمن أراد أن يعرف طريق الحب الحقيقي لله عز وجل ثم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فليعرف أن الطريق يبدأ من هنا.. إن يبدأ بالاتباع والطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم .. الطريق يبدأ من خلال هذه الآيات القرآنية ومن خلال توجيه الله عز وجل فقد قال الله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقال: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
أيها الأخ الحبيب: هل تعرف ما قمة إيمانك؟ هل تعرف كيف تسمو بروحك؟ هل تعرف كيف ترقي بحالك؟.
إن قمة إيمانك حب الله عز وجل، وإن روحك لتسمو بالهيام في جلال الله، وإن حالك ليرقي بالتفكر في آيات الله.. ولكن.. كيف لك ذلك؟.(انهج ما نهج عليه سلفنا الأول.. وانهج منهج محبي رسول الله صلى الله عليه وسلم).ابدأ من هنا:أبدأ بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ابدأ بطاعة نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أبدأ باتباع حبيب الخلق سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ضع نصب عينك قول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} ضع أمامك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحيا سنتي فقد احياني ". 
انظر الى الذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف فازوا وكيف غنموا؟ كيف صدقوه وكيف أيدوه؟.. كيف قدموا أنفسهم دون نفسه، ونحورهم دون نحره؟.
لقد أحبوه اكثر من أموالهم وأولادهم وأنفسهم.. كانت سيماهم في وجوههم كان هواهم يسارع في هوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء هم الذين قال عنهم حبيبهم صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".
تعال معي يا محب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلم أخلاق هذا النبي الكريم العظيم.. اقرأ سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. كيف كان أبا لا كالآباء، كيف كان قائدا لا كالقواد، كيف كان حاكما لا كالحكام، كيف كان مربيا لا كالمربين، وقبل ذلك كله كيف كان رسولا وخاتما واماما لجميع المرسلين .
بادر ايها المحب في تعلم جوانب سيرته الفذة، واعلم أن المحبة تبدأ بالاتباع وتنأى عن الابتداع، وأن صدق هذه المحبة ليس دعوى باللسان ولا هياما يخالط الوجدان الا ان يصاحبه الاتباع لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على هداه وتحقيق منهجه في واقع الحياة.

أيها المحب:ان كنت تريد ان تلحق الركب.. ان كنت تريد ان تسارع الى ذلك الطريق، طريق محبة الله ومحبة رسول الله، فعليك أن تقوم بقضايا أساسية، وهي: 1. أن تأتمر بما أمر به الله تعالى ورسوله، وأن تنتهي عما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.2. ان تحرص على كمال ايمانك بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكاملة حتى يكون احب اليك من نفسك التي بين جنبيك كما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .3. أن تتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، "قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.4. أن تتخلق بأخلاقه وتتصف بصفاته، "كان خلقه القرآن" .5. أن تسارع في هوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".6. أن يكون صلى الله عليه وسلم أسوتك وقدوتك {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.7. أن تحتكم في كل صغيرة وكبيرة الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}.8. أن تطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة كاملة حتى تصل بذلك الى طاعة الله قال الله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}.
أخيرا.. لا يسعني إلا أن أوصيك أخي المؤمن ونفسي وأهلك وأهلي بالمسارعة في حب الله تعالى فهو أرحـم بعباده من الأم على ولدها، فهو جل علاه لو تقربت اليه شبرا لتقرب اليك ذراعا.. ولو تقربت منه ذراعا لتقرب منك باعا.. ولو أتيته تمشي لأتاك هرولة.
ثم عليك بحب هذا النبي الكريم العظيم صلى الله عليه وسلم الذي لا يدخل الجنة حتى يدخل امته اليها.. الذي يسجد تحت عرش الرحمن قائلا: يا رب امتي متي.. الذي قال عن نفسه "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي" .اللهم علمنا حسن محبته وأهل بيته ومحبة أصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وثبتنـا على المحبة الصادقة حتى نلقاه وهو راض عنا، ونشرب من الحوض بيديه الشريفتين، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.وحاول ان تقترب من الله بالتقرب اليه عز وجل وطاعته وافراده بالعبادة وشكره وحمده على نعمه  ، وهذا التوجيه الإلهي واضح في الحديث القدسي : " ما يزال عبدي يتقرب الي حتى احبه فإذا أحببته كنت يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها " 
وأخيرا فلنقبل جميعا على حب الله ومحبة رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ونعلم اولادنا بنين وبنات هذا الحب ونغرسه في قلوبهم ، ونملأ به عقولهم حتى ينشأوا على هذا الحب الذي به يكمل الايمان .
وصلى الله على ىسيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.Yasser

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب