شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

أهل الكتاب كانوا يعلمون ببعثته صلى الله عليه وسلم ، ويعلمون انه رسول الله ، وان الله تعاله باعثه ، ولكنهم كانوا ينكرون الحق وهم عارفون بن متيقنون منه وقد قال الله تعالى في حقهم : { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عفوا كفروا به }

 بأبي انت وأمي يارسول الله

 

تأدبوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (7 ـ 12 )

محمد عبده يماني

 

الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام  وبعث الينا خير الأنام ، وكرمه وأكرمه وأدبه ورفع شأنه وختم به الرسالات السماوية وأمرنا باتباعه والسير على هداه ، والتأدب معه وان لانرفع اصواتنا فوق صوته : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ[1]

                                     ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم او الاساءة اليه

ونأتي الآن الى قضية مهمة تختلف عن كل ما سبق ، وهي موضوع الاساءة او محاولة ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم في سيرته او أي جانب من جوانب شخصيته او حياته ، فهذا أمر عظيم ، وقد كتب العلماء والفقهاء فيه كتابات كثيرة  واوضحوا خطورة  وعظم جناية من يشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم اوحاول ان يسيء اليه بأي شكل  ، ولو حتى من باب التلميح او تنقيص قدره صلى الله عليه وسلم او الرغبة في ايذائه وذمه ، وقد علّمنا صلى الله عليه وسلم الا نؤذي احدا من المسلمين بشتمه او شتم آبائه ، فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد هذه الأمة ، والذي يقول الله عز وجل بنص قرآني من آذى رسول الله فهو ملعون كالذي يؤذي الله عز وجل وجاءت هذه الآية واضحة : { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا }[2]

 إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل يارسول الله وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال يسب الرجل ابا الرجل ، فيسب اباه ويسب أمه فيسب أمه  " [3]

" لا تسبوا الأموات فانهم قد افضوا الى ماقدموا " [4]قال ذلك عندما سب بعض الناس بعض من ماتوا من الكفار وعير بنت احدهم قائلا لها : يابنت حطب النار .

الرسول أي رسول الله بشر كالبشر ولكن له خصوصية الأصطفاء والاجتباء من الله { إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض }

{ الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس }

{ ياموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي }

وحتى بعض غير الأنبياء كمريم :

{ يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين }

" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفاني من بني هاشم ، وانا خيار من خيار من خيار" [5]

فمع بشرية الأنبياء والمرسلين إلا أنهم مصطفون من الله مكرمون بالوحى مفضلون عنده على سائر خلقه

وإمامهم وسيدهم وخاتمهم وحامل لوائهم يوم القيامة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم  أعظم مكانة عند الله ـ أمرنا بالصلاة والسلام عليه ـ والزمنا بطاعته وحبه والتسليم بحكمه وأمره ونهيه وتوقيره واحترامه والأدب معه ، وجعل طاعته من طاعة الله  :{ من يطع الرسول فقد أطاع الله }".

 

وتحكيم شريعة الله التي ارسله بها للناس ، والتسليم في رضى كامل بدون الشعور بأي حرج  { فلاوربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في آنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما } .

وكل كلمة تحتمل ولو من وجه بعيد تنقصا من قدر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منهى عنها حتى مع عدم قصد الإيذاء والذم ، فقد قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم } .

وذلك لأن اليهود كانوا يقولونها قاصدين نبزه  بالرعونة ـ حاشاه صلى الله عليه وسلم  ـ فنهيت الأمة عن قولها .

بل أن مجرد التقدم في أمر دون إذنه ، أو رفع الصوت بحضرته في حياته منهي عنه ، وقد هدد القرآن من يفعل ذلك بإحباط عمله : { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } ..{ يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له يالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون " .

ومعلوم أن الأنبياء هم أولياء الله ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو أخصهم جميعاً ـ وقد ورد الحديث القدسي : "  من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الى مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وان سألني لأطعينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته "[6] . وحتى مجرد نكاح أزواجه من بعده حرمه الله واعتبره إيذاء له : { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما }

 

فهل يتصور إنسان بعد كل هذه النصوص الثابتة أن من يؤذي رسول الله ولو بسب آبائه أو لمز عترته وأبنائه والتهوين من شأنه ، هل يتصور عاقل أن فاعل ذلك يكون من المؤمنين ، كيف وقد لعن الله من يؤذيه في الدنيا والأخرة وأعد له العذاب المهين ، ومعروف أن اللعن معناه الطرد من رحمة الله ، والمؤذون له ملعونون في الدنيا بالقتل الذي هو جزاء من يؤذيه بقول أو فعل أو اشارة أو تعريض ، وأجمع على ذلك الصحابة والأئمة ، وقالوا بقتله ولا يستتاب .

وأما اللعن في الآخرة فهو الطرد من الرحمة والشفاعة يومئذ والعقاب بالعذاب المهين كما ذكر في الآيات التي أسلفناها ، واسمع إلى تهديد الله لهؤلاء المؤذين وحكمه عليهم بالقتل :

{ لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لايحاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا }[7]"  .

وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس منا من لم يوقر علماؤنا "[8] فنفاه عن الأمة المرحومة فكيف يكون شأن الذي لا يوقر حبيب الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولعظم هذه الجريمة ، جريمة التطاول عليه صلى الله عليه وآله وسلم كثر تعرض العلماء بالتأليف في شأن من يقع فيها ، بافراد مؤلفات خاصة لها ، أو بالكلام عنها في تأليفهم ، ونجد كتابا ضخما لابن تيميه تقارب صفحاته الستمائة صفحة وسماه : : الصارم المسلول على شاتم الرسول " وذكر فيه من أمر الرسول بقتلهم لهذا السبب من النساء والرجال قبل الفتح وبعده .

وتكلم القاضي عياض في الشفا عن هذا الأمر بمثل ذلك ، وبه قال الأئمة مثل مالك والليث وأحمد واسحق وهو مذهب الشافعي أيضاً بقتل شاتم الرسول ، وبعدم قبول توبة فاعلة وبذلك قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأبو حنيفة ومن ذكرتهم قبل من الأئمة وكذلك اهل الكوفة والثوري والأوزاعي .

وخلاصة القول أن المجترئ على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المؤذي له لا يمكن ان يقع في ذلك وفي قلبه ذرة من إيمان ، وما يقع منه من أذى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتصريح او التلميح او التعريض أو الرمز بما يمسه في شخصة او اصوله او قرابته وعترته وازواجه ، إنما هو ردة لا تقبل التوبة منها قضاء ، وأمرها في الآخرة موكول إلى الله ، لأن الظاهر من فعلها في الدنيا هو الاستهانة بأمر الله ورسوله الذي أمر في صريح القرآن بتوقيره وتعزيزه ، بل وقرن ذلك بالإيمان فقال سبحانه : { لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه } .

واذا كان المرء لا يكون مؤمنا حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين ، فهل يتصور الإيمان في قلب مؤمن يؤذي رسول الله .اللهم إنا نسألك أن تلهمنا الأدب مع حبيبك المصطفى المجتبي وأن تجعله أحب إلينا من أموالنا واهلنا وحتى أنفسنا ، وأن تبعثنا يارب على هديه ، حتى نشرب من الحوض بيديه الشريفتين ان شاء الله .

 الادب مع اصحابه

صلى الله عليه وسلم

          ونأتي الآن الى اهمية الأدب مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترامهم وتوقيرهم والسير على النهج الذي ساروا عليه في اتباعه عليه الصلاة والسلام ، وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، فقد كان الصحابة خاصة ، اطهر هذه الامة قلوبا ، واكثرها حبا لله وادبا مع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة بحقه كما كانوا متصفين بالصفات الكريمة من ط هارة القلوب وامتلائها بحبه صل ى الله عليه وسلم وطاعته ومعرفة حقه والادب معه ..

 

وظلت هذه الآداب اخلاقا لجميع المسلمين الذين صدقوا في ايمانهم واخلصوا في طاعة الله ورسوله ، وظلت كذلك اخلاقا للعلماء العاملين يتوارثونها جيلا عن جيل حتى يومنا هذا ، وواجب الجميع الحرص عليها.. والالتزام بها وسبحان من تجاوز عن الخطأ والنسيان ومن هو أعلم بالنوايا ولكل امرئ ما نوى ولا تخفى على الله خافيه.

الصحابة هم شهداء الله على الناس :

وقد ارتبط الادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالادب مع سنته المطهرة واصحابه الابرار الذين حملوا امانة هذا الدين لكل الامم والشعوب وحفظوا كتاب الله عـز وجل في صدورهم وفي الصحف التي كتبوه فيها بأمر النبي عليه الصلاة والسلام وحملوا سنة رسول الله الى اجيال هذه الامة من بعدهم فكانوا شهداء الله على خلقه من بعدهم كما كان رسول الله شهيدا عليهم وعلى الناس اجمعين تصديقا لقول الله تعالى : ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [9]، وسوف يكونون في الآخرة شهداء للرسل على أممهم ، وذلك ما رواه البخاري ، والإمام أحمد عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدعى نوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول : نعم . فيدعى قومه فيقال لهم : هل بلغكم ؟ فيقولوا : ما أتانا من نذير ، وما أتانا من أحد ، فيقال لنوح : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته قال : فذلك قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } ، قال : والوسط العدل[10] ، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم .

 

وقد اثنى الله عز وجل عليهم بأعظم الثناء وشهد لهم بانهم خير امة عاشت على هذه الارض فقال في حقهم وبيان فضلهم ونبلهم : (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .. ) [11].. وشهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الخيرية وانهم خير القرون منذ آدم عليه السلام فقال ( خير القرون قرني .. )[12]

 

إجماع الأمة على فضلهم :

وكان التابعون وعلماء المسلمين على مر العصور اعرف الناس بفضل الصحابة وما اكرمهم به الله من شرف الصحبة  وحمل الرسالة والشهادة على الخلق لم يشذ عن ذلك احد .

ان الله تعالى قد اوجب على الامة معرفة حق هؤلاء الصحابة لما بذلوه من الجهدولما حملوه من الهدى ولما كانوا عليه من الاستقامة والمحبة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان اتباعهم فرضا على الامة لانهم تلقوا الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذوا عنه السنة المطهرة وعلموها لمن بعدهم فعنهم اخذت السنة ، وعنهم عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بشمائله واخلاقه وسائر صفاته وكأنهم يرونه رأي عين وكأنهم يعيشون معه فلم يترك الاوائل للأواخر صغيرة ولا كبيرة عن هذا النبي الكريم الا حفظوها وبلغوها كما رأوها وسمعوها  وبعد انتقاله صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى بقيت سيرته وحياته تعيش حية في تراثهم وفي ضمائرهم وكأنه معهم .

وقد وصف الله تعالى المؤمنين الصادقين الى يوم القيامة بصفة الوفاء لهؤلاء الصحابة وسلامة صدورهم من كل غل، والدعاء  لهم والاعتراف بفضلهم فقال سبحانه : ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم ) [13]

اعداء الصحابة هم اعداء الإسلام :

لذلك فإنه من حُرم حسن الادب مع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ممن زاغ عن الحق فأزاغ الله قلبه ومن كان في نفسه هوى ،  ومن حُرم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم حرم محبة الصحابة فمحبة الصحابة فرع عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وثمرة من محبة الله ورسوله لأن الله هو الذي اختارهم على العالمين بعد النبيين والمرسلين.

موقف المستشرقين واتباعهم من السنة :

ولقد دأب بعض المستشرقين في القرون الثلاثة الاخيرة وما قبلها على التشكيك في السنة النبوية المطهرة وغمزها والطعن بها بخبث ودهاء ، وعلى رأسهم المستشرق اليهودي جولد زيهر ، ونظراؤه شبر نجر ، وفون كريمر وشاخت وكثيرون غيرهم واصدروا في ذلك كتبا ومقالات وموسوعات طافحة بالدس ، ومليئة بالاخطاء ، متقدة بالاحقاد ، ومن المؤسف ان بعض الناس قد وقعوا ضحايا هذا المكر والدس والتشويه ، فتابعوا المستشرقين على اقوالهم ، واحسنوا الظن بهم دون ان يعملوا على البحث والتنقيب لكشف تلك الاخطاء والاحقاد التي وقع فيها المستشرقون عن كيد وقصد غالبا ، ونتيجة لعدم قدرتهم على فهم الكتب العربية ، واتخاذهم كتب النوادر والادب والفكاهة والاخبار على انها مراجع يعول عليها .. وهي في حقيقة الامر لا تصلح لذلك لانها لم تؤلف للعلم والعلماء ، بل للتسلية والامتاع وملء الفراغ وفيها كثير من التساهل في إيراد الاخبار .

وفي خضم هذه الظروف من الغزو الفكري ، تجرأ بعض من لا علم له على الخوض في تخصصات علمية دقيقة ، ليسوا منها على علم ، فحملهم الجهل على اتهام علماء السلف والخلف بالجهل والغفلة والتقصير ، وأسبغ هؤلاء على انفسهم الغيرة على الدين ، وهم في الحقيقة يستهينون بالسنة النبوبية المطهرة التي خدمها السلف خدمة لم يعرفها تاريخ العلوم ، وقد بذلوا جهودا عظيمة في تدوينها وحفظها ، وانشأوا علم الجرح والتعديل او علم ميزان الرجال لمعرفة احوال رواة الاحاديث الشريفة ، وما كانوا عليه من الصدق والامانة ودقة الحفظ وجودة الضبط .. وقد اوصل ابو عبدالله الحاكم علوم دراسة الحديث الى اثنين وخمسين علما ذكرها بأسمائها ، واوصلها الامام النووي الى خمسة وستين علما .. ومع ذلك فقد تجرأ البعض على التشكيك في هذه السنة ، وانكار صحتها وانكار ما يبنى عليها من الاحكام الثابتة ترديدا لاقوال المستشرقين ، واعتمادا على ما بثوه من آراء وسموم واحقاد تغذيها روح يهودية خبيثة وصليبية ماكرة وتديرها وزارات الخارجية في الدول الاستعمارية الكبرى .

وما تطاول على السنة الشريفة الامن كان في قلبه مرض ، وفي بصيرته عمى ، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اوتي القرآن ومثله معه ، وقد بين الله تعالى ان كل ما يصدر عن نبيه هو الحق الذي لا ريب فيه ، سواءً كان قرآنا كريما ، ام سنة شريفة ، قال تعالى : ( وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ) [14].

ولقد اجمعت الامة بعلمائها على ان كل ما صح عنه من الحديث فهو مدعاة للعلم موجب للعمل .. وقد نفى الله تعالى الايمان عن قوم يتولون عن طاعة الله ورسوله ويرفضون تحكيم الله ورسوله في حياتهم مهما زعموا انهم مؤمنون سامعون مطيعون فقال سبحانه : (ويقولون آمنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون ) [15].

 

وفي الختام فان محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديرهم واحترامهم من الأمور الواجبة على المسلمين ، فهولاء هم  الرجال الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقوه وصدقوا معه ووقفوا بجانبه وتأدبوا معه الأدب الجم ، وكانوا على خير خلق ، ولهذا فمن واجبنا ان نتعرف على سيرتهم ونحرص على ان نتعلم ونعلم اولادنا ومن حولنا مكانة هؤلاء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كجزء من الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 



[1] الحجرات/2

[2] الأحزاب /57

[3] رواه البخاري وابن حبان وابو داؤد كلهم عن عبد الله بن عمرو

[4] رواه البخاري وابن حبان في صحيحه والدارمي والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها والترمذي والامام احمد عن المغيرة بن شعبة .

[5] رواه مسلم وابن حبان في صحيحه والترمذي والبيهقي والامام احمد ومسند ابي يعلى ومصنف ابن أبي شيبة

[6] رواه البخاري

[7] الأحزاب /59-61

[8] صحيح ابن حبان والمستدرك على الصحيحين والترمذي وغيرهم

[9] البقرة /143

[10] صحيح البخاري وصحيح ابن حبان  والوسط يعني انهم عدول تقبل شهادتهم ، وفسر البعض وسطا : بالفضل ، فالأمة المحمدية هي الأمة الفضلى .

[11] آل عمران / 110

[12] متفق عليه

[13] الحشر/10

[14] النجم/3،4

[15] النور /47،48

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب