شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

الغزو الثقافي بالأقمار الصناعية وبهذه الوسائل بالغة  التطور امر  تصعب مقاومته ، لأن له القدرة على اختراق الحدود الإقليمية وجدران المنازل لممارسة تأثيره على الأدمغة والضمائر ولصياغتها من جديد على هوى صاحب  الرسالة المبثوثة في الهواء ، واذا كان اختراق الجيوش للحدود يعتبر عدوانا يجد من يقاومه فان اختراق الوسائل الاعلامية لهذه الحدود ذاتها لايعتبر حتى الآن عدوانا.

 أقمار الفضاء غزو جديد

د. رضا عبيد .. رجل يستحق التكريم 

محمد عبده يماني

ان استاذنا الشيخ الدكتور رضا محمد سعيد عبيد رجل تميز بالخلق الكريم الطيب ، وبنبل النفس ، ومكارم الأخلاق  ، والقدرة على التعامل مع الناس بأدب جم ، وروح سامية ، وهو رمز من رموز الخير والبر والتقوى ، ومن رجالات البلد العاملين الصادقين الذين يعملون في صمت وصبر وصدق وايمان واحتساب عند الله عز وجل ، وهو اول من حمل راية الدكتوراه في العلوم الكيميائية في المملكة من جامعة انجليزية عريقة ، ولما عاد الى المملكة كان من أوائل الاساتذة الذين تولوا مسؤولية العلم والتعليم في جامعة الملك سعود رحمه الله وهو يحمل المؤهل العلمي للتدريس فيها ، ثم كان العميد الأول السعودي لكلية العلوم وقد تحمل تلك  المسؤولية الثقيلة بجدارة وأمانة واقتدار لبناء جامعة الملك سعود في البدايات الأولى مع رجال كانوا هم الرواد في مسيرة هذه الجامعة . 

       وقد أحب استاذنا الشيخ رضا سعيد عبيد جامعة الملك سعود ، واخلص لها وابدع في ادارته في الجانب العلمي بها ، وكان يحرص على الاتصال بمؤسسات الدولة في الرياض ، ويوثق العلاقات معها مما ساهم في دفع عجلة الجامعة ، واذكر انه كان يبعثنا في البدايات الأولى لنستعير بعض الأجهزة والميكروسكوبات من الكلية الحربية بالرياض للاستفادة منها ، ولم تكن الجامعة قد اشترت مثل هذه الأجهزة ، وكان يبعثنا بعد ان تخرجنا لنقوم بالتدريس في كلية الضباط العظام ، وكان يفتح كلية العلوم ومدرج عزام ، وهو أول مدرج للجامعة وقد سمي باسم الدكتور عبد الوهاب عزام رحمه الله ، فتم فتحه للمحاضرات العامة لجميع اهل العلم والفكر وعشاق الأدب والثقافة في مدينة الرياض . 

وكان من حسن حظ استاذنا الدكتور رضا عبيد ان عمل تحت رئاسة رجل مخلص وفاضل ومرن وهو الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله الذي كان أمة بذاته ، وينبوع خير  وعمل صالح بأخلاقه ، ثم عمل مع استاذنا الدكتور عبد العزيز الخويطر حفظه الله وأطال في عمره الذي ساهم بجهده وعقله ونبله في دعم مسيرة الجامعة ، ومع الاستاذ عبد الله العلي النعيم الذي جاهد في توثيق صلة  الجامعة بأجهزة المجتمع ، وكان له وجاهة وقبول عند الناس فأسهم في تيسير امور الجامعة ، ثم مع الدكتور عبد الله الوهيبي رحمه الله المثقف الذي عشق العلم وساهم في تأسيس مكتبة جامعة الملك سعود التي نفخر بها اليوم ، ويجب ان نذكر بتقدير الرجل الذي دعم مسيرة الجامعة وحمل مسؤوليتها بعد وفاة الدكتور عبد الوهاب عزام رحمه الله وهو معالي الاستاذ ناصر المنقور وهو الذي ثبت اركان الجامعة عقب وفاة الدكتور عبد الوهاب عزام كما استفاد من دعم وزير المعارف يومها سمو الأمير فهد بن عبد العزيز وجلالة الملك فيصل رحمهم الله جميعا. 

       ثم شاء الله ان يتحمل استاذنا الدكتور رضا عبيد مسؤولية مسيرة جامعة اخرى هي جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، فشمر عن ساعده وادارها بحكمة ووعي ومسؤولية ، وحقق تلك الأهداف النبيلة والنجاحات الكبيرة التي نرجو ان يجد جزاءها عند الله الذي لايضيع اجر من أحسن عملا والتي يعرفها له كل الاساتذة والعمداء في هذه الجامعة المرموقة ، بل قدر هذه الجهود كل الذين كانوا يتابعون مسيرة الجامعة وتطورها. 

وفي السنوات الأخيرة التي شهدت تأسيس مجلس الشورى العتيد رغب ولي الأمر في الاستفادة منه في هذا المجلس لما عرف عنه من نزاهة وبعد نظر ورأي صائب في خدمة نهضة هذه الأمة ، وبعد ان ترك مجلس الشورى واصل عطاءه وهو اشد رغبة واكثر حرصا على العمل الصالح البناء ، وقد اخذ يشارك في مجالات  المجتمع المختلفة الثقافية والاجتماعية ، يفرح الناس به ، ويفسحون الطريق امامه تقديرا واعتزازا بنبله وخلقه وسمو منزلته ، وأخيرا وليس آخر  رأى الاخوة في مؤسسة اليمامة أن يولوه رئاسة مجلس ادارة هذه المؤسسة العريقة  بعد ان كان من المؤسسين لها مع مجموعة من الرجال المخلصين في مراحلها الأولى ، وهكذا استمر يواصل المشوار ، تحوطه عناية الله وتحرسه الأخلاق الطيبة ، وحسن التعامل ةاخلاص النية لله عز وجل . 

لقد عاش الدكتور رضا عبيد حياته الخصبة مع ثلة كريمة من الملوك والرؤساء والزعماء وفي مقدمتهم الملك سعود رحمه الله فقد زار الدكتور رضا عبيد الملك سعود في قصره في الناصرية وقدم له  وفدا ايرانيا والناصرية يومها لايدخلها الا كبار الضيوف من الملوك والرؤساء والوزراء والراسخون في الوجاهة من المواطنين ، ثم عاش مقربا من الملك فيصل رحمه الله ، ثم الملك خالد ، وقد رأيت بنفسي كيف كان يحييه ويحبه ويحترمه ، ثم الملك فهد الذي كان يذكر له فضله وجهوده في جامعة الملك سعود حين كان يلقاه عندما كان سموه وزيرا للمعارف . 

واحسب ان اساس نجاح استاذنا الدكتور رضا عبيد وما يتمتع به من سمعة عطرة ووجاهة وقبول واحترام عند الناس انه يتمتع بقلب سليم فهو لايحقد على أحد ولايحسد أحدا ، وكانت يده نظيفة لم تمتد الى حرام ، فكسب بذلك احترام كل الذين عمل معهم او عملوا معه ، وأخيرا لابد ان نشير الى ان الله قد اكرمه بأمرأة صالحة ساهمت في مسيرته فكانت خير عون له وهي ابنة رجل من اساتذتنا الكرام ومن المجاهدين في سبيل الله الدكتور مجدي الشوا تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه ، فهي بالنسبة له نعم الزوجة والرفيقة والمعينة . 

هذه بعض صفات استاذنا الدكتور رضا عبيد ، وبعض اعماله وانجازاته ، أنه  المعلم والعالم والانسان الذي قدم كل هذه الأعمال  لايريد جزاءا ولا شكورا ، ولم يطلب وساما ولا تقديرا ، وكل الذين يعرفونه يشهدون له بهذه الصفات النبيلة الأعمال الصالحة وهو بحق علامة مشرفة من علامات هذا البلد وهذه الأمة ، وهو رائد من رواد نهضتنا المباركة وقدوة حسنة ونموذج للانسان الذي يبذل كل ما يستطيع في خدمة امته ودولته ، وهو في نظري اهل لأن نقدم له ارفع وسام لدينا تقديرا لهذا المشوار المبارك . 

وفي الختام لا املك الا ان اقول : اللهم قد بلغت .. اللهم اني اشهد انه رجل عظيم ، قد عمل صالحا ، وبنى بناءا حسنا ، فجزاه الله خيرا  وسبحان الله القائل :  { وما تقدموا من خير تجدونه عند الله هو خيرا واعظم اجرا  } 

       والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل ،، 

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب