شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية |
|
|
|
|
زرت الصين ، وفرحت بلقاء المسلمين من اهل الصين الذين حافظوا على دينهم قرونا عديدة وتعرضوا لألوان الإضطهاد بسبب اسلامهم ومن يتجول في الصين يدرك كيف صبروا وصابروا وحافظوا على دينهم وجاهدوا في سبيل ابقاء جذوة الاسلام حية تنير لهم الطريق وحملوا الأمانة وتناقلوها جيلا بعد جيل وكل هدفهم اعلاء كلمة الله.   قادم من بكين والإسلام بخير
|
الدفاع المدني مسؤولية مشتركة
محمد عبده يماني
الدفاع المدني مسؤولية عظيمة يجب أن لاينحصر اداؤها على أجهزة الدولة المعنية، بل لا بد أن تتضافر جهود المجتمع ككل وذلك لأن هذا العمل مسئولية وطنية مشتركة وهو واجب على كل قادر من أبناء الوطن عند وقوع أي حادث أو حريق لا قدر الله لنعمل جميعا بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). ومواجهة الكوارث الطبيعية أمر يحض عليه الدين الإسلامي الحنيف، ويعده فرضاً على كل مسلم تجاه أخيه الذي يتعرض لهذه الكوارث، لما فيه من إنقاذ النفوس البريئة من الهلاك والموت، وإنقاذ الأموال والممتلكات من الضياع والخراب والدمار، وقد جاء الأمر في القرآن الكريم بالتعاون على الخير، والحث على إنقاذ النفس البشرية إذا تعرضت للخطر، قال تعالى: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..). وقد حض ديننا الإسلامي على تقديم الاغاثة العاجلة والمساعدة الفورية في الظروف العصيبة لكل من يتعرض هو أو ماله أو أهله أو ممتلكاته للخطر، وتوعد الذين يتقاعسون عن ذلك بالعذاب الشديد أو بمنع المعونة عن المحتاجين والمضطرين فالمعونة يحتاجها الجار والقريب وكل مواطن عند حصول الكوارث الطبيعية أو الظروف القاهرة. كما حث الإسلام على التعاون في مواجهة الظروف الصعبة واقتحام الأزمات بإطعام الجائعين، وإغاثة الملهوفين : (أو إطعام في يوم ذي مسغبة. يتيماً ذا مقربة. أو مسكيناً ذا متربة)، ويوم المسغبة هو الأيام التي تحل فيها الكوارث العامة حتى يجوع أكثر الناس، فيجب على القادرين عند حلول الكوارث أن يبذلوا كل مايملكونه لتخفيف الجوع عن الجائعين، والفزع عن الفزعين حتى لو كانوا غير مسلمين، فقد قال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) ، لأن الإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة تكريم تتجاوز حدود الموطن والدين والقرابة والرحم، من منطلق قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم …). ويعد الإسلام المسلم أخاً للمسلم، ويرتب له حقوقاً واجبة عليه تجاه أخيه لا يجوز إهمالها أو التقصير فيها، وبخاصة في الظروف العصيبة، فيقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله.. ولا يسلمه. وكان من ثمار التربية الإسلامية أن التعاون يقوم بين أفراد المجتمع في أعلى درجات التآزر والتناصر والتعاضد في الظروف العادية، وفي الأحوال الطارئة. فقد كان الناس لا يعرفون فرق الدفاع المدني في إطفاء الحريق، ومواجهة أخطار السيول، وأخطار الزلازل، وحوادث السير التي تقوم بها في كل دولة فرق متخصصة لمواجهة هذه الطوارئ، فكان كل مواطن يعد نفسه متطوعاً في الدفاع عن مجتمعه في مواجهة الطوارئ، فإذا نشب حريق هب كل الجيران لإطفائه ومساعدة أهله بكل ما يستطيع ويجلب كل فرد من أفراد المجتمع ما يستطيع من الأدوات المساعدة في ذلك ولا ينتظرون سيارات الإطفاء لتقوم بالمهمة، بل يحضرون الماء ويحاصرون الحريق، ويقتحمون النار، ويتعرضون لأفدح الأخطار في سبيل إنقاذ كل ما يستطيعون إنقاذه من الأنفس والأموال والأملاك والأشجار لا يريدون جزاءا ولا شكورا، بل يقومون بذلك إمتثالا لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وخدمة لهذا الوطن وتعاونا على الخير، وكذلك الحال عند حدوث السيول والزلازل. وبلغت سماحة الشرع وحرصه على إنقاذ الأنفس والأموال في حالات الكوارث الطبيعية، أن يقدمها على الفرائض من الصلاة والصيام لإنقاذ إمرأة أو شيخ أو طفل من الحرق أو الغرق أو الإنهيارات. فقد أذن الشرع للصائم في مثل هذه الأحوال أن يفطر في سبيل إنقاذ النفس الإنسانية من الحرق أو الهدم أو الغرق، ويبيح للمصلي أن يقطع صلاته لانقاذ طفل يوشك أن يقع من سطح، أو يغرق في ماء، أو تأتي عليه نار، فاذا فعل عاد إلى صلاته فأقامها، ويكون عمله في الإنقاذ مقدما على الصلاة، ويوجب على من يسير إلى الحج أن يوقف سيره، ويسخر نفسه وماله في إنقاذ من تعرضت أرواحهم وأموالهم للخطر، ولو كلفه ذلك ان ينفق ماله ويرجع دون حج، فإن إنقاذ النفس من الهلاك مقدم على فريضة الحج. كان الناس فيما مضى يبدون ضروباً عجيبة من التضحية والأريحية والشهامة في المواقف الحرجة، فينصبون أنفسهم سلالم يصعد عليها المنقذون إلى الأسطح أو الطوابق العليا لإنقاذ الذين تحاصرهم النار، أو الذين تهددهم السيول، أو الذين تعرضت بيوتهم للسقوط وأصبحوا تحت الأنقاض، وربما عرض المنقذ نفسه للخطر، وذهب ضحية عمل من هذه الأعمال، فكم مات أناس حرقاً و غرقاً أو هدماً وهم يقومون بإنقاذ الذين تعرضت أرواحهم للخطر، وكان الرجل في هذه الظروف الصعبة يتصرف وكأنه أخ للمصاب وأب للطفل والطفلة، وأخ للزوجة والفتاة، يفديهم بنفسه، ويغض طرفه عن المرأة إذا ما اضطرت إلى الخروج على حين غرة بلباس النوم، أو بملابس البيت أو مكشوفة الرأس أو حاسرة الصدر والذراعين، فلا أحد يفكر في إستغلال هذه الأوضاع لإشباع نظرة، بل شعار الجميع ما قال الشاعر:. وأغض طرفي إن بدت لي جارية حتى يواري جارتي مأواها وهذا ما كاد يغيب عن أخلاق الناس في هذه الأيام، فنرى كثيراً من الناس يقفون موقف المتفرج وينتظرون وصول فرق الدفاع المدني لمباشرة عملهم، ويستغل بعض الناس مثل هذه الظروف لممارسة أعمال شريرة كسرقة بعض الحاجات، أو السطو على بعض الأشياء الثمينة في خضم إنشغال الناس وذهولهم بدل أن يضع نفسه لحراسة هذه الأشياء والمحافظة عليها وكأنه صاحبها. وقد يستغل بعض من لا مروءة له ذلك في النظر إلى النساء المكشّفات المذعورات مستهزئا بمشاعر الناس.. وهذا مخالف لشرع الله عز وجل ثم لكل صفات النبل والشرف والغيرة التي كانت سائدة في الأجيال الماضية. ونحن بأشد الحاجة أن نرى أبناء مجتمعنا على هذه الأخلاق الكريمة، والعودة بهم إلى الأخلاق التي كانت سائدة بين الناس، من التعاون والتناصح والتآزر في الظروف الطارئة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً أعلى في الذود عن أمن المجتمع والسهر على راحته، فقد حدث أن سمع في المدينة المنورة صوت يدعو إلى الريبة فخاف الناس وخرجوا نحو الصوت، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم على فرس الزبير وبيده السيف عائداً من جهة الصوت وهو يقول للناس: لن تراعوا لن تراعوا، فكان بذلك أشجع الناس وأسرع الناس في ساعة الخطر. ومن الأعمال التي تدخل في الدفاع المدني تقديم المساعدة لمن يتعرضون لحوادث السير سواء من تصدمهم السيارات، أو الذين يتعرضون للحوادث وهم داخل سياراتهم سواء من السائقين أو الركاب. فهؤلاء يكونون بأشد الحاجة إلى تقديم الإسعافات الأولية ممن يستطيعها، أو نقلهم إلى مركز الإسعاف لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، فإن بعض هؤلاء يتعرضون للموت نتيجة لتأخر وصول سيارات الإسعاف، أو يكونون في أماكن بعيدة عن مراكز الإسعاف، وقد يبقى أحدهم في مكانه لا يتقدم لمساعدته أحد حتى يلفظ أنفاسه، وكثيراً ما نرى الناس يحجمون عن تقديم المساعدة أو نقل المصاب خشية أن يتعرض المسعف أو الناقل للمساءلة والإتهام بالتسبب في وقوع الحادث. وهذا ما يوجب على الأجهزة المتخصصة درجة عالية من الوعي وحسن التصرف في مثل هذه الظروف حتى يتسنى معرفة الجاني الحقيقي، وتثبت براءة البرىء. كما لا بد من الإشارة إلى الدور الكبير والمسئولية العظمى التي تقع على عاتق أجهزة الدفاع المدني بأنواعها ودورها المهم في نشر الوعي الإغاثي والوقائي بين المواطنين، وذلك من خلال الندوات المتخصصة والنشرات الدعائية والإعلانات التي تقوم بدور كبير في زيادة شعور المواطنين بمسؤولياتهم في الظروف الحرجة، وتسخير أجهزة الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون لتوضيح الطرق المثلى المطلوب سلوكها لتجنب الكوارث ومواجهتها ومن المهم أن تحرص إدارة الدفاع المدني على زيادة جرعات التوعية لدى منسوبيها بين فترة وأخرى لتقديم أفضل الخدمات الإغاثية للمحتاجين بأقصى درجات السرعة وبأعلى درجات الكفاءة. هكذا نرى أن الدفاع المدني لا تنحصر مسؤوليته في الأجهزة المختصة، بل هو واجب وطني يشترك في أدائه كل مواطن صالح غيور على وطنه وأبناء بلاده، وتقع مسؤوليته على كل قادر على المساهمة بسهم نجدة وإغاثة عند وقوع الكوارث الطبيعية ليخفف عن إخوانه المواطنين ما حل بهم من نكبات وما يستطيع إنقاذه من أموال وأنفس وثمرات، ولا شك أننا نحمد الله على ما وفق إليه من تطور في الخدمات والإمكانات التي أصبحت تضاهي الإمكانات العالمية والحمد لله. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل،،
|
|