شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

بأبي انت وأمي يارسول الله ، ياسيدي يارسول الله ، يا سيد ولد آدم ، يا صفوة الله من خلقه ، وواسطة العقد من رسله ، يا اكرم الأكرمين على الله ، وارفع المعظمين منزلة عند الله ، لقد شرح الله له صدرك ، ووضع عنك وزرك ، ورفع لك ذكرم ، وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما

 بأبي انت وأمي يارسول الله

موسم ثقافي تعيس

 13/06/2012 الأربعاء

صحيفة المدينة / أ يوسف حسن العارف

قول موسمًا تعيسًا لأن نادي جدة الأدبي الذي تمخضت انتخاباته الثقافية عن ركود وغياب الفعل الثقافي الأخاذ ودخل في مجال ثقافة إثبات الوجود عبر الصحافة.. والتصريحات... والشراكات وانعقاد الجمعية العمومية الذي لم يتم!! أقول موسمًا تعيسًا لأن اثنينية عبدالمقصود خوجة غابت هذا العام بسبب ندريه ولا ندريه ولكن الأغلب الأعم أن صاحبها ومؤسسها وراعيها ألزمه سرير المرض في أغلب أيام الموسم!! شفاه الله ورعاه.وأقول موسمًا تعيسًا لأن الاثنينية فقدت في العام المنصرم قيادات ثقافية فاعلة في مسيرة الاثنينية: المفكر الإسلامي محمد عبده يماني رحمه الله، حسين عاتق الغريبي رحمه الله، إباء عبدالمقصود خوجة رحمه الله.لا شك أن هذه الهزات أثرت على قلب وكيان صاحب الاثنينية فقاوم الهم طوال موسم كامل لكن المرض أعياه مع بداية هذا العام فتوقفت الاثنينية وجاء عام الحزن أو الموسم التعيس!! ورغم ذلك فقد احتفت جدة وثقافتها بالصالون الأسبوعي الجديد الذي دشنه ويشرف عليه الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي سابقًا والذي جعل منه منتدى فكريًا ثقافيًا يضيف إلى جدة بعدًا ثقافيا جديدًا قدم فيه كثيرًا من القامات المعرفية ابتداءَ بمعالي الدكتور عبدالله نصيف في ذكرياته العملية والحياتية، وسعادة الدكتور عزت خطاب، والأديب الجدي أحمد باديب، والشيخ محمد الدحيم في التجديد الثقافي، والدكتور عبدالله عسيلان ورحلته مع التراث، والدكتور عطية مبروك في أحلامه اليسيرة، والدكتور سعيد الأفندي عن كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، ثم ختم الموسم بالدكتور الآثاري أحمد الزيلعي وموسوعة جدة، ومع ذلك يظل فقدنا للاثنينية فقدًا غير معوض، نسأل الله ألا يزيدنا حرمانًا في المواسم القادمة.دعوني هنا أستحضر هذه الاثنينية الداعمة للثقافة والفكر ليس في جدة فحسب ولكن في عالمنا العربي والإسلامي فبين يدي الآن آخر منجزات الاثنينية للموسم الثقافي المنصرم وهو كتاب الاثنينية للموسم 1431هـ/2010م، الجزء السابع والعشرين في مجلدين فاخرين بضمان جميع أمسيات التكريم التي شملت واحدًا وعشرين علمًا فكريًا وثقافيًا من الجنسين الذكوري والنسوي. يأتي من ضمنهم – على سبيل المثال لا الحصر - عالم الاستشراق الروسي السفير فينيامين بوبوف والروائية الكويتية ليلي العثمان، وسمو الأمير سلطان بن سلمان، والعالمة الطبيية الدكتورة خولة الكريع، والشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي، والروائي السعودي عبده خال والأستاذة فريال بيت المال السعودية أصلًا ومنشأ الأميريكية جنسيه وإقامة وعملا... الخ القائمة الثقافية.إن المتصفح لهذين السفرين، وسير الأعلام المكرمين في هذا الموسم وما دار من حوار معرفي وثقافي مع جمهور الاثنينية، وما قدم من طروحات وكلمات ومداخلات، ليجد كمًا كبيرًا من العلم والمعرفة المتجددة التي وثقتها هذه المجلدات وحفظتها للأجيال القادمة وهذا أبرز ما يميز الاثنينية عن غيرها من الصالونات الثقافية. كما أسهم هذا الموسم الثقافي في إنجاز الأعمال الكاملة للأديب الحجازي الكبير حمزة شحاته في ثلاثة مجلدات فاخرة، وهذا قمة الوفاء من صاحب الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة حيث عود رواد الاثنينية في كل موسم برعاية كريمه لجيل الرواد الذين وضعوا اللبنات الأولى لثقافتنا السعودية احتفاء بهم ونشرًا لآدابهم وفكرهم ومشاريعهم الثقافية التي نفذت طباعتها أو التي لم تطبع أصلًا. ومن أولئك الكوكبة يجئ الدور على حمزة شحاته.لقد غابت كتب هذا الأديب الكبير، وطواها النسيان حتى جاءت الاثنينية لتحي هذا الإنتاج المطبوع منه والمخطوط والمحفوظ لدى كثير من أصدقائه ومحبيه، فكان المجلد الأول عن شعر حمزة شحاته ما نشر منه في دواوين معروفه أو القصائد الجديدة التي لم تنشر، أما المجلدان الثاني والثالث فقد خصصا للنثر الأدبي بدءَ من محاضرته الشهيرة «الرجولة عماد الخلق الفاضل» وكتابه الرائد «رفات عقل» ورسائله إلى ابنته شيرين، ورسائله إلى صديقه محمد عمر توفيق المسماة (أحلام الخالدين) وصديقه عبدالسلام الساسي ومقدمة رائعة وجميلة لكتاب شعراء الحجاز في العصر الحديث. إن هذا الجهد الذي قامت به الاثنينية لجمع نتاج حمزة شحاته استغرق عشر سنوات من البحث والتقصي والمتابعة الجادة من صاحب الاثنينية حتى خرج هذا السفر الثقافي في أحلى حلة وأبهج إخراج وسيكون قلادة أنيقة من قلائد الاثنينية التي نسعد بها. وندعو القراء إلى الاستفادة منها والتواصل الثقافي من خلالها.وبعد.. فإن هذا الجمال الذي أتحفنا به الوجيه عبدالمقصود خوجة شافاه الله وعافاه في نهاية الموسم الثقافي 431هـ/ 2011، جعلنا نعيش مع فضاءاته المعرفية طوال هذا الموسم البائس/ التعيس الذي افتقدنا فيه مساء الاثنين البهيج كل أسبوع عندما تتوجه رواحلنا نحو شارع صاري ودارة الاثنينية لتلتقي بالعلم والفكر والمعرفة والابتسامة الحجازية الصادقة والترحيب الأخوي الكريم والعتاب الأبوي الرقيق من شيخنا وأديبنا صاحب الاثنينية عبدالمقصود خوجة حفظه الله وعافاه.وأخيرًا أقول: إن غياب الاثنينية طوال هذا الموسم الثقافي المنصرم جعلنا نشعر بالفقد الثقافي، الفقد الذي آلمنا بقدر ما أدركنا قيمة الثقافة والفكر الذي تصنعها الاثنينية في روادها ومحبيها والمتعاملين معها، سائلين المولى أن تعود (الاثنينية) ويعود وهجها الثقافي لتظل جدة بابًا مشرعًا على منبر ثقافي فاعل وجميل!!

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب