شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية |
|
|
|
|
إنني اتطلع ان يكون شراء التكنولوجيا مجرد مرحلة في مسيرتنا الحضارية وان نتطلع بثقة ويقين الى يوم نصنع نحن فيه التكنولوجيا الملائمة لنا والخاصة بنا   المسلمون والتطور في علوم الفضاء
|
بئر زمز
محمد عبده يماني
مجرى الحديث هذا الأسبوع حول موضوع بئر زمزم، هذا البئر الذي أراد الله عز وجل أن يفجره بمعجزة من المعجزات في هذه البقعة من مكة المكرمة، بجوار بيت الله، وإكراما لسيدنا اسماعيل وهو مايزال طفلا، وأمه الكريمة سيدتنا هاجر، وكيف كانت هذه الإنسانة على ثقة عظيمة في الله عز وجل عندما سألت سيدنا ابراهيم عندما وضعها في واد غير ذي زرع مع طفلها وقربة ماء:يا ابراهيم.. االله أمرك بهذا!!قال.. نعم قالت.. إذا لا يضيعنا فشاءت إرادة الله جبر خاطر هذه الإنسانة الملهوفة على إبنها، فتفجر الماء في هذه البقعة بعد أن أخذت تهرول بين الصفا والمروة تستغيث وترجو الله العون لإنقاذ طفلها من العطش، وعندما تفجر الماء أخذت تضمه من الفرحة وتقول:" زُوم.. زُوم " أو" زُمِّي.. زُمِّي" ومناسبة هذا الحديث أنه حصل انقطاع فجائي لماء البئر بعد وفاة الملك خالد رحمه الله، وعندما بلغ الأمر الملك فهد تأثر، وأمر بسرعة معرفة الحقيقة، وأرسل معالي السيد أحمد عبد الوهاب ـ وكان رئيسا للمراسم الملكية ومن المقربين إليه ـ والمهندس سالم بن محمد بن لادن رحمه الله لمعرفة حقيقة ما جرى، وقد أسرعا فعلا والتقيا عند باب الحرم، وهرعا إلى موقع زمزم، وكانت هناك وسيلة واحدة للنزول للبئر وهي سلالم من الحبال، وهبطا إلى داخل البئر، ووجدا أن الماء قد انقطع من البئر إلا قطرات يسيرة، ولاحظا أن قاع البئر هو صخرة ضخمة على شكل وعاء أصم يهبط إليه الماء من عدة جوانب، ومما هو جدير بالذكر أن كل الذين كتبوا عن مصدر ماء زمزم أجمعوا على أنه من أعالي مكة ومن ناحية وادي إبراهيم ويدخل إلى الحرم ويكون من ناحية الكعبة ثم يصب في بئر زمزم. وأسرع السيد أحمد عبد الوهاب والمهندس سالم محمد بن لادن ورفعا التقرير إلى الملك فهد بمشاهدتهما، فأمر الملك وزير البترول في ذلك الوقت معالي الشيخ أحمد زكي يماني بإرسال جيولوجيين لمعرفة أسباب إنقطاع الماء، وفعلا ذهبت مجموعة من المختصين يرأسهم الأستاذ غازي سلطان وكان يومها مديرا عاما للثروة المعدنية ومعه الأستاذ محمد أسعد توفيق والأستاذ جميل طيب، فعرفوا حقيقة المشكلة، التي كان سببها نفق بدأت شركة تركية بحفره خارج الحرم، وقامت بتكسير الصخور حول الحرم من ناحية الصفا وجبل" أبوقبيس" وما بينهما، فتسرب من هناك ماء زمزم الذي كان يندفع إلى البئر، وأربك الشركة التركية ومنعها من العمل، فقامت بقفل مصادر الماء ، وهذا هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى توقف ماء زمزم. بعد أن قدمت المجموعة الجيولوجية ومجموعة شركة بن لادن تقاريرهما وضعت الخطة، وتم إصلاح الخلل وتدفق ماء زمزم مرة أخرى، وفرح الجميع بذلك وفي مقدمتهم أهل مكة والحجاج، وفرح الملك فهد رحمه الله بمعالجة الموضوع وإذا ما نظرنا إلى معلومات إحصائية عن البئر نجد أنها تبعد:" 21م من الكعبة المشرفة وأفادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 إلى 18.5لترا من الماء في الثانية.ويبلغ عمق البئر 30 مترا على جزئين، الجزء الأول مبني عمقه 12.80 مترا عن فتحة البـئر، والثاني جزء محفور في صخر الجبل وطوله 17.20 متر. ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالي أربعة أمتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 مترا ومن العيون إلى قعر البئر 17 مترا". ويقول المهندس يحي كوشك وهو يحمل شهادة الدكتوراه في هندسة البيئة من جامعة واشنطن الأمريكية العام 1971م إن مصادر مياه بئر زمزم وفق التحديد الذي قام به مع الفريق العلمي الذي رأسه عام 1400 هـ ونشر نتائجه في كتابه (زمزم) بقوله: "المصدر الرئيسي فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة وطولها 45 سم، وارتفاعها 30 سم، ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه.والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المكبرية (مبنى مخصص لرفع الأذان والإقامة مطل على الطواف)، وبطول 70 سم، ومقسومة من الداخل إلى فتحتين، وارتفاعها 30 سم. وهناك فتحات صغيرة بين أحجار البناء في البئر تخرج منها المياه، خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين وقدرها متر واحد. كما توجد 21 فتحة أخرى تبدأ من جوار الفتحة الأساسية الأولى، وباتجاه جبل أبو قبيس من الصفا و الأخرى من إتجاه المروة. وختاما فالحمد لله الذي أكرمنا بهذا البيت العتيق في هذا البلد الطيب الطاهر، وبهذا البئر الذي نشرب منه زمزم ونحمد الله ونعتز بأننا من جيران بيته ومن الطائفين واللهم اجعلنا وضيوف بيتك من العاكفين مع الركع والسجود، ومعذرة للقراء الكرام فهذا هي الحلقة الأخيرة من زاوية نائب الحرم، وسامحونا إن أثقلنا عليكم ببعض الذكريات والمذكرات. مع عاطر التحيات ،،
|
|