شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية |
|
|
|
|
كيف يمكن ان يعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب الله تعالى يقول له : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }   لماذا لم يعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم
|
دما دخل الرسول إلى المدينة مهاجرا صلى الله عليه وسلم 2
محمد عبده يماني
ولا شك أن العامل الآخر هو إن المدينة المنورة قد بدأت تستقبل الإسلام ودخل في دين الله عدد من أهل المدينة وكان هذا الأمر مهما شجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على التوجه إلى المدينة المنورة أضف إلى ذلك أنه في ذلك الوقت كان لها دور أساسي بإعتبارها مركزا حضاريا من الناحية التجارية ومن الناحية الزراعية، وكانت مدينة تعج بالحركة والنشاط بالإضافة لكونها ملتقى القوافل التي كانت تمر من الشام إلى اليمن ومن اليمن إلى الشام وهذا أيضا جعلها مؤهلة أن تلعب دوراً أساسيا بالنسبة لإنتشار الدعوة الإسلامية. ومن العوامل الأخرى المهمة ما اتسم به أهل المدينة من مروءة ومن رجولة حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولته المشهورة: "لولا الهجرة لكنت إمرءاً من الأنصار".ولا شك أن من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المدينة أن دعا لها وحرم ما بين لأبتيها. عندما قال صلى الله عليه وسلم:
ا- "اللهم أن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة (متفق عليه من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه). 2- "المدينه حرم ما بين عير إلى ثور" (متفق عليه من حديث علي رضي الله عنه). 3- "إن إبراهيم حرم مكة وإني حرمت المدينة وما بين لأبتيها" رواه مسلم من حديث حاصر رضي الله عنه). 4- "اللهم اني احرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة" (متفق عليه. من حديث أنس رضي الله عنه). 5- اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرما وإني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها" (رواه مسلم. من حديث أبي سعيد رضي الله عنه). إلى غير ذلك من النصوص. ودعا صلى الله عليه وسلم للمدينة: "بمثلي أو بضعفي ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة، وأن يكون فيها من البركة ضعف ما بمكة أيضا من البركة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الناس اذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاذا اخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لنا في ثمرنا" (الحديث) وفي آخره: "اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وانه دعاك لمكة وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثلة معه (اللفظ لمسلم). ومن حبه صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة أنه أضافها إلى نفسه فسميت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والمدينة النبوية ومدينة المصطفى بعد كان إسمها في الجاهلية يثرب. وهكذا دخلت التاريخ من أوسع أبوابه.
ومن ينظر في قصة الهجرة وترتيباتها يحس بإبعاد ذلك التخطيط الدقيقالذي سبقه التوكل والعزيمة والإمتثال لأمر الله عز وجل ثم تلاه الأخذ بالأسباب، فهذا أبو بكر الصديق يتشوق للهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى التريث حتى جاءت اللحظات الحاسمة التي أدرك فيها أبو بكر الصديق أن الوقت قد حان وأن الصحبة حاصلة وأن الهجرة قد أذن بها الله عز وجل. "وجاء اليوم المشهود، وجاء صلى الله عليه وسلم إلى دار أبي بكر فيوقت لم يكن من المألوف أن يزورهم فيه، فقد كان يلم بدارهم كل يوم صباحا أو في العشى، ولكنه لم يكن يزورهم أبدا في الهاجرة، واشتداد الحر في مكة كما حدث في ذلك اليوم، فقال الصديق رضي الله عنه: ما جاء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمر عظيم، وربما توقع كنه هذا الأمر وأنه الساعة التي كان ينتظرها. لقد أخبره عليه الصلاة والسلام أنه أذن له في الهجرة، وعليه أن يعد العدة ويستعد للخروج معه رفيقا مؤنسا معينا في هذه الرحلة الخالدة بخلود كتاب الله المجيد، فبكى أبو بكر من شدة الفرح، ومنذ الساعة تزايد إحساسه بالمسئولية عن سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن نجاح هذه الرحلة الميمونة، أستأجر دليلا خبيرا ماهراً مؤتمنا، من بني عبد بن عدى، تسلم الراحلتين يعتني بهما ويعلفهما حتى تأتي الساعة الموعودة، ثم رتب مع عامر بن فهيرة مولاه أن يرقبهما حتى إذا إستقرا في الغار ويروح عليهما بمنيحة أبي بكر كل يوم ليشربا لبنها ولتختفي آثار أقدامهما تحت أرجل الغنم، وكلف إبنه عبد الله أن يأتيهما كل ليلة- حين تهدأ الرجل – محاذرا - ليخبرهما بما سمع من حديث المشركين وظنونهم وتدبيرهم، وكلف أسماء بنت أبي بكر أن تعد سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سيحملانه في هذه الرحلة من زاد وماء. وصل الركب الشريف إلى غار ثور، ووجدا فيه مكانا صالحا للإختفاءفترة من الزمن حتى يهدأ الطلب، فأسرع الرائد الأمين يتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتاد المكان يتفحصه ويؤمنه حتى يطمئن إلى خلوه من عدو أو خطر، ودخل الغار يصلح من شأنه قدر طاقته حتى يكون صالحا لإقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشق رداءه قطعا يسد بها شقوق الغار خشية أن يكون بأحدها حية أو هامة من هوام الأرض تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أن حل الرسول الكريم بالغار حتى أسرعت الحمامة تصلح عشها وتبيض على بابه، وجاءت عنكبوت فنسجت نسيجها الواهي تسد به مدخل الغار.
ما لبث الفتية من قريش الذين يتربصون برسول الله صلى الله عليه وسلم أمام داره فغشيتهم الغاشية، فلم يحسوا به يتسلل من بين أيديهم، ما لبثوا أن علموا بخروجه، فأصابهم ما يشبه الجنون، وانطلقوا يبحثون عنه في كل إتجاه ويبذلون الوعود بالمكافأة السخية لمن يدلهم على محمد أو يأتيهم بأخباره وصاحبه، وأخذوا يهددون آل أبي يكر وصغاره عسى أن يفوزوا منهم بكلمة تدلهم على مكانه فلم يصلوا إلى شيء.إنطلقوا يبحثون في كل شبر بمكة وشعابها وما حولها حتى وصلوا إلى الغار وتقدم دليلهم وهو يتوقع في ما يشبه اليقين إنه سيجدهما في هذا الغار المحفور في الصخر، لكنه فوجيء بما خيب أمله فقد وجد على باب الغار حمامة ترقد على بيض وعنكبوت نسجت فسدت مدخل الغار، فقال للقوم إنه غار لم يدخله أحد منذ شهور عدة. إرتجف قلب أبي بكر حين رآهم فوقه خوفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فأجابه: "يا أبا بكر ما ظنك بإثنين الله ثالثهما. ". وخلد القرآن هذا المشهد الرائع بقول الحق تبارك وتعالى: {ألا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها} مكثا في الغار يومين أو ثلاثا، وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بالأخبار، لقد هدأ الطلب، وجاءهما الدليل بالرواحل، وجاءت أسماء بالزاد ولما لم تجد ما تعلق به الطعام والماء في الرحل شقت نطاقها فجعلت منه حبلا ومن يومها سميت ذات النطاقين. وبدأت الرحلة في طرق وعرة بعيدة عن طرق القوافل إتقاء لمقابلة أحد من أهل مكة وتجلى أثناء الرحلة إستعداد الصديق للتضحية والفداء والحرص على سلامة الدين بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يمشي أمام الرسول ليتلقى عنه ما قد يأتي من الأمام، ثم يتذكر الطلب فيمشي خلفه، ثم يمشي عن يمينه، ثم يمشي عن يساره، وهكذا طول الطريق يمهد له الظل ليستريح، ويأتيه بالطعام والشراب لا يدخر وسعا ولا يألو جهدا في خدمته وتهيئة أسباب الراحة ما أمكنه ذلك، يخفق قلبه عند أية بادرة أو نبوة خوفا عليه صلى الله عليه وسلم وعلى مصير الإسلام والمسلمين إن حدث له شيء" .
|
|