شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمكة المكرمة

تتكفل برعاية الأيتام وإعالتهم والنهوض بمتابعة تعليمهم

عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمكة المكرمة

تتصدى للإعاقة بشمولية ومنهجية علمية وتستهدف خدمة المعوقين وتقديم الدعم النفسي لهم ولأهاليهم

رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السكر

تستهدف نشر الوعي في السعودية للسيطرة والتحكم في مرض السكر

رئيس مجلس إدارة جمعية الإيمان لرعاية مرضى السرطان

مقرها جدة وتعمل على توفير خدمات الرعاية الطبية والدعم النفسي لمرضى السرطان وأهاليهم، وتدعم برامج مكافحة السرطان والوقاية منه.

رئيس مجلس إدارة جمعية القلب السعودية

مقرها كلية الطب في جامعة الملك سعود، وهي جمعية علمية تقوم على تيسير تبادل الانتاج العلمي لإحراز التقدم في علاج القلب وجراحته

رئيس مجلس إدارة شركة دار القبلة للثقافة الإسلامية والنشر
دار دعوية تقوم على خدمة الإصدارات الإسلامية ونشرها في أنحاء العالم.

رئيس مجلس إدارة مؤسسة إقرأ الخيرية

مقرها جدة لكنها تولي اهتمامها بالمسلمين في كل العالم وحتى الجزر النائية وترسل البعثات الطبية وتقوم على إنشاء دور الأيتام والمدارس والجامعات في أفريقيا وآسيا بميزانية سنوية تبلغ 60 مليون ريال.

عضو مجلس إدارة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية

مقرها جدة لكنها عالمية التوجه، منبثقة من رابطة العالم الإسلامي قامت بأكثر من 1700 مشروع خيري في 60 دولة يستفيد منها أكثر من 40 مليون انسان حول العالم

د. محمد عبده يماني يعرف عن نفسه

لمحات من حياة معالي الدكتور محمد عبده يماني



ولد معالي الدكتور محمد عبده يماني  أيام الزمن الجميل.. الذي اتفق الكثير من ابناء جيله على انه زمن الحب المتبادل والعطاء على اطهر بقاع الأرض ارض مكة المكرمة ، عام 1940 م  هو عام ميلاده  في حارة "جياد".. بجبل السبع بنات حيث النشأة الأولى وبدايات تلمس طريق العلم تحت ضوء فوانيس الغاز والشموع على ايدي مدرسات فاضلات يعتنين بتعليم الصبية الصغار واطعامهم لوجه الله تعالى دون مقابل وهي سمة من سمات ذلك العصر ، كذلك على ايدي بعض مشايخ الحرم الشريف  ثم انتقل إلى حارة "المسفلة" ليلتحق بمدرسة الفلاح متدرجا بمراحلها المختلفة فحصل على شهادتها الثانوية عام 1959م.

بين تلك المراحل الدراسية في الفلاح وازقة مكة وحواريها على وجه الخصوص حارة المسفلة وبركة ماجد تشكلت شخصية الشاب محمد عبده يماني بين عناء الفقر وشدة الطموح وبين الرغبة في التعلم واكتشاف هذا العالم واسراره وبين خدمة ضيوف الرحمن وسقايتهم ومساعدة والده وبين تحقيق الذات بصور مختلفة من العمل الشاق طلبا للرزق والوقوف في طوابير طويلة امام البازان ليملأ زفته من الماء ليحملها على ظهره الى منزله وبيع ماكان يفيض عن حاجة اهله ليحصل على بعض النقود البسيطة فيفرح بما كان يكسبه على ضآلته الا انه كان شديد الحرص على انفاقه على احتياجاته الأساسية من الكتب ليشبع ذلك النهم الذي يملأه للتزود بمختلف المعارف والعلوم فقد كانت الكتب هي المنفذ الوحيد الذي كان يخرجه خارج حدود مدينته ، وكان لها الأثر الكبير في توسيع مداركه الفكرية وتنمية ثقافته بشكل عام وشهدت هذه الفترة بداياته اولى مع ادب الرواية ألف خلالها روايته الأولى ( على ضفاف البريمي ) ثم ( اليد السفلى ) .

من الثانوية وحراكها الأدبي ومن بدايات واعدة مع القصة انطلق ابن مكة البار لإكمال دراسته الجامعية بجامعة الملك سعود في الرياض في تخصص قاس بقسوة الحجارة لدراسة الجيولوجيا لينال البكالوريوس في علم الجيولوجيا عام 1963 ثم تعين معيدا بها وساهم بما جبل عليه من شغف بالأدب في حراكها الأدبي والثقافي واسهم باصدار اول مجلة لها باسم مجلة العلوم .

استمرت تلك الخطوات الراسخة في ترقي سلم العلم بابتعاثه الى الولايات المتحدة الأمريكية لينال درجة الماجستير عام ( 1966م)  ثم الدكتوراه عام ( 1968م ) متخصصا في مجال الجيولوجيا الاقتصادية ودبلوما عاليا في ادارة الجامعات بتوصية من استاذه المشرف الذي رأي فيه من المزايا التي تؤهله لادارة الصروح التعليمية .

بعد العودة شهد له الجميع بذلك العشق والشغف بقاعات الدراسة والتدريس بجامعة الرياض فلم تبخل عليه بجودها فترقى بعدها الى استاذ مساعد ثم استاذا، ثم وكيلا لوزارة المعارف عام ( 1972م) وقد حرص خلال فترة عمله فيها على تطوير المكتبات المدرسية بتوفير كتب تتفق مع حاجات الطلاب في مدارسهم خصوصا في المراحل الثانوية والمتوسطة وبعض الكتب التي تنمي في الأطفال حب الاطلاع والقراءة وكذلك ادخال التلفزيون التعليمي في المدارس وتدريس القرآن بصورة مبسطة للناشئة.

لم يكن معالي الدكتور محمد عبده يماني الا رجل علم تعليم فجاء تعيينه وكيلا ثم مديرا مديرا لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة 1973-1975م متفقا مع ميوله وشغفه فساهم خلال فترة عمله في الجامعة بربط الجامعة بالروافد الثقافية في المجتمع وأنشأ مجموعة من النشاطات التي ساهمت في إحياء الثقافة في الجامعة وخارج الجامعة وربطها ليس بالمنطقة الغربية ومنطقة جدة ومكة فقط ولكن بجميع أجزاء المملكة.

كان اختياره وزيرا للاعلام في عام ( 1975م ) مفاجأة كبيرة له فلم يكن يتوقع ان يرشح للاعلام ، ولم يدر بخلده قط هذا الموضوع ، فهو رجل اكاديمي وكان جل همه التركيز على  الجامعة التي كان يدرس بها ويديرها في نفس الوقت ، لذلك شعر بشيء من الارتباك والخشية من ابعاد وخطورة المنصب ، ولكن صفوة من قمم الادارة والثقافة والاعلام شدوا من ازره ووقفوا الى جانبه امثال الشيخ عبد الله بلخير ، والاستاذ جميل الحجيلان ، وابراهيم العنقري وقد اتفق الجميع ان عهده في الاعلام كان من اجمل الفترات التي مرت بالاعلام فقد حفلت بالعديد من المنجزات مثل افتتاح اذاعة القرآن الكريم واذاعة قرارات مجلس الوزراء التي اصبحت عادة متبعة ، وتطوير التلفزيون واعطاء فرصة اوسع للمثقفين للمشاركة ، وكذلك ادخال الأغاني النسائية واتاحة الفرصة للمرأة في الاذاعة بقراءة الأخبار ، واصدر قرارا باعطاء حرية اكبر لمدراء الجامعة واساتذتها باستيراد الكتب وعدم مراقبتها ، ثم الغى الرقابة على رؤساء التحرير.

من ضجة الاعلام الى سكون العمل الأكاديمي عاد محمد عبده يماني الى مقاعد الدراسة مرة اخرة بجامعة الملك عبد العزيز عام 1983 ، وكانت فرحته عظيمة عند اكتشافه ان معظم اساتذة الجامعة هم من ابنائه الطلبة الذين كان قد اولاهم عنايته .ووجد الوقت الكافي للتفرغ للخير فبارك الله له في وقته  واعانه الأخ الشيخ صالح كامل  وتضافرت جهودهما في الخير .. فشرق الرجل وغرب في كل مجالات العمل الانساني .. مسافرا الى ادغال القارات المختلفة ليواسي الأقليات المسلمة هنا وهناك بفضل الله .. ليطعم الجائع .. ويكسي العاري .. ويوصل الدواء .. ويوفد المدرسين لتعليمهم .. ويبني المساجد والمدارس وكأني به قد وجد ضالته فلزمها ولم يبرحها وقد شهدت هذه الفترة انكبابه على البحث العلمي واصداره لطائفة واسعة ومتنوعة من الكتب والابحاث بلغت 66 كتابا مع ترجماتها الى عدة لغات .

توفي معالي الدكتور محمد عبده يماني في الثامن من شهر نوفمبر عام 2010 بعد حياة حافلة بالعطاء الانساني المتميز  ملأت خلالها ارقى الصفات الانسانية جوانحه وحمل هموم امته في كل خطوة كان يخطوها مترنحا متثاقلا على عصاه لا يألو جهدا في سبيل ذلك  وافني حياته في سبيل قضاياها والدعوة الى الله  .. كان جل اهتمامه قضاء حوائج الناس متحملا في سبيل ذلك المشاق فحمله الناس على الاعناق ليدفن بجوار ام المؤمنين التي احبها .. خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وارضاها .. خرج صاحب المعالي ابن مكة البار من اسفل مكة ولكنه لم يرض في حياته ـ على تواضعه الجم ـ الا بالعلو والمعالي ودفن في اعاليها . رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وخلفه خيرا في علمه واهله وولده فقد كان من الذين وصفهم المولى في كتابه العزيز : ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )