شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ميزان الايمان ، فمن اراد ان يختبر ايمانه فليتحسس مقدار محبته لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هل يحبه المحبة الكاملة والخالصة ،وهل يحبه اكثر من ماله ، واكثر من ولده ، بل واكثر من نفسه التي بين جنبيه عندها يرتاح الانسان المؤمن ويطمئن لتمام ايمانه .

 بأبي انت وأمي يارسول الله

وماذا قال سمو الأمير

 محمد عبده يماني

جاء خطاب صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز صريحا ، وعلق على نتائج الحوار الوطني فأعلن انه متمسك بنتائج هذا الحوار وتوصياته ، وأنا من الذين شاركوا في الحوار ، وشعرت بأمانة وصدق الكثير من المشاركين ، وعدم مزايدتهم ، وانهم يطرحون بكل أمانة قضايا تتصل بالدين والوطن ومستقبل هذه الأمة ، وُطرحت قضايا الاصلاح بكل أمانة واخلاص ، وأُعلن ان الاصلاح مطلب أساسي وضروري ، وفي بعض الأحيان لابد ان يكون اصلاحا فوريا لبعض القضايا التي تشكل خطرا على أمن الوطن وسلامته ، وبعض القضايا تحتاج الى اصلاح عميق يأخذ في اعتباره هموم هذه ا لأمة ، وخاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
ولهذا كنت ممن ارتاح لنبرات وعبارات صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله عندما اوضح ان المسيرة لاتحتمل مزايدات ولا التفافا ولا مراوغة ، وعلى العكس من ذلك فاننا نحتاج الى الصدق مع بعضنا البعض ، واستشعار عظيم الأمانة الملقاة على عواتقنا .
وسواء كان الذين ينادون بتجميد الاصلاحات من المحسوبين على العلماء او على اهل الفكر ، فقد اوضح الأمير انه لن يقبل أي وقوف في وجه المسيرة المتزنة والمعتدلة ، والتي تسير بالوطن الى بر الأمان ، واننا لم يعد لدينا وقت لاضاعته في مناورات جانبية او مزايدات ، فالدين واضح ، والحق واضح ، والوطن في حاجة الى المعالجات الصادقة .
ومن الناحية الأخرى كان الأمير يتكلم بكل صراحة ، وانه يتقبل النقد ، ويفرح بالرأي الصائب ، وبالمشاركة الصادقة ، لأنه يقود حركة اصلاح وتصحيح مخلصة بعد أن شعر بأن الأمر لا مناص منه ، والتصحيح مطلب حتمي .
وفرحت شخصيا باحتضانه للتوصيات ، وقلت يومها : " أننا نضعها أمانة بين يديك ياسمو الأمر " . وقد اتفقنا على ان مناهج التعليم في حاجة الى تغييرات جذرية حتى نستطيع ان نلحق بركب التطور والحضارة في العالم ، فنحن في عصر تقنية واتصال وتطور علمي يفرض نفسه على كل الأمور ، ومن العيب ان نكون نحن من الأمم المتخلفة وليس النامية فقط .
ومن هنا فأنا ممن يعتقدون بأن خطاب صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله هو ورقة تضاف الى الحوار الوطني ، لتطمئن الجميع بقناعة الدولة باهمية المسيرة ، ولكن هذا الرجل كان أمينا وصادقا عندما أوضح بكل اخلاص ان التدرج مطلوب ، وأننا لانستطيع القفز فوق الحواجز ، ولاتفيدنا الخطوات المرتجلة غير المدروسة ، تماما كما يضرنا السكوت على الوان الفساد في بعض الأجهزة ، وعدم تجاوبها وادائها لحق المواطن الذي يتطلع الى من يأخذ بيده حتى يحصل على كامل حقوقه الاجتماعية والاقتصادية ، وان نحارب هذا البلاء الذي هبط علينا من فقر وبطالة ومعوقات اخذت تعرقل المسيرة ، وتبث ألوانا من اليأس في قلوب فئات من المواطنين .
اننا نشعر بأن الدولة والأمة جسد واحد ، ولابد أن نتعاون على الاصلاح قبل فوات الأوان ، ولابد من الضرب على ايدي المستغلين والمفسدين والصائدين في الظلام ، لأن كل ذلك يضر بمسيرة الوطن ، ويعرقل خطاها .
وعندما تكلمنا عن اصلاح المناهج الدينية ضمن مناهج التعليم ، ظن البعض خطأً والعياذ بالله اننا نقصد التفريط في منهج الله ، والبعد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأنا اشهد بأن ما تم في الحوار انما كان تأكيدا على الالتزام بهذا الدين ، وليس تحللاا منه ، وانما كانت التوصيات تركز على اهمية الطريقة التي يدرس بها الدين حتى يصل الى عقول اولادنا بنين وبنات ، وان لايغرس في نفوسهم مبادئ خاطئة .
وكان التركيز الثاني على اهمية صناعة المدرس الواعي والمسؤول صناعة تؤهله وتجعله قادرا على مواكبة المسيرة ، وعدم التزمت ، وعدم الغلو ، لأن الأطفال في مراحلهم الأولى لايتحملون تدريسهم الخلافات الفقهية ، ولايصح ان نغرس في أذهانهم كراهية مذهب على حساب مذهب مادام ان الدين يسعنا جميعا .
وهكذا تكون اهداف التعليم تنشئة الأجيال تنشئة اسلامية واعية ومتزنة ، في اعتقاد صحيح وعلم نافع وعبادة مستقيمة وسلوك صالح ، وعلى المعلمين كما قال وزير التربية والتعليم ان يدركوا وخاصة معلمو التربية الاسلامية ان التعليم العام لايهدف الى اعداد متخصصين في العلوم الاسلامية ، وانما تعليم الطالب الأحكام والمعارف التي يحتاج اليها مع التركيز على الأخلاق ، ولابد من العناية بهذا الجانب .
وهناك اهمية بأن يكون المعلم في تدريسه للمواد الدينية محبا للرأي والاجتهاد ، مؤمنا بالحوار ، متسما بروح السماحة التي علمنا اياها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم جاءت النقطة الأخرى حول التصحيح الاقتصادي واهمية هذا التصحيح ، والنظر بصورة فاعلة الى الخطة التنموية وتغيير اوجه الصرف ، والتركيز على الصرف في المجالات التنموية بدلا من اهدار الأموال في مجالات غير نافعة ، واذا كنا قد تحملنا ذلك في الماضي فلن نستطيع الاستمرار في هذا النهج بأي شكل من الاشكال .
وختاما اكرر العبارة التي ذكرها وزير التربية والتعليم عندما قال : " شتان بين من يبيع نفسه لله على هدى وبصيرة ، ومن يبيعها عن عمى وضلالة وانحراف ، واننا مالم ننجح في جعل الجيل المتخرج من التعليم يعشق هذا الدين ، ويتمثله بقدر ما يناسب مرحلته التعليمية علما وروحا وسلوكا فما صنعنا شيئا يشكر او يذكر ، وكذلك مالم نغرس في قلوب الناشئة معنى الوسطية التي ارتضاها الله عز وجل وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغلو عندما قال : " هلك المتنطعون .. هلك المتنطعون " أي المغالون .
وجاءت نصيحة معالي وزير المعارف للمعلمين بصدق الاخلاص والاعتدال ، والبعد عن ضيق الأفق والتضييق على الناس ، واستشعار الصواب .
ولا أملك الا ان اقول في ختام هذا اننا يجب ان  نأخذ كلمات صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بجدية ، فالرجل قد طرح هموم الأمة ، وحذرنا من الاختلاف والتفرق ، وحذرنا من استغلال قضايا الوطن بأي شكل من الأشكال .
والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل ،،  

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب