شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(لا شك في أن البيت الذي يفتقد إلى الثقة بين الآباء والأمهات من جهة والأولاد من جهة أخرى، وبين الجميع بعضهم نحو بعض، يكون بيتاً عاجزاً عن إنشاء جيل صالح. والبيت الذي يعمه القلق والاضطراب ويفتقر فيه أفراد الأسرة إلى الأمان والطمأنينة والراحة.. هذا البيت يدفع أفراده إلى التشرد والضياع والبحث عن الراحة والسعادة في خارجه).ويفتقر فيه أفراد الأسرة إلى الأمان والطمأنينة والراحة.. هذا البيت يدفع أفراده إلى التشرد والضياع والبحث عن الراحة والسعادة في خارجه).

 أحاديث في الاعلام

هذه مطالعات حرصت من خلالها على إلقاء الضوء على جوانب من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واخترت حجة الوداع لما لهذه الحجة من أهمية عظيمة في حياة الأمة الإسلامية . وقد ركزت على الدروس وليس على الأركان والواجبات أو السنن ، وقصدت اختيار مجموعة من هذه الدروس التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ بصحابته فكانت نبراسًا لنا نستضيء جميعا به ليس في ركن الحج فحسب وإنما في كثير من شؤون الحياة الى يوم القيامة .
الدرس السادس : عندما ذهب عليه الصلاة والسلام الى عرفات وبقي في المكان الذي نصب فيه له بجوار نمرة ، ثم عندما حان وقت الصلاة صلى بالناس الظهر والعصر قصرًا وجمعًا ، وذهب بعد ذلك الى جبل عرفات ووقف عند الصخرات ، وعلم الناس درسًا عظيمًا عندما قال : " وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف "  وهكذا يسر على الناس منذ ذلك اليوم إلى يوم القيامة وهو رمز عظيم من المرونة والتيسير وتكرر هذا الأمر عندما نزل الى منى ، ونحر الهدي وقال عليه الصلاة والسلام : " نحرت ها هنا ومنى كلها منحر وفجاج مكة كلها منحر "  هكذا يسر على الناس وعلمهم عدم الحرص على الوقوف عند الصخرات ولا النحر حيثما نحر صلى الله عليه وسلم .الدرس السابع: ومن ضمن هذه الدروس ذلك الموقف العظيم في عرفة والخطبة التي القاها  فهو درس يستحق الوقوف عنده والتأمل فيه والنظر بعمق الى الأمور التي جرت في هذا الموقف في عرفات عندما صلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يوم عرفة ، فجمع الظهر والعصر بأذان واحد واقامتين والقى تلك الخطبة العظيمة وكأنه ينعي فيها نفسه الى الصحابة : " لعلي لا القاكم بعد عامي هذا .. لعلي لا القاكم بعد عامي هذا " ويضع قضايا جوهرية تحرم ظلم الانسان لأخيه الانسان بوضوح وجلاء وتحذير ويلتفت الى الناس عليه الصلاة والسلام ويقول لهم : "  ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام الى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا " وينبههم الى خطورة هذا الأمر ، وانهم سيلقون الله عز وجل ويسألهم عن جميع اعمالهم : " ايها الناس انكم ستلقون ربكم ويسألكم عن اعمالكم ، ايها الناس من كان عنده أمانة فليؤدها الى من ائتمنه عليها " ثم يأتي الى القضية المهمة يوم حرم الربا ووضعه وحذر منه : " ايها الناس ان كل ربا موضوع ولكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقد قضى الله ان لا ربا "  وبدأ بوضع ربا عمه العباس فأعلن : " ان ربا العباس ابن عبد المطلب موضوع كله " ثم التفت الى تلك الحروب والاحقاد والقتال ونبه الى خطورتها ، وبدأ بقوله : " ان كل دم في الجاهلية موضوع وإن اول دم وضعه هو دم ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب "  والذي قتلته ( ليث ) ، ثم التفت الى الناس يحذرهم من الشيطان الذي اقسم بأن يغوي جميع بني البشر ، واقسم بعزة الله كما جاء في القرآن : { فبعزتك لأغوينهم أجمعين }  ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم محذراً الأمة في هذا المقطع من خطبة الوداع : " ايها الناس ان الشيطان قد يئس ان يعبد بأرضكم هذه ابدا ولكنه يطمع فيما سوى ذلك ، فقد رضي بما تحقرون من اعمالكم فاحذروه على دينكم ". وحذر من النسيء واوضح بكل جلاء انه : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ}  ويحرموا ما احل الله " . ( والنسيء هو : تأخير الشهر الحرام عن وقته لاستحلال القتال فيه )  


ثم اعلن ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ، ثلاثة متوالية ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان واعلن بوضوح حق النساء وكرامة النساء  : ايها الناس استوصوا بالنساء خيرا فانهن عندكن عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وانكم انما اخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله .
" ايها الناس اعقلوا قولي ان كل مسلم اخ للمسلم وان المسلمين اخوة ولا يحل لأي مسلم من اخيه الا ما اعطاه عن طيب نفس فلا تظلمن انفسكم  .اللهم هل بلغت .. اللهم هل بلغت "فسمع اصوات الحجاج يقولون : نعم .. نعم قد بلغت فيقول صلى الله عليه وسلم : اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد ثم نبه الناس بأن رحمة الله سبحانه تشملهم والغفران يعمهم الا التبعات فيما بينهم ، وانه عز وجل وهب مسيئهم لمحسنهم واعلن بجلاء ان الحج عرفة ، فمن فاته الوقوف حتى مطلع فجر يوم النحر فقد فاته الحج الدرس الثامن : انه عندما نفر عليه الصلاة والسلام من عرفات الى المشعر الحرام في مزدلفة حرص كل الحرص على ان يعلم الناس آداب النفرة ، فكان ينادي : " السكينة .. السكينة " ويعلمهم السكينة ، وهكذا تبقى هذه الأقوال والتوجيهات النبوية دروساً للناس ليس في الحج ولا في العمرة فحسب ، ولا في الطواف ولا في السعي وانما في كل تحركاتهم حيث علمهم ان يحرصوا على السكينة حتى لا يضايق بعضهم بعضًا ، ولا يؤذي بعضهم بعضًا ، وقد كرر ذلك عندما تحدث الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " " يا عمر انك رجل قوي  فلا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف ان وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وكبر وهلل "  وهذا درس عظيم آخر في التزام السكينة وعدم التدافع وايثار المسلم لأخيه المسلم على نفسه الدرس التاسع : عندما نفر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات الى مزدلفة وكان يردف الفضل ومر بجوار ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتاتان ، فأخذ الفضل ينظر اليهما ، فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم يده عليه وصرف وجهه  ثم عندما كرر النظرات صرف وجهه مرة اخرى ولم ينهره  ، وهذا درس عظيم لاسلوب الدعوة والارشاد وخاصة للشباب والناشئة لنعلمهم بهدوء ورحمة وتوجيه دون قسوة او عنف .الدرس العاشر :  اما هذا الدرس فانه يؤكد على تلك الطريقة المثلى التي اتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزل في المزدلفة ، ونام فيها حتى الفجر ، ولم يجبر الجميع على النوم ، وانما اذن لبعض الناس لاسباب مختلفة ان يتقدموا الى منى بعد منتصف الليل ، وهكذا شرع للمسلمين امكانية البقاء في مزدلفة بعض الوقت او نصف الليل او نحو ذلك مما اوضحه علماء الأمة وفقهاؤها للناس اعتمادا على تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله او اذنه  .


جزى الله عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء ، فقد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، والحمد لله الذي جعله القدوة والأسوة لهذه الأمة ، وأمرنا ان نسير على هديه ، وان نقتفي اثره ، وان نحافظ على منهجه ، ونتبع سنته ، فهو سبحانه وتعالى جعله القدوة والاسوة : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } وجعل اتباعه هو الطريق الصحيح : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
والله من وراء القصد وهو الموفق والهادي الى سواء السبيل ،،

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب