شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

الغزو الثقافي بالأقمار الصناعية وبهذه الوسائل بالغة  التطور امر  تصعب مقاومته ، لأن له القدرة على اختراق الحدود الإقليمية وجدران المنازل لممارسة تأثيره على الأدمغة والضمائر ولصياغتها من جديد على هوى صاحب  الرسالة المبثوثة في الهواء ، واذا كان اختراق الجيوش للحدود يعتبر عدوانا يجد من يقاومه فان اختراق الوسائل الاعلامية لهذه الحدود ذاتها لايعتبر حتى الآن عدوانا.

 أقمار الفضاء غزو جديد

ورحل المربي بليلة

د. محمد عبده يماني

رحل أستاذنا الشيخ المربي الإنسان والرجل الفاضل عفيف اللسان والقلم.. طيب القلب كبير العزيمة الأستاذ عبد الرزاق بليلة.. رحل عن هذه الدنيا الفانية بعد أن ترك بصمات واضحة ، وسجل مواقفا تربوية كبيرة شهد له بها إخوانه وطلابه وكل من عاشره من جيل الرواد..

 ووقفت أعزي الأسرة الكريمة والأبناء وكأني أعزي نفسي فهذا فقيدنا ومربينا ورجل كان له قلب يتسع لحب الناس وبصورة خاصة الناشئة والشباب..إن الرجل مدرسة أدبية تربوية تربينا فيها جميعاً.. وأي أمين يسجل تاريخ النهضة الأدبية في هذه البلاد لا يمكن ان يمر مرورا عابرا على هذا الإسم الكبير والذي مد يده لجيل أخذ بيده وعلمه وأدبه وكان يتفهم حاجات الشباب ويعينهم على تقويم أخطائهم ثم يأخذ بيدهم لينطلقوا ويراقبهم وهم يشقون طريقهم في الحياة..ويفرح بهم كأبنائه تماماً .وأحسب أن أستاذنا الشيخ عبد الرزاق بليلة قد دعم عملية التنمية الفكرية في أدب الشباب وأنا شخصياً ممن اتصل به وتعلم منه أنا وصفوة من رجالات البلد اليوم.. وكلما التفتنا إلى الخلف تذكرنا تلك اليد البيضاء التي إمتدت إلينا وقومت مسيرتنا مع صفوة من الأساتذة والمربين الذين لا نملك لهم إلا الدعاء ونسأل الله أن يتغمدهم برحمته ويجزيهم خير الجزاء على كل على كل ما قدموه..وإني لأذكر تلك المبادرة الكريمة له يوم ساهم في إنشاء جمعية البر الخيرية بمكة مع الرجال الذين سبقوه إلى جوار رب كريم وقامت هذه الجمعية بأدوار أقل ما يقال عنها أنها كانت عمل صالح.. 

كان أستاذنا الشيخ محبوباً مقبولاً يألف ويؤلف وكنا نرتاح للجلوس معه والحديث معه وله دور لاينسى في المساهمة في مكتبة الثقافة والتي كانت مناراً قبل أن تكون مجرد مكتبة لبيع الكتب وقد كانوا رحمهم الله يقدمون الكتب بأثمان زهيدة ويعيدون شراءها منا هو والأستاذ صالح جمال لضيق ذات اليد.. ولمجرد تشجيعنا على القراءة رحمهم الله جميعاً وتغمدهم بواسع رحمته.. 

وأحسب أن إشرافه على صفحة في جريدة البلاد كانت إنطلاقة لكثير منا..فهو رائد من رواد العمل الأدبي والصحفي بصورة خاصة والخيري فقد كان إنساناً تتحلي فيه معاني الإنسانية والسماحة والفضل والمروءة.. 

وقد وقفت أعزي فيه فأقبل الصديق العزيز الدكتور بدر كريم يعزيني فهو يعرف مدى ألمي لفراق هذا الأستاذ ولكنه عفى الله عنه زاد في ألمي عندما قال لي: متي نسجل حقوق هؤلاء الرواد ممن رحل وممن هو عازم على الرحيل.. وأرخيت رأسي وشعرت أن بدر على حق وأن علينا واجب تجاه هؤلاء الرواد وإني أتوجه في ختام مقالتي هذه بالدعاء إلى الله أن يغفر له ويرحمه ويكرم نزله ويخلفه خيراً في كل من ترك وما ترك.. 

(وأنا لله وإنا إليه راجعون)

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب