شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية |
|
|
|
|
.إن العالم ليس في غفلة فيما يتصل بقضية البحث عن بدائل للنفط ، وهناك خبراء يسخرون جميع مالديهم من قدرات علمية لجعل الاعتماد على النفط مسألة ثانوية   الجيويوجيا الإقتصادية والثروات المعدنية في المملكة العربية السعودية
|
محمد عبده يماني
لقد أكرم الله هذه الأمة بالإسلام، وبعث إلينا خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولقد إختاره الله سبحانه وتعالى وجعله رسولا ونبيا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأمرنا باتباعه وحبه وتوقيره والحرص على سنته صلى الله عليه وسلم ثم أمرنا بكثرة الصلاة عليه. فمن هنا تكون محبة رسول الله قضية أساسية، لا يتم الإيمان ولا يكمل إلا بها، بل قال بعضهم لا يصح الإيمان إلا بها، ومن هنا فواجبنا أن نقبل على هذه المحبة ونتعلمها ونعلمها لمن حولنا من المسلمين ونتفهم أن الطريق إلى كمال الإيمان هو تمام المحبة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونعلم مجتمعاتنا وأسرنا وأولادنا هذه المحبة وننطلق من قضية أساسية أن المحبة تقتضي الإتباع والإقتداء فما أروع أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نهتدي بهداه وأن نسير على خطاه، فهو القدوة والأسوة لهذه الأمة، وقد إحتفى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمولده إحتفاء يليق بهذا المولد النبوي الشريف، وعلم الأمة الإسلامية كيف تحتفي بمولده صلى الله عليه وسلم، وذلك حين سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: "ذلك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه" وهذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه الذي أجمع أهل الحديث وعلماء الأمة على صحته، ومن هذا المنطلق فإن من ينظر بعمق في قضية الإحتفاء والإهتمام بالمولد النبوي الشريف يرى أن هذا الأمر يتفق مع هديه صلى الله عليه وسلم عندما علمنا فقال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي".
ولا شك في أن كل ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو منهج لهذه الأمة- إلا ما كان خاصا به - نتبعه ونسير على هداه لأن الله علمنا أنه صلى الله عليه وسـلم هو القدوة، فقال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وعندما ننظر بعمق في فعل رسول الله من ناحية ذكره ليوم مولده حيث قال للصحابة الذين سألوه عن صيامه ليوم الإثنين فقال: "ذاك يوم ولدت فيه"، نجد أنه توجيه نبوي، وحتى لمن إستطاع أن يصوم يوم الإثنين أن يفعل، ومن هنا فإن كل محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد أن يأخذ ما يستطيع من جوانب السيرة النبوية من أفعال وأقوال فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتفى بيوم مولده وصامه وأمر بصيامه في كل أسبوع شكرا لله على نعمة إيجاده، فمعنى هذا أن من واجبنا أيضا أن نهتم بيوم مولده كما إهتم هو صلى الله عليه وسلم وسن صيامه، وقد سار الخلفاء الراشدون على منهجه، ثم الصحابة رضوان الله عليهم ثم من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فقد كانوا يستحبون صيام يوم الإثنين إقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويتذكرون أنه اليوم الذي ولد فيه، واليوم الذي بعث فيه، واليوم الذي هاجر فيه. وعلى ذلك، فإننا نستطيع أن نقول أن من يصوم في يوم المولد أو يقرأ شيئا من القرآن، أو يقرأ جانبا من السيرة النبوية، أو يذكر الله ثم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يصنع طعاما يدعو إليه أرحامه وأصدقاءه، أو الفقراء والمساكين لوجه الله تعالى، فإن هذا مشروع لأنه قائم على أصل مشروع فلا بأس في فعله ما دام لا يأتي إلا بمشروع، ولا يعمل عملا مخالفا لهديه صلى الله عليه وسلم، وما دام لا يعمل ذلك إلا بنية التقرب إلى الله عز وجل بما يحب من الأعمال المشروعة من الصيام، أو الذكر، أو تعلم العلم، وبنية إظهار الفرح بفضل الله، ورحمته التي تمت بولادته وبعثته صلى الله عليه وسلم، وعملا بقول الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}. فهذه هي القمة الإيمانية التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهنا إليها بقوله: "اذا سألت فاسأل الله وإذا إستعنت فاستعن بالله" فالإسلام الحقيقي والإيمان الحقيقي هو توحيد الله سبحانه وإخلاص العبادة كلها لله، وحب الله، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرع من محبة الله وناتجة عن ذلك، ثم الإيمان الكامل أنه يفعل ذلك بدافع المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحب الذي لا يكتمل إيمان المسلم إلا به، وأن يكون فوق حبه لأهله وولده والناس أجمعين، بل ونفسه التي بين جنبيه، كما أخبر بذلك بقوله: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" وقال عمر رضي الله عنه: أنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. قال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك. قال عمر: الآن يا رسول الله أنت أحب إلي من نفسي. قال صلى الله عليه وسلم: الآن ياعمر". أي الآن آمنت. ولا شك أن تتبع السيرة النبوية والحرص على تجسيد حياته صلى الله عليه وسلم وجعله القدوة لنا في كل أمورنا وطاعته صلى الله عليه وسلم هي شرط النجاح. ومن أول مظاهر الإحتفاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر سيرته، ونشأته وعبادته وشمائله وهجرته وجهاده وغزواته وتضحياته وكثرة الصلاة والسلام عليه لأن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا أن نصلي عليه فقال: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي نعمة عظمى إمتن بها الله علينا لأننا عندما نصلي عليه، يصلي الله سبحانه وتعالى علينا، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا" وصلاته تعالى علينا هي رحمة منه لنا، وهي خير من الدنيا وما عليها، أي يرحمه عشر رحمات كل رحمة تكفيه من ولادته لوفاته. فلننظر هنا ببصيرة إلى عظمة قدر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما نصلي عليه، فتحصل لنا كل هذه الخيرات والفضائل، ويمتن الله علينا بصلاة تخرجنا من الظلمات إلى النور، وتتحقق لنا الرحمة منه عز وجل، وصدق عليه الصلاة السلام عندما قال: "يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة" ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في صفته وصفة رسالته صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك الا رحمة للعالمين} وسبحان من جعل حياته رحمة لنا، ومماته صلى الله عليه وسلم رحمة لنا كما جاء في حديث إبن مسعود: "حياتي خير لكم.. تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر إستغفرت الله لكم" .
والإحتفاء به صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام ضرورة بعد أن أصاب الأمة الإسلامية ما أصابها من فتن، وما تعرضت له من غزو فكري أول ما استهدف صرف الناس عن السنة الصحيحة، وزعزعة إعتقادهم في مكانتها بشتى ألوان الشكوك والتهم والإفتراءات، وبما لحق بالأمة من نقص في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أضف إلى ذلك ما حصل في كثير من المجتمعات الإسلامية وعلى مختلف المستويات نتيجة التأثيرات الطارئة والوافدة من نقص في محبة هذا النبي الكريم عليه وآله الصلاة والسلام.
هذا النقص أو الضعف قد ظهر جليا في إبتعاد كثير من الناشئة في بلاد المسلمين عن دينهم وبالمقارنة بين هذا الجيل وسابقيه وبين عصر السلف يظهر الفارق جليا في الإنظار، إذ حب صاحب الرسالة يحمل على حب الرسالة والذوذ عنها وحملها وتبليغها، وكلما كان الحب متكاملا، والفهم السليم لمرامي الرسالة ناضجا كان التبليغ والصبر عليها والذوذ عنها أكثر واشد. إن الحب الشرعي أمر مطلوب ومفروض حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلى الفرد المسلم من نفسه وأهله وماله والناس أجمعين، كما سبق في الحديث وحتى يكون هوى المحب تبعا لما جاء به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، لا يتم الإيمان إلا به، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" وهذا هو ثمرة الإتباع الكامل لله عز وجل، وإتباعه صلى الله عليه وسلم هو الطريق الموصل إلى محبة الله عز وجل للعبد: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " فقد جعل إتباعه صلى الله عليه وسلم هو الطريق الموصل إلى حب الله، وتلك ذروة الإيمان، أن يحبك الله وتحبه، فما أعظمها من منزلة. أجل إن الذي يزيد هذه المحبة وينميها إنما هو التعرف على كمال ذات المحبوب، وتميزه بصفاته، وتفرده بأخلاقه، وانفراده بصفات الجمال والكمال والأخلاق. وهكذا ندرك أهمية الإحتفاء بسيرته صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته، وبما جاء به عن الله عز وجل، والعض عليها بالنواجذ في هذا الزمان، ولنأخذ بيد أبنائنا وبناتنا ونعلمهم المحبة الصادقة والخالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإتباعه قولا وعملا حتى تكون سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي القدوة الحسنة لهم ويجسدون أعماله وأقواله ويسيرون على هدى مما جاء به صلى الله عليه وسلم. ومن الناحية الأخرى فإن الوقوف عند الذكريات أمر فطري وطبيعي والمناسبات الإسلامية تشد المسلم إلى دينه القويم، فيزداد إيمانا وعملا بما جاء به فماذا نأخذ من ذكرى المولد من العبر والدروس؟.
إن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم مشيئة من مشيئات الله سبحانه وتعالى في هذا الكون ورحمة من رحماته إلى بني البشر، وإختيار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من بني البشر ليكون خاتما للأنبياء والرسل ولتتنزل عليه رسالة هي خاتمة الرسالات، كل ذلك اصطفاء خاص لا يماثله إصطفاء آخر. فهو سيد ولد آدم أجمعين، رسول الله وحبيبه، ومصطفاه، ومختاره ومجتباه، أصل الشرف ومعدن المجد، أكرم والد وأشرف مولود وهدى الله ورحمته للعالمين، الحبيب الأعظم والنبي الأكرم، العبد الذي تشرف بكمال العبودية لمولاه، والمصطفى الذي قربه الله تعالى وأدناه ورفع مقامه فوق خلقه أجمعين، وختم به النبيين والمرسلين وأكرم أهل بيته صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" وأن محبة آل البيت فرع عن محبته صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " أذكركم الله في أهل بيتي.. أذكركم الله في أهل بيتي". فلقد اصطفاه الله تعالى من سلالة إبراهيم عليه السلام الذي جاء بالدين الحنيف وهو الدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند ربه إنه الحنيفية، قال تعالى: {قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} .
وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" فهو خيار من خيار. فأشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلته، أشرف الأفخاذ فخذه، وهو نخبة بني هاشم، وسلالة قريش، وأشرف العرب وأعزهم نفرا من قبل أبيه وأمه، وهو من أهل مكة أكرم بلاد الله تعالى على الله وعلى عباده، قال تعالى: {الله أعلم حيث يجعل رسالته}. ولقد كان العرب عموما على جانب كبير من الأخلاق الكريمة، فهم أهل الكرم والوفاء والعفة والشهامة والمروءة، والوقار والنجدة وإغاثة الملهوف وحسن الجوار. ولقد اختص الله تعالى قريشا بجوار الكعبة المشرفة، وخدمتها وخدمة الحجاج وتيسير عليهم أمور حجهم ومعاشهم، فكانوا موضع إحترام العرب جميعا وتقديرهم وحبهم والإعتراف بفضلهم. كما إختصهم بأن جعل منهم خاتم أنبيائه ورسله، وأفضل خلقه، وأنزل كتابه الكريم بلغتهم، وجعل ذلك شرفا عظيما لهم، فقال فيهم: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}. كما إختصهم بسدانة البيت وسقاية الحجيج وإكرامهم لأنهم ضيوف بيته العتيق، فكان ذلك شرفا على شرف، وفضلا على فضل لم ينل مثله أحد. ولقد إصطفاه تعالى يتيما فتوفى أبوه وهو في بطن أمه وتوفيت والدته وله من العمر ست سنوات، وتوفى جده عبد المطلب وعمره ثماني سنوات فكفله عمه أبو طالب، وتولى الله تعالى تربيته وإعداده للرسالة وأدبه فأحسن تأدييبه وكان عونا له ومعينا وناصرا ولقد إمتن الله تعالى عليه بقوله سبحانه: {ألم يجدك يتيما فآوى} . واصطفاه فقيرا حتى لا تكون فيه صفة من صفات الثراء والأبهة وعظماء الناس والزعامات الدنيوية ثم أغناه ليتفرغ للدعوة فيما بعد فهيأ له الزواج من السيدة خديجة التي أعطته مالا فتاجر به وأعطته حنانا وسندا معنويا ليثبت في المواقف الصعبة، ولقد إمتن الله عليه بقوله: {ووجدك عائلا فأغنى} . والذي لا شك فيه أبدا أن السيدة خديجة كانت من أجل نعم الله على رسوله، فقد هيأها الله عز وجل لتخفف عنه أعباء المهمة الصعبة والحمل الثقيل في دعوة العرب إلى الإسلام، فكانت تثبته وتواسيه وتنصره وتشد عزيمته، وتبعث الأمل والرجاء في صدره حتى أدى الرسالة وبلغ الأمانة. ولقد اصطفاه أميا حتى لا يقال بأن القرآن من عنده أو أنه تعلمه من بشر وحتى يظهر للعيان أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو من عند الله. قال تعالى مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وأنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} . وجعل الله تعالى هذه الأمية صفة تكريم للنبي صلى الله عليه وسلم وامتدحه الله تعالى بها في كتابه، قال تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} وقال تعالى: {فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} وقد أسلم عباقرة ومستشرقون وعلماء غربيون أفذاذا عندما علموا أن محمدا صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب، وقد جاء بما يدهش الألباب، فتعاليمه دساتير الحياة الكريمة، ومبادئه مباديء الإنسانية الحقة. ولقد إصطفاه الله تعالى من منطقة تحتوي كل الأديان لتكون رسالته ناسخة لتلك الأديان وليكون الإسلام قيما شاهدا على كل الدعوات وليس من قبيل الصدف أن تكون ولادته صلى الله عليه وسلم بعد حادثة الفيل بأربعين يوما لأن هذه الحادثة كانت نصرا من الله تعالى لبيته الحرام بدون سبب من الأرض، ولينتبه المشركون الى قدرة الله تعالى ويشاهدوا آيات قدرته قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد كان هذا النصر تكريما لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحمل رسالة من رب العالمين إلى الخلق أجمعين وهو على ملة أبيه إبراهيم عليه السلام. ومن هذا الإصطفاء إن الأنبياء من قبله قد تحدثوا عن بعثته فلقد كانت ولادته تحقيقا لدعوة إبراهيم عليه السلام: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} . وختاما فإن من واجبنا أن نقبل على السيرة النبوية وتعلمها، وتعليمها لأولادنا، وإني لأذكر كيف كان أساتذتنا في الحرم المكي الشريف يحثون الناس على تعلم السيرة، والإهتمام بها ويرددون دائما: علموا أولادكم وأسركم جوانب من السيرة النبوية وعمقوا في أنفسهم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك في أن الإحتفاء بمولده وهجرته وغزواته وغير ذلك من المناسبات الإسلامية أمر يساعد الأولاد على الإرتباط بالسيرة، أما الإحتفالات التي تقام في كثير من الدول الإسلامية، فهذه من الأمور التي لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابته بهذه الأشكال التي تقام الآن، وإنما الذي ثبت هو صيامه يوم مولده صلى الله عليه وسلم، والإحتفاء والإهتمام والعناية. وما أجمل أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ونسير على هداه، فهذا أفضل ما نفعله، وهو يعلمنا صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"، فاللهم اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وحبب إلينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يكون حبه صلى الله عليه وسلم مقدما على كل حب، ومفضلا عن كل حب. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،
|
|