شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(هناك أهمية كبرى تقع على عاتق القادة.. والمنظرين للأمة.. والمفكرين فيها لكي تتخذ الخطوات المناسبة في الطريق الصحيح.. وأهمها أن يكون لدينا تعريف واضح.. وسياسية محددة.. تترجم هويتنا الثقافية.. ومعطياتنا الحضارية وتوجهاتنا التربوية.. على أسس واضحة من عقيدتنا.. وقيمنا.. ومقوماتنا، وأن نربط ذلك كله بالسياسة الإعلامية وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. لبلادنا جميعاً).

 أحاديث في الاعلام

د. محمد عبده يماني

هذا النبي الكريم ذو القدر العظيم ، الذي ارسله الله وختم به رسالات السماء الى الأرض لماذا يهاجم من قبل فئات في الشرق والغرب بصورة مؤسفة ، وفي بعض الأحيان مؤلمة وغير مؤدبة ؟  لماذا يحصل كل هذا وما هو السبب وما هي الدوافع خلف هذا الهجوم ؟ وما هي دواعيه ؟  ويبرز هنا سؤال مهم وهو هل يعلم هؤلاء قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق دعوته ، ونبل خلقه !! ام اننا قصرنا في ابلاغ هذا الأمر ونشره في هذه الأيام التي يصطرع فيها العالم على قيم مختلفة وافكار متنوعة ، ومذاهب شتى !!  فهل يعلم هؤلاء الذين يهاجمون رسول الله صلى الله عليه ووسلم ويؤذونه انهم بحول الله لن يبلغوا قدره فيؤذوه ، ولن يستطيعوا التأثير على قدره ومقداره ، فالله سبحانه وتعالى قد عصمه من الناس بكل الطرق ، وذلك بامر الله وحفظه ، وهو سبحانه وتعالى : { غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } .
ولكن السؤال المهم هو هل ادينا واجبنا !! وهل اطلعنا العالم على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه من المؤسف ان نشعر ان كثير من الناس في العالم تجهل حقيقة هذا الدين الحنيف وحقيقة هذا الرسول الكريم ، وبكل أسف فإن التقصير بأيدينا نحن فنحن ننفعل ونغضب ، ولكن تظل الحقيقة اننا مقصرين بالرغم من ثورة التقنية الحديثة في العالم وثورة الاتصالات التي ربطت العالم بعضه ببعض حتى أصبح قرية واحدة ، ولم نركب موجاتها ولم نصل الى الطرف الآخر لنعلمه من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هو القرآن ، ونضع الصورة واضحة بين أيديهم من خلال سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبطرق حديثة وباسلوب يتفق مع العصر وبلغة يفهمونها لتصل الى عقولهم وقلوبهم ، خصوصا من خلال المناهج الدراسية ، ومن خلال البرامج الاعلامية ومن خلال الاتصالات الدبلوماسية للسفراء ، فنحول السفارات الى مراكز للثقافة وتستفيد من المناسبات الاسلامية العظيمة لتدعو الناس وتجمعهم مع العلماء والمثقفين ليتعلموا : من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ! .. وما هي رسالته !! وما هو هذا القرآن الذي يهدى للتي هي اقوم .. ونعلمهم ان هذا النبي الكريم ذو خلق عظيم ، وانه عليه الصلاة والسلام كان رحيما ورحمة للعالمين وليس للمسلمين فقط ، ونضع برامج للتوعية الاعلامية والثقافية في صورة جميلة ومضيئة وفاعلة تصل الى مختلف انحاء العالم ، والا فاننا مقصرين .
وبعض الذين يهاجموننا ، وبعض الذين يكتبون بصورة سيئة عن الاسلام وعن القرآن وعن الرسول صلى الله عليه وسلم يستغلون جهل الناس بهذه الرسالة وهذا النبي الكريم .
انني اشعر من اعماق قلبي بأننا قصرنا ، وان من المواجب ان نعد خطة اكبر من الخطط الاعلامية العابرة والخطب والمواعظ ، ولننتقل الى خطط عملية فاعلة توصل المعلومة الى الطرف الآخر وتعلمه من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
ومما يجب ان نعلمه لهم : " ان الله قد اخذ العهد له من جميع الأنبياء – عليه وعليهم الصلاة والسلام – إن بُعث هو – صلى الله عليه وآله وسلم – وهم أحياءٌ ، أو أحدٌ منهم – يجب عليهم أن يؤمنوا به ويتبعوه وينصروه.
كما أخذ الله سبحانه وتعالى عليهم أيضاً أن يأخذوا هذا العهد على جميع أممهم ، إن بُعث محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم يجبُ على هذه الأمم أن تؤمن به وتتبعه وتنصره وتؤيده . فإن لم تفعل فقد خالفت أمر الله عز وجل.
قال الله عز وجل : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ) ." 
ولنعلمهم ان نبوته عامة لجميع الخلق لأن الله بعثه الى الناس كافة ، وان نقدم النصوص التي جاءت في الكتب السابقة ، فهو نبي الأنبياء ، والأنبياء جميعا تحت لوائه : " ولهذا فما من نبيٌ من الأنبياء – عليه وعليهم الصلاة والسلام – إلا عنده علمٌ به صلى الله عليه وآله وسلم ، وبمبعثه وزمانه ومهاجره وعلاماته وأوصافه – صلى الله عليه وآله وسلم  قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إني عند الله لخاتم النبيين، وإنَّ آدم لمنجدل في طينته . وسأخبركم بأول أمري: أنا دعوةُ إبراهيم ، وبشارةُ عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني، وقد خرج منها نورٌ ساطعٌ أضاءت منه قصور الشام" .فدعوة إبراهيم عليه السلام: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ .......) .وبشارة عيسى عليه السلام: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ...) . صلى الله عليه وآله وسلم." 
ولنعلمهم بأن اهل الكتاب كان عندهم علم تام به : " وبمبعثه ، ومكان بعثته ، ومهاجره ، كما ورد وصفه صلى الله عليه وآله وسلم في كتبهم، بل ورد وصفُ أُمَّته صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً في كتبهم ، حتى لا تكون لهم حجة أثناء إنكارهم.
فقال سبحانه وتعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)  .
وقال الله عز وجل : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) . " 
وهو صلى الله عليه وسلم موصوف في التوراة وفي الانجيل ، حتى روى سلمان الفارسي رضي الله عنه ما أوصاه به صاحب عمورية بقوله : "  ... أي بُني ، والله ما أعلمه أصبح على ماكنا عليه احد من الناس، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبيَّ، هو مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب ، مهاجره إلى أرض بين حرتين، بينهما نخلٌ ، به علامات لا تخفى : يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة ، بين كتفيه خاتم النبوة ، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل" . وهذه شهادة بأنه النبي المنتظر .
ولنعلمهم بأنه كان اول المسلمين صلى الله عليه وسلم وانه خاتم النبيين بموجب النصوص التي وردت في الكتب السماوية الأخرى لديهم قبل التبديل والتغيير وانه خير الخلق وسيد ولد آدم لقد اختاره الله سبحانه وتعالى : " ( من بين الخلق بالمنزلة الرفيعة ، والمكانة العالية، واصطفاه من البشر كلهم، ليكون صفوة خلقه ، وأحبهم إليه سبحانه وتعالى، ونبيه لدينه الإسلام، ورسوله إلى الأنام ، وإمام الأنبياء عليهم السلام ، وسيد الخلق ، وخير الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم الصلاة والسلام.. .
فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، وأصطفي قريشاً من كنانة ، واصطفي من قريش بني هاشم ، وأصطفاني من بني هاشم" ) .
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفي من ولد إسماعيل بني كنانة ، واصطفي من كنانة قريشاً واصطفي من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" ) 

وختاما فان من واجب هذه الأمة وخاصة الآباء والأمهات ورجال التعليم والفكر والاعلام ان يتصدوا لكل هذه الحملات المغرضة عن طريق نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم واخلاقه وحقائق عن رسالته للعالم اجمع وبكل اللغات كما قلت ، وبكل الوسائل بصرف النظر عن المغرضين والحاقدين الذين صمموا على الاساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن هناك الملايين ممن لا يعلمون من هو رسول الله صلى الله علهي وسلم وعلينا ان نعلمهم وننقلهم الى صفوفنا ونؤدي واجبنا نحو تعليمهم من هو رسول الله .
ولعله امر مهم واساسي أن نركز على ما يلي :اولا : تقديم السيرة بصورة مناسبة لشتى دول العالم ولشعوب العالم ، وبلغات العالم  بدون انفعال ، ودون غضب .ثانيا : التركيز على الحقائق المهمة التي تصل الى عقول الناس بأسانيدها الصحيحة وخاصة ما ورد في القرآن الكريم وفي الكتب السماوية الأخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .ثالثا : التركيز على الاسلوب الذي نقدم فيه المعجزات العظيمة التي جرت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم باسانيدها واثباتاتها .رابعا : تقديم صور عن النبي صلى الله عليه وسلم وجوانب الرحمة فيه للخلق اجمعين ، وانها شملت حتى غير المسلمين ، بل شملت الحيوان والجماد ، وكل ما في الكون وندلل على ذلك بأدلة صحيحة وباسلوب يصل الى هؤلاء الناس في العالم خامسا : نركز على خُلق النبوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترامه للأنبياء والمرسلين والكتب السماوية التي انزلها الله قبل القرآن .سادسا : ان نستفيد من الثورة الاعلامية وثورة الاتصال للوصول الى اطفال العالم والى شعوب العالم ونحسن اختيار ما نقدمه لهم من جوانب السيرة .سابعا : عندما تصلنا أي اساءة الى رسول الله صلى الله عل يه وسلم فلا بد من حسن اختيار الاسلوب والطريقة التي نرد بها هذه الاساءة بصورة تحقق الهدف الذي يساعدنا على الدفاع عن سيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتصل الى عقول الناس وقلوبهم .ثامنا : لابد ان نحرص على البعد عن أي لون من التجريح او الاساءة للآخرين ونتبع الآية : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } وبالآية الأخرى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } . تاسعا :من المهم ان نتعلم نحن أولا ونعلم اولادنا ومعلمينا وطلابنا في العالم وسفرائنا في العالم هذه السيرة وطرق الدفاع عنها وطرق التوعية بها قبل ان نحاول تعليمها للآخرين .عاشرا : لا بد ان نسلك كل طريق ممكن وسبيل متوفر لايصال هذه الرسالة عن طريق الاتصال بهم والاستفادة من تقنية الانترنت واقمار الفضاء والقنوات الفضائية والبرامج التلفزيونية والاذاعية والكتب التي تكتب بلغتهم وهذا مما يقرب هذه السيرة للناس . نسأل الله ان يوفقنا لخدمة هذه السيرة النبوية والذوذ عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وان يوفقنا لنتعلمها ونعلما للناس .
عليك افضل الصلاة والسلام سيدي يا رسول الله ،،
 


  



والله من وراء القصد وهو الموفق والهادي الى سواء السبيل ،،




الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب